د. عباس وهبي
تاقت نفسي الى الهدوء ، وتهتُ بعيداً من الضجيج فرآني الصمتُ أتأمل الليلَ الباردَ المنهمك بالصقيع ، والذي كانت تؤنسه تلك الأضواء الملوّنة الهادئة ، فسألني : لمَ تنضوي تحت جناحي؟ فأجبتُ قد طفحت كأسي بمرارة الضجيج ، و قساوة الحياة ،فأسرجتُ قلبي فراح يعدو حتى وصلتُ إليك بعد مخاض !
فردّ متعجّباً : و ماذا تريد مني و قد غدوت عبئاً على ذاتي، فقد كثُرَ محازبي ولم يعدْ أحدٌ قادراً على كسرِ صمتي فغدوت سجين ذاتي !!! فتعجبتُ ومضيتُ مفكراً: حتّى الصمتُ قد سئم من الصمت ِ ، و حتّى جبال الجليد تذوبُ لكنّ جبلَ الاستبداد يزدادُ صلابةً و عهراً واستغلالاً … ورأيتُ أنّ الصمتَ محقٌّ يجبُ كسرَ قيوده لا بل يجبُ كسرُ الصمت نفسهِ لأنّه حامي المستبدّين جميعاً …و مضيت أنده
” اكسرِ الصمتَ ” – عساهم ينكسرون – وليتهاوَ كالزجاج المنثور في كلّ حدبٍ وصوب !!!
28 /02/2017