اخي في القدس

ماجد الملاذي

أخي العربيّ في القدسِ :
ألم تسمعْ …؟
أما بلَغَتْكُمُ الأنباءْ ؟
بأنّ فطاحلَ الزعماءْ….
وأنَّ أكابرَ الحكامِ..
من عجَمٍ وأعرابِ .
و كلَّ رموزِنا النكراءِ :
قد أسموك إرهابي…


ألمْ تسمعْ ؟
أما بلغتكمُ الأنباءْ ..؟
بأنّا قد بدأنا اليومَ ..
نقطفُ موسمَ الخيبه .
نهلنا في مدارسنا ،
تنادَينا .. وهرولنا …
ووقعنا …. ووثّقنا ….
وبوّبنا مخازيَنا ،
فأعدمناكْ !
وأثبتْنا بمحضر جلسةِ الإعدامِ :
أن الحرَّ إرهابي .
وأنّ حصانَنا العربيَّ إرهابي .
وأنّ جميعَ من في المسجدِ القدسيِّ
إرهابي .
وأنَّ الحقَّ إرهابي .
وكلَّ مدافعٍ عن عرضهِ ،
عن مالهِ ،
عن أرضهِ ،
عن أقدسِ الحرماتِ : إرهابي .
وأنَّ الماردَ العربيَّ :
إرهابي .
وأعدمناكْ ..
أشْهَدْنا على الإعدامِ كلَّ الناسْ ،
ووقّعنا ونحن بكامل وعيـِنا النذلِ :
على الإعدامْ .
وأسلمْنا إلى القوَّادِ :
كلَّ مرابطِ الخيلِ


ألم تسمع ؟
بأنا قد مسحنا اسمَ العروبةِ …
من دفاترنا .
شطبنا اسمَ الفلسطينيِّ والعربيِّ … والإسلامَ ..
من قاموسِ غفوتِنا .
وألغينا نصوصاً من كتابِ الله .
كي لا يغضبَ الشيطانْ .
وباتت لعنةُ الإرهابِ :
لحناً في مقاهينا


ألم تسمع بأنك صرت كابوسا ،
وشكلاً من مآسينا .
وأنك لم تعد حرفاً
يُقال بحضرةِ السلطانْ .
وأنك لم تعدْ منا ، ولا فينا .
وما عادت شؤونك في العلى شأنا .
ولا عادت همومُك من قضيتنا .
ولا عادت لكل حياتنا معنى .
ولا عادت شؤون العُرْب والإسلامِ :
شيئاً في مسيرتنا .
فلن نرضى :
بأنْ يُغتالَ -بعدَ اليوم – مغتصِبٌ.
ولن نرضى :
بمن عادى لصوصَ الأرضِ والعرضِ .
ولن نرضى :
بمن يقضي :
شهيدا في ربى القدسِ .
ولن نرضى :
بمن يغتالُ بالأحجارِ
وحشاً في مدينتكم …
ومن يغتالُ بالأقوال:
قرداً في مدينتنا


لقد قلنا:
ونحن نتيه في فيضٍ من القشُبِ،
و كاملِ وعينا العربي :
بأنّك لم تعد منّا ….
وأنّ عليك أن تُسبى…
وأنْ تُصلب…
لأنّك ألفُ إرهابي


أخي في القدس :
صدقاً :
إنّنا نُغتالُ كلَّ صباحْ ،
بسكّين تقطّعنا …
بسيفٍ يقطع الأحشاء…. كلَّ صباحْ .
فنحن هنا كما اللاشيء …..
كالأشباحْ .
قد جفّت مآقينا ،
وأنستْنا صروفُ القهرِ
كيف نكون أحرارا


أنا منكم .
وحاشا أن تكونوا قطعةً منّا .
فنحن حثالةُ التاريخ :
نقعدُ هاهنا صمّاً ،
ونرزح في قيود الوهم والأهواءْ .
ونُدفَنُ في الثرى بكماً ،
رهينةَ رغبةِ الشيطانْ


أخي في القدسْ :
أنا منكمْ
وليس إباؤكم منّي ..
وحاشا أن يكون فخارُكم منّي .
فلستم في مراقي مجدكم منّي .
ولستم في ذرى آمالكم منّي .
أنا وهمٌ…… أنا نَكِرهْ .
جبانٌ ، لا أحب الموت مثلكُمُ .
بقايا حالمٍ يقتاتُ من كينونةٍ قذرهْ


أقبّلكم
أقبّل في وجوهكمُ :
ترابَ المقدسِ الدامي .
وأدفن في فخاركمُ :
معاناتي وآلامي .
فضمّوني !
أناشدكم بكل الحب :
أن أرقى إليكم … في مسيرتكم .
أقبّل : وجهَ قافلةٍ …
تسافر خلفَ قافلةٍ …
تسافر خلف قافلةٍ
لتقضيَ في رحابِ القدس
مؤْثرةً جوارَ الخالق الباري
وتحرقُ في مآثرها :
كتابَ الخزي والعارِ


أخي في القدسْ
صمدتم .. وحدَكمْ ..
في قلب ملحمةٍ من الغضبِ ،
تنوءُ بحملها الأنواء .
حجارتُكم :
تسامي باسمكم قدري .
فضمّوني …أغيثوني …
أودّ لو انني منكم ،
لأرمي مثلَكم حجراً كما ترمونْ .
وأقضي … في ذرى حطين :
حراً مثلما تقضون .
وأغْمِدُ في غدي المصلوبِ سيفاً :
نصلُه المسلولُ شيءٌ من كرامتكم .

أنا منكمْ
رموزُ كرامتي منكمْ….
بقايا نخوتي منكمْ…..
فضمّوني :
لعلّ الله يقبلني شهيداً في قوافلكم


شاهد أيضاً

تطبيق Truecaller.. حفظ للأرقام أم خرق للخصوصيّة؟

هل فعلًا يمكن لأي استخبارات التجسّس منه على مكالماتنا؟ وكيف يعمل؟   د. جمال مسلماني/ …