الى المواجهة …در !!!


منذ تسريب الموازنة الشيطانية في نظام الدولة اللبنانية المسخ العـجائبي ، وبيئة لبنان الاجتماعيـَّة تغلي تحت أقصى الدرجات المـئويَّة لنظام الظلم والاستبداد والتعسف والنهب والسَّرقة والغصب والإنـحلال . هذا النظام الذي احتفى في أيلول من العام الماضي بمئويّته الأولى وما زال حكَّامه يتوارثون اللبنانيين أرقاما انتخابية ويورثون اللبنانيين الذل والهوان والفقر والظلاميَّة والطائفية والمذهبية وصولًا الى اتفاق الطائف الذي قال عنه ذات يوم المرجع الإنساني السيِّد محمَّد حسين فضل الله : ” إنَّ اتفاق الطائف هو اتفاق أميركي بعقال عربي وطربوش لبناني ” وهو الإتِّفاق الذي كرَّس المحاصصة والزبائنيَّة وال 6 و 6 مكرَّر حتى في (احقر) المسائل والقضايا والغنائم والمكتسبات الضيقة بين اركان ودعائم من حكموا هذا البلد منذ ثلاثين عامًا وحتى اللحظة التي أعدَّ فيها هذا النِّظام المحاصصاتي الموازنة المشؤومة .
لقد بدا جليَّا أننا صرنا في قعر جهنَّم التي اوصلتنا اليها هذه الزمرة الحاكمة ، وفي قعر سقر ، التي أحرقت آمالنا في ان يكون لنا ولأولادنا بقيَّةُ آمال ٍ بقيامة هذا الوطن واسترداد كل مقدراته وأمواله وذخائره ودرره وذهبه وودائع بنيه الذين هاجروا منذ عشرات السنين ومنهم من قضى نحبه يجمع في مالٍ يكفي به اهله وعياله في شتى المجالات الحياتية والانسانية … هذا المال الذي نهبتهُ هذه الطُّغمة الظالمة القاتلة المستبدَّة البعيدة مسافة ملايين السنوات الضوئية عن كل قيم الإنسانية وتحسس آلام الناس واوجاعهم وجوعهم وفقرهم ومرضهم ومعاناتهم وصرخاتهم وانَّاتهم واستضعافهم وحتى استحقارهم في كلِّ شيء وصولا الى عدِّ هذا النظام العفِن لنا _ نحن اللبنانيين _مجرَّد زبائن في سجلاته الانتخابيَّة ، والطائفية والمذهبية و” الكورونيَّة ” …
أيها اللبنانيُّون …
أيُّها الفقراء المستضعفون البائسون … اعلموا أنَّنا نُباع ونشرى ويُتاجرُ باولادنا ومستقبل احفادنا في سوق النَّخاسة ، كرمى عيون البنك الدولي ومؤتمرات باريس 1و2و3و4 ، بحفنة من الدولارات الأميركيَّة ، وأنّه يتمّ الاستجداء والاستدانة بحجةِ الكوارث التي القاها كلُّ مسؤولي هذا النظام على رؤوسنا وليس آخر هذه الكوارث والمظالم الموازنة التي تدمِّر ما تبقَّى من امننا الغذائي والطبِّي والصحي والتربوي والاجتماعي والاقتصادي والأخلاقي والأمني والإنساني والثقافي وحتى الوجودي . السنا في جهنَّم ؟ السنا في سقر … بلى ! وما ادرانا ما سقر شياطين النظام اللبناني !!! هؤلاء الذين قتلوا واقعنا وحاضرنا وماضينا ومستقبلنا وها هم يتآمرون على لقمةِ عيشنا وعيش أولادنا وحتى احفادنا والنطف الموجودة في ارحام امهاتنا ونسائنا .
إن ما اوصلنا اليه هؤلاء الطغاة يستدعي منَّا جميعًا فقراء وأطباء ومهندسين وكادحين ومعلمين ومثقفين ومستضعفين وفلاحين ومزارعين وناشطين ونقابيين وتربويين واقتصاديين وعسكريين وعاملين ومياومين تجنيد مختلف الطَّاقات دفاعًا عن وجودنا وكراماتنا وماضينا وحاضرنا ومستقبلنا ودفاعًا عن حياتنا التي يذلُّونها منذ عشرات السنين لان الحياة الحق هي في المواجهة وليس في الانبطاح والاستزلام واستضعاف النفوس لأننا حينها سنخسر الدنيا والآخرة في ظلمنا لأنفسنا :” إن الذين توفَّاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها فأولئك مأواهم جهنم وساءت مصيرا (النساء:97)… ” فلا قيمة لوجود نظلم فيه انفسنا ونجلد فيه ذواتنا بسياط ظالمينا … ولأنَّ الحياة التي نكافح ونناضل ونجاهد من اجلها هي حياة العِزة والكرامة التي استُشهِد في سبيلها خيرة شبابنا ، الحياة التي علَّمنا فيها إمام العدالة الإنسانية والقيم الرِّسالية عليّ بن ابي طالب(ع) : ” الحياة ُ في موتِكم قاهرين …” قاهرين للظالمين والمفسدين والناهبين والقاتلين والغاصبين والمستكبرين ” والموت ُ في حياتِكم مقهورين ..” هذا الموتُ الذي نموته في اليوم والليلة آلاف المرَّات مظلومين ، مقهورين ، منهوبين ، مسروقين ، من مغتصِبي مقدرَّات البلاد والعِــباد …
فإلى المواجهة …ايُّها اللبنانيّ … در !!!

علي النَّهري 1 شباط 2021

شاهد أيضاً

ضاهر:” تمنى على الأحزاب المسيحيّة الأساسيّة وقف السجالات العدائية “

تمنّى النائب ميشال ضاهر على “الأحزاب المسيحيّة الأساسيّة”، وقف “السجالات العدائيّة في ما بينها، وإيلاء …