قصة صمود الاسير علاء الدين أحمد رضى بازيان..

بقلم الاعلامية والكاتبة وسفيرة الاسرى الفلسطينين
ميادة الكيلاني

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم….
قصة اليوم تدمع القلوب وتبكي الحجر ليس لها مثيل الا ببلاد كلها قهر وشعب جبار حر عاشق للحرية والشهادة عقيدته ملك يمينه وملك روحه هويته فلسطين وطريقه طويل نحو القدس العتيه. انه الاسير علاء الدين احمد رضى بازيان … ولد علاء في 27…6 سنه 1958 في مدينه القدس البلدة القديمة في حي حارة السعدية . كبر علاء في جو اسري سعيد عندما كان صغيراً كان مميزا في تفكيره ناضج بفكره متفوق بدراسته محبوب لدى الأهل والأصدقاء ،شجاعا في شبابه كريما يحب الخير لكل الناس يكره الظلم والشر كيف لا وهو الذي عاش ببلده يرى ظلم الأحتلال وشره يتعذب لعذاب الماجدات يتألم مع كل أم تفقد ولدها مع كل اب يستشهد فلذة كبده انه علاء المحب للناس يساعد الفقراء والضعفاء ،علاء ذو شخصيه فاعله ومؤثره عند اهله والناس ،منذ صغره يعتمد على نفسه في كل المجالات التي يمكن عملها لوحده .
انهى علاء المرحلة الثانويه ثم اشتغل في مهنة الدهان ، لكن هذا لم يمنعه من النضال لأجل وطنه ،عندما بلغ علاء سن 21 أختار طريقه من اجل فلسطين وشارك بخدمة وطنه بسبب الاحتلال وغطرسته على الشعب والأرض وقد أعتقل لأول مرة 20…4..1979 حيث حكم عليه بعامين وقد تعرض لتعذيب شديد ، بعد الإفراج عنه بنفس العام سنة 1981 أعيد إعتقاله وحكم عليه ل20 عام اتهم بإدارة خلايا والمشاركة في العديد من النشاطات الوطنيه .يجدر الإشارة ان علاء فقد بصره سنة 79 أثناء قيامه بإحدى العمليات النضالية حدث خلل بتجهيز السلاح ونتج عنه استشهاد زميله كمال النابلسي وفقد علاء بصره واصيب بجراح في جميع انحاء جسمه اي ان نجاته من الله الواحد الاحد، علاء رغم أصابته لم يستسلم ويقول انا هلق اديت عملي ويجب ان أرتاح بل استمر بعمله وهو ضرير لان قناعته انه قادر على العمل وخدمة شعبه ووطنه كانت كبيره كيف لا وهو يرى الظلم والقهر لأبناء شعبه .بعد تحرره سنه 1981 قبل الاعتقال الثاني سافر للخارج على أمل العلاج ليرى باحدى عينيه حيث كان يوجد امل بسيط ،أثناء رحلته إلتقى في لبنان بعد ان دخلها بطريقه سريه بالأخ القائد خليل الوزير أبو جهاد حيث نسق معه اموراً لها صلة بقضايا كفاحيه، بعد عودته للوطن جدد نشاطه وفقاً للخطة التي تم الإتفاق عليها مع الاخ ابو جهاد رحمه الله وبعد ذلك ب8شهور من تحرره تم اعتقاله للمرة الثانيه بتهمة إدارة خلايا نفذت العديد من العمليات النضاليه المتنوعه وحكم عليه بالسجن ل20 عاما، أمضى منها 4سنوات حيث تحرر في صفقة تبادل أحمد جبريل التي تمت عام 1985 .. لم تستمر حريته طويلاً فهذه عادة الأحتلال كاذب ومخادع لعين لا يعطي كلمه في عام 1986اي بعد 11شهراً من تحرره اعيد اعتقاله للمرة الثالثة ونسبت إليه تهمة قيادة خلايا مسلحه في القدس والضفه قامت بالعديد من النشاطات النضاليه المتنوعه وهذه المرة حكم عليه بالسجن المؤبد وتم أغلاق بيته الكائن في حارة السعديه واستمر بالاسر 26عاما متواصله حتى تحرر في صفقة وفاء الاحرار عام 2011 وبعد تحرره بثلاثة شهور تزوج من الأنسه نسرين النتشه وقد أحتفلت القدس بذلك العرس الوطني انها خنساء جديدة فالخنساء ليست التي يستشهد ابنها فقط بل هي الزوجة الصابرة المحتسبةً، نسرين كانت يد عون لعلاء وعيونه التي يبصر من خلالها النور وقد رزقهم الله بطفلتين الاولى اسمها أنتصار على اسم والدته ولدت بتاريخ 12..12..1012والثانيه منار ولدت بتاريخ 20…2…2015 اي بعد إعتقاله، بعد عامين وثمانية أشهر من تحرره أعيد اعتقاله من جديد وهذه للمرة الرابعه في سنة 18…6..2014 الأعتقال هذه المرة كان بقرار سياسي شمل العديد من محررين صفقة وفاء الأحرار . هو لم يرى ابنتيه بعيونه بل رآهن بقلبه وروحه فهما وزوجته كل حياته. علاء اليوم ينتظر لحظة الإفراج عنه كي يعانق إبنتيه ويعيش معهم . اليوم هو مريض يعاني من إلتهاب بالجيوب الانفيه وضغط وهو الان يتواجد بسجن النقب الصحراوي وما ادراكم ما هذا السجن ومعاناته إذا اردنا ان نحسب المدة التي أمضاها علاء بالاسرى فهي تكون 37سنه من عمره من شبابه ولم يتراجع يوماً عن فكرة حرية الوطن. رغم سجن علاء الا أنه يتابع أخبار شعبه ووطنه ومنذ إعتقاله الأول إهتم بتثقيف نفسه وهو يتابع كل البرامج الإخبارية والعلميه والرياضيه والدينيه فليس هنالك مستحيل بفقد البصر او الاسر وهو يشارك بكل النشاطات السياسيه والثقافيه ويلقي محاضرات في تاريخ فلسطين وفي تجارب حركات التحرر العربية والعالمية وهو يمارس الرياضة وكم هم عظماء الاسرى يد واحدة يساعدونه على صعاب الاسر يقرأون له الكتب التي يرغب بسماعها يحب المشي وهو ينادي للوحدة الوطنيه. علاء يحب زملاءه بالاسر يعاونهم بكل شيء رغم فقده لبصره ويحمل هم شعبه المظلوم وارضه المسلوبه وهو متمسك بحقه بالحريه وحق فلسطين بالتحرير .
كم هو صعب عليك يا علاء أن تفقد والديك بالاسر رغم قيود السجن الا انك بقيت صامداً كجبل بوجه الرياح وفقد اخوه وبقي الجبل بصموده . كم تخونني الكلمات اليوم والعبر وانا اكتب عنك فلم اجد اقوى من هذا الشعب فلم يكسر عزيمته أحد ولم يرهبه طغيان إحتلال ظالم اليوم اقول لك يا علاء كم من بصير قد أعمي على قلبه وخان وطبع وانت الضرير كنت للوطن رسالة وعبر للعرب نهج مدرسة انت يا علاء أستاذ تاريخ لأجيال قادمه منك نستمد القوة ومنك الارادة الصلبه لقد أعدتني لأحمد ياسين فلم تثنيه الإعاقه بل أسس وجاهد وناضل رحمه الله انتم شعب الجبارين شعب العبر والحكايات فرج الله اسرك وأيدك بالنصر والحرية…..
الى اللقاء بقصة أخرى…
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شاهد أيضاً

البيسري استقبل الحشيمي وقصارجي ومحفوظ

  استقبل المدير العام للأمن العام بالإنابة اللواء الياس البيسري ، في مكتبه في مقر …