فضل الله: القوى السياسية تتصارع على التقاسم والضغوط المعيشية تُهدّد الاستقرار الأمني للتنبه من استباحة الأجواء والاعتداء على سوريا من لبنان الذي أصبح رهينة القوى الدولية 

أحمد موسى


رأى العلامة السيد علي فضل الله أننا في لبنان على وقع تزايد وطأة الضغوط المعيشية بفعل ازدياد الِأسعار على السلع والمواد الضرورية للناس، وكان آخرها الزيادات التي طرأت على سعر ربطة الخبز وعلى صفيحة البنزين، أصبحت تداعياته وآثاره على الصعيد الاجتماعي وعلى الاستقرار الأمني
فضل الله
السيد علي فضل اللة وفي “حديث الجمعة” قال: لقد أصبح من الواضح مدى تداعياته وآثاره على الصعيد الاجتماعي وعلى الاستقرار الأمني، والذي إن لم يعالج فستكرر معه المشاهد المؤلمة التي رأيناها في طرابلس والعديد من المناطق اللبنانية، يحصل هذا، فيما يشتد الصراع بين القوى السياسية المعنية بإيجاد الحلول على تقاسم المواقع، من دون أن يأخذوا في الاعتبار تداعياته على الوطن والمواطن.
حلول
أضاف، كل ما يجري لم يجد الدافع لدى هذه القوى وحتى تسّرع الخطى لتأليف الحكومة المنتظرة وأن تقفز فوق الخلافات والنكايات والاعتبارات والمصالح الخاصة، بعد أن أصبح واضحاً أن لا حلول من دون حكومة كفوؤة وبعيدة كل البعد عن كل الواقع السياسي المأزوم والصراعات الدائرة فيما بين هذه القوى.
التأليف
ونحن في هذا المجال نعيد الدعوة لكل القوى السياسية المعنية بتأليف الحكومة إلى الخروج من كل الأوهام التي وقفت ولا تزال تقف عائقاً أمام حصول هذا التأليف.. فضمان حقوق الطوائف والمذاهب وأي من المواقع السياسية لا يكون بالمطالبة بالثلث المعطل أو بالاستئثار بقرار الحكومة أو بهذه الوزارة أو تلك، بقدر ما يكون بتعزيز الوحدة الداخلية وبالتنازلات المتبادلة.
مغانم الإنهيار
إننا نقول للجميع، إن المرحلة ليست مرحلة الحصول على المغانم وكسب الأرباح والحصول على الامتيازات أو تحقيق الطموحات بقدر ما هي مرحلة إنقاذ بلد يتداعى وينهار.. فلن تبقى هناك امتيازات أو مصالح أو طموحات إن سقط البلد أو غرق في الفوضى التي يُبشَّر بها.. وأصبح رهينة القوى الدولية.
حلول آنية..لا خارجية
إننا أكدنا ونعيد التأكيد من جديد أن الوصول إلى حلول لأزمات هذا البلد ومعاناة أبنائه لن يأتي من الخارج.. بعد أن أصبح واضحاً أن الخارج ليس مستعجلاً على إيجاد هذه الحلول، بعيداً عن الحل التام الذي يفكر فيه للمنطقة، فهو وإن قرر أن يساعد، لن يساعد اللبنانيين إن لم يحققوا له ما يريد منهم.. فالخارج لم يكن ولن يكون جمعية خيرية تعطي بالمجان، ونحن في الوقت الذي ندعو فيه إلى الحلول الجذرية لأزمات البلد التي تنقذه، ندعو للبحث الجدي عن حلول آنية للمشاكل التي يعاني منها اللبنانيون ولا سيما العائلات الفقيرة التي باتت تغطي مساحة واسعة من اللبنانيين..
وعلى هذا الأساس، ندعو حكومة تصريف الأعمال إلى القيام بواجبها على هذا الصعيد والإسراع بما وعدت به في مساعدة ستماية ألف عائلة فقيرة من القرض المقدم من البنك الدولي.. وأن تزال كل العوائق عنه مما لا يزال يعاني منه البلد من الفساد وسوء الإدارة والمحسوبيات.
استباحة صهيونية
في هذا الوقت، لا بد من التنبه لما يقوم به العدو الصهيوني من تصاعد أعمال استباحته للأجواء اللبنانية، أو الاعتداء على سوريا من خلال هذه الأجواء كما حصل في عدوانه الأخير، مما قد يخفي مغامرة قد يقدم العدو عليها بفعل الواقع المأزوم الذي يعاني منه، وحسناً فعلت المقاومة عندما وجهت له رسالة بإسقاط طائرة مسيرة لتؤكد من خلالها أن أجواء هذا البلد كما مياهه وبحره لن تبقى مستباحة، بحيث يسرح ويمرح فيها من دون حسيب ورقيب.
داعش
وهنا نقدر خطوات الجيش اللبناني التي قام ويقوم بها على هذا الصعيد، إضافة لتفكيكه خلايا داعش، وندعو الجميع إلى الوحدة وتضافر الجهود حتى لا يعود لبنان ساحة لهذه الجماعات ومسرحاً لعملياتها الإرهابية.
كورونا
وبالعودة إلى الوضع الصحي بفعل جائحة كورونا حيث لا تزال أعداد الإصابات بهذا الوباء تسجل ارتفاعاً ملحوظاً، ولا سيما في أعداد الوفيات، مما بات يستدعي تكافل الجهود لمواجهته، والذي أصبح واضحاً أنه لن يكون إلا بتقيد المواطنين بإجراءات الوقاية واستمرار تشدد الدولة بإجراءاتها وبدعم الطاقم الصحي والاستشفائي وبالإسراع بتأمين اللقاح الكافي للمواطنين.. بعد أن بات واضحاً أن الاستمرار بإقفال البلد إلى ما لا نهاية لم يعد ممكناً ومجدياً في ظل الوضع الاقتصادي والمعيشي الصعب الذي يعاني منه المواطنون، وحيث أن الدولة لم تؤمن ما يحتاجونه كل فترة الإقفال، وهو ما يخشى إن استمر من تداعياته عليهم وعلى الاستقرار.
قتل سليم
واخيرا نتوقف عند عملية القتل التي تعرض لها الناشط السياسي لقمان سليم لندعو الى ضرورة الاسراع في التحقيق القضائي لكشف ملابسات ما جرى منعاً لاية تأويلات او اجتهادات او اتهامات لا تستند الى دليل ملموس لمعرفة حقيقة ما حصل ومحاسبة المتورطين فيه وصيانة لامن البلد وحمايته من كل المتربصين به والساعين للعبث باستقراره ووحدته في هذه المرحلة الصعبة والخطيرة والحساسة التي يمر بها على كل الصعد.

شاهد أيضاً

قائد الجيش استقبل الامين العام للمجلس الأعلى السوري اللبناني

  استقبل قائد الجيش اللبناني العماد جوزاف عون في مكتبه في اليرزة الامين العام للمجلس …