طفولة معذبه…..

الكاتبة ميادة الكيلاني

سفيرة المعتقلين الفلسطينين


اليوم سأروي قصتي
مع طفولة وحيدة
بين أب واخوة
بعيده عن حضن الأم
اليوم اتممت الرابعه
كبرت يا أمي
اليوم عيد ميلادي
كبرت وزادة همومي
يا أمي رحلتي وانا طفلة رضيعه
بحاجه لحضنك الدافء
جسدي اصابه برد شتاء قارس
لا يعرف الدفء منذ رحيلك
أبي يحاول دائما تدفئته
لكن دون جدوى
لأن الأمان بعيد
والدفء سرق من جسدي
يا أمي كبرت وكبرت جدائلي
أصبحت عروس الطفولة
لكن……
معذبه…
مقهورة….
أبكي الليالي لفراقك
فالشوق قد نهش جسدي
والحنين أرق مضجعي
يا أمي كم الشوق صعب…..
كل ليلة أبكي فراقك
واليوم أبكي عزلتك بأسر وحيدة
رحماك ربي بأمي
رحماك بالتي انجبتني وارضعتني
فهي الروح والقلب
هي الأمان للجسد
يا أمي كبر أخوتك
أعلم أني الصغيرة المدللة
فقد حفظت تفاصيل وجهك
حفظتها كي لا يسرقها مني السجان
نقشتها بين الضلوع وشم بقلبي
حفرتها على جدران البيت بحبر سري
كي لا يراها أحد
أمي قمري ونجومي
بلسم جراحي
أسرت وانا رضيعه
كبرت بجراح كثيرة
فمن سيداوي جراح الزمن يا أمي
أمي عطر جسدي
أشتقت لضمه منك
لحضنك ….
لقبله من شفاهك…..
للمست حنان على شعري
اشتقت ليدك تسرح شعري الطويل الذهبي
فأنا ملكتك الجميلة
أخ ثم أخ ثم أخ…..
كيف لي أن أضحك وأمي بالأسر تعاني
كيف للعيون أن لا تبكي وحدة السجن وظلم السجان
في يوم يا أمي مررت من امام السجن
ناديتك من خلف الأسوار العاليه
عاد صدى الصوت ليخبرني عن حالك
عن وجودك بالعزل الأنفرادي
بكيت ورثيت حالي مع حالك
سالت دموع أخوتي حزنا
تعب والدي وتملكه الحزن
فاميرته بالعزل تأن الليالي وبرد الشتاء
كيف لا نحزن وأميرة الدار ونوارته بعيده
هذه قصتي بيوم ذكرى ميلادي
أنا مريم إبنة الاسيرة فدوى حماده
أبنت الماجده يا عرب
يا من تركتم الأحتلال يعتدي على حرائركم
نشكيكم لله الواحد الأحد
فلا شكوى الا له…..
صبرا يا أمي انا بانتظارك على باب الدار
لتضميني لصدرك الحنون
وأنام بأمان بعد عذاب وبرد سنين طوال……

شاهد أيضاً

هآرتس”: ما علاقة الحلف الدفاعي السعودي الأميركي بحرب غزة؟

يُقدّم المحلل في “هآرتس” تسفي برئيل تحليلاً متعدد الأبعاد لمسار التطبيع السعودي الإسرائيلي ربطاً بالمعاهدة …