صراع الذاكرة

منيرة احمد – نفحات القلم – سورية

نادراً ما تذكره في موعده، اعتاد برنامجها الدماغي على التذكر قبل شهر أو بعد شهر

لا يهم تعتبر الأمر تجنبا لمزيد من دموع

هذا العام استفاقت ذاكرتها قبل يومين من موعده

سخرت جزءاً من وقتها وتفكيرها لتحضير قالب الأحلام

ساقتها لوازم تحضيره لبعض كتل من الأحلام قيل لها أنها خبيثة

لا يهم .

حاكت لنفسها ثوباً مزركشاً من القصص (للمناسبة هي لاتملك خزانة تعلق داخلها ملابسها وخيباتها بعد أن سرق اللصوص منزلها وباتت تحلم بسكن ربما تفكر الان بالهجرة إلى جزيرة بلا لصوص ولا خزائن ولا شيء سوى…؟؟؟ ربما لا تعرف المهم هي لا تريد أن تحمل شيئا)

تذكرت أيضا أن عليها تحضير حذاء يساعدها على الركض بين حفر الحكايات

وطرقات الزمن المر الذي عليها عبوره

بكل أشواكه دون تزمر أو أنين يقض مضجع الساهرين المنتظرين لذاك اليوم الموعود

اليوم الذي أنجبها مع صخرة سيزيف التي ما انفكت تجسم على قلبها

ومكتوب عليها كوني دوما مبتسمة

فسمار وسماسرة الحياة يعشقون الأـلم مشفوعا بالكثير من الابتسامات تتوزع في كل الارجاء

لا مشكلة قالت لنفسها أعتقد أني أتقنت جيدا أساليب الخداع والتنكر بل التخفي تحت ستار ابتسامة مبللة دوما بسيل عارم من الهموم والدموع بعضها خفي ينسكب شلالا في داخلها وقلبله يظهر للعلن بين الفينة والأخرى عملا بوصية إحداهن (( لا تظهري ابتسامتك دوما بللي أيامك ببعض الدموع تجبنا للحساد ))

لابأس لا ضير من مخالفة تعليمات الصخرة وتقديم استقالة من عمل الدماغ لبعض الوقت هكذا اقنعت نفسها وهي تتفقد علبة المكياج وبقية أدوات الزينة من حلي تقليدية ورتوش أخرى تزيد من امكانياته في التخفي وإيهام الأخر .

النهارات جميلة بجوها اللطيف على غير العادة في هذا الشهر

أصوات بعض الطيور التي تقتنص فرصة الجو الجميل لتمسك بخيوط الصباح هي أيضا تتقن فن الخداع فليس اأن وقت انطلاقتها وتغريداتها

فالفصل شتاء وبعض تبلل قد يفقدها توازنها

إذا وأشرقن عيناها هي أيضا تجهز نفسها لمرافقتي هذا العام

سألتها صديقتها متى يأتي نريد أن نحتفل معك ضحكت ضحكة خبيثة وتلهت عنها بتقديم قهوة الصباح

أه ماذا قلت ؟

لقد فات الأوان وهرب مني لم أعد أذكر

لا عليك ليس أمرا مهما على الإطلاق أصبت هكذا أمور خلفنا تركناها لغيرنا .

انتهت الزيارة عادت تتفقد ما حضرته ,

تذكرت ……أعادت فتح خزانة الذاكرة حين كانت تسأل عنه

وكان الجواب من حينها صادما لا نذكر فبعضهم يقول صيفا وأخرون يركدون أنه شتاء

وما هو مسجل …. تسأل

لا تدققي يأتيها الجواب صاعقا

كل ما في الأمر كان علينا أن نحدد يوما معينا وهكذا ودون ترتيب تم التسجيل

لا تبالي اأمر عير مهم .. عليك تتبع إحساسك هو من سيحدد لك اليوم

تدافع سيول من داخلها ولأنها مراقبة أخفتها بابتسامتها النكراء

إحساسي يقول أن الفصل كان جليديا

واليوم كان ميتا

والساعة معطلة

ورياح الحياة كانت اقسى من قدرة جسدها النحيل على المقاومة

يداها ترتجفان

قدماها عاريتان بعد أخر عمليات جراحية لتسوية وضع سيرها على دروب الحياة

نعم نعم صرخت المجنونة

عرفت الفصل واليوم والساعة

وبالثواني يوم سقطت على قارعة الحياة

ومنذ ذلك اليوم وهي كل يوم تقطع قالب أحلامها وتقضم المواجع

وتشرب دمعها .. وتصنع سكرا

لتحلي به أيامهم كي تتجنب المحاكمة بجرم اقتراف ذنب مزاولة مهنة العيش

وسرقة الأحلام والترويج لها

دون ترخيص

شاهد أيضاً

جهاز أمن مطار رفيق الحريري في بيروت يوقف طائرة تحمل عبارة “تل أبيب”

المديرية العامة للطيران المدني في لبنان تطلب من طائرة تابعة للخطوط الجوية الأثيوبية إزالة عبارة …