طرابلس تثور عن الجميع … وكلكم متهمون فلا يزايد احدا عليها…. 

ميخائيل عوض

اعلى نسبة فقر وبطالة وعمالة مياومه واكبر نسبة متمولين واصحاب مليارات الدولارات واعلى نسبة اميه وتسرب مدرسي….
كل الشروط والبيئات والمعطيات المادية كانت لتجعلها عروس المتوسط ومرفأه ومركز خطوط النقل واحدى اهم قواعد ارتكاز استراتيجية الطريق والحزام ومركز اشعاع اقتصادي واجتماعي وثقافي وحيوية على المتوسط كما كان لها في التواريخ قبل ان تغتصب ارادتها وتلحق ببيروت وتعامل كقرية نائية لاتستحق الاهتمام.
افضل مرفأ واقله كلفة والاقرب إلى حيث حاجة البر العربي والشرق لمرافى لبنان واكبر واهم ملعب بلدي لا مهمة له الا كراج للاليات وهي اجمل المدن واكثرها وداعة ورقي وتنظيم مدني وعمران وخضرة وتبقى صورة للبنان المتعدد بالوانه الزاهية …

استخدمت قبل الطائف وفي الحرب كمسرح وصندوق بريد وبعد الطائف ابتليت بالحروب وجولات العنف ولم تعوض خسائرها ولا كان لها مجلس للاعمار والمهجرين ولا من اهتم او فكر بالوفاء لها ولابنائها.

في مطلع السبعينات قدمت ظاهرات وارهاصات وتمردت وحاولت انتاج مؤشرات بان البلاد يومها دخلت ازمة انفجارية ولم يتنبه لها احد…

ومنذ زمن وابكر من تاريخ ١٧ تشرين تحركت وانتفضت وحاولت التغير واسقطت الطبقة والمنظومة بكل اطيافها في انتخاباتها البلدية ورفعت رايتها الحمراء بوجه الجميع ولم يهتم احد.

اغتصبت ارادتها في انتخابات نيابية معلبة ومسبقة النتائج فبركت لتعويم منظومة افلست ونهبت ولم تشبع ووضعت البلاد على حافة الجوع.
طرابلس مدينه العلم والثقافة والعمل وقيم الانسان والكرامة عملت ما عليها واكثر بينما كانت الاخريات وكان الاخرون لاهون منشغلون عنها وعن البلاد ووحدتها ومستقبلها…

في ١٧ تشرين انتزعت صفتها عاصمة الثورة وارسلت ابنائها بسخاء في كل الاتجاهات ولبت كل النداءات ولسنة واشهر لم تهدأ بينما كمن الاخرون واو حاولوا الاشتغال بالتحضير ليتسلقوا ضهر الثورة الى البرلمان والوزارة والثروة….

كفرت طرابلس بالكل وقررت ان تاخذ امرها بيدها فقد بلغ الجوع الحناجر وعويل الاطفال المرضى بلا مشفى او دواء المسامع …فانتفضت ….
ولان الكل تخلى عنها وتركها يتيمه في فم منظومة لئيمة تستثمر بعفوية حراكها وتستغل عفويتها بتفجير عميق حقدها في وجه الكل واستدراج فتيانها للتحرش بالمؤسسات والاملاك العامة عن قصد وعبر المدسوسين لوسم ثورتها بالفوضى والتدمير والسرقة وكل تلك هي براء منها وتعرف ان كنتم لا تعرفون ان العفوية فرصة يستثمر فيها اللصوص والمجرمين واصحاب الاجندات والمشاريع فما ذنبها ان تركتوها جميعا لمعاناتها وجوعها وفقرها وطعنتوها بخاجركم المسمومة ….
طرابلس واهلها وشبابها الشجعان ترفع من جديد  الراية الحمراء في وجه الجميع وتقول كلمتها؛  ما كان قد انتهى وما لم تجرؤ عليه مدينه تطوعت هي وتجرأت …فلن يستمر لبنانكم ولن يبقى نظام ومنظومة الفساد والافقار واللصوصية… ومن طرابلس انطلقت الشرارة …
الامر صار بين حدين؛ –  الفوضى والتوحش والجوع او الانقاذ…
فمن كان منكم بلا خطيئة فليرجمها بحجر اما وانكم كلكم كلكم اخطأتم وبحق طرابلس فابلعوا  السنتكم قبل ان يحين موعد عقابكم…

وطرابلس الابية تخبركم بانها ليست ارهابية ولا داعشية ولن تكون الا اذا انتم تركتموها وتخليتم عهنا وتقولها؛  ليس الجيش من قصر وتلكأ بل انتم من اشغله وارهقه بحماية منظومتكم وانتم من افقر ضباطه ومنتسبية ومتقاعدية وانتم من يفتك بحقوق العسكرين والموظفين والاساتذة والمتقاعدين وتحاولون سلب لقمة خبز ودواء الاطفال…

طرابلس تضع الجميع امام مسؤلياته فاما الانقاذ والسبيل اليه حكومة انتقالية بصلاحيات تشريعية او خراب الهيكل وسقوطه على الجميع …
وتستمر طرابلس ام المدن وعاصمة الثورة وروحها  المتوثبة فاسندوها وتضامنوا وثوروا وتوحدوا بانتظام ووعي لاستعادة الدولة وحماية الممتلكات الخاصة والعامة والتألف بين الشعب وابنائه العسكريين  لتفويت الفرصة على من يصطاد ويحاول ركوب الموجه لاخذ طرابلس ولبنان الى الفوضى والاحتراب .
فحماية الكيان وانقاذ المجتمع وتعزيز الوحدة الوطنية مسؤلية الجميع  قبل فوات الاوان ….