الحكاية

حسين السيد عباس ابو الحسن

اسمعوا يا أخوتي هذي الحكاية
تحكي في الغابة عن أمر الولاية

عن شروط العيش في أجوائها
بين أنعام وللأقوى الوصاية

جمعت بين أسود وقرود
وأفاعي ونمور ومطايا

حكم الغاب سبعه ونمير
حليفه وثعلب للغواية

قسموا الأرزاق فيما بينهم
باحتيال وتعدي ووشاية

كلما في البلاد حلت خطوب
اجتمع الأقطاب للشورى وقاية

يفتكوا بالأضعف الأوهن جسما
ويشيعوا الرعب في كل البرايا

واذا ما اختلفوا يوما بأرض
حول تقسيم المواشي والعطايا

فضح البعض بعضه في فجور
وتراءوا للرعايا بالدراية

حكمهم لا فيه خلق وآداب
وسجايا بل خطايا ورزايا

#

أمر الضرغام أن يؤتى طعاما
فأتى الثعلب مسو’ د الكساية

قال سمعا يا مليك الغاب ها قد
رصد الثعبان ثورا في القناية

وسمعت الثور يدعو من اليه
ليثوروا ثورة تلغي الوصاية

وانتخى الثور بأن الغد آت
ليزيح السبع عن عرش الولاية

ويعيش الكل في جو رغيد
ويحق الحق في هذي البرايا

وإذا صرنا بعزم وحدوي
سنعيش الدهر في أندى عناية

يزهق الشر بمن صار مليكا ْ
وحليفاه وأتباع الغواية

##

غضب الضرغام وأزأر زئيرا
آهتزت الغاب سحايا ومطايا

صاح : يا نمر آتني بعبيد
فشريح وليس عنده غاية

قال : إن الثور قد ثار جنونا
يبتغي هدم ملكنا والسرايا

هاته يا نمر حيا دون ضرب
واعتني فيه بأهداب العناية

###

فأتى النمر يستشير شريحا
كيف يأتي بالثور حيا بداية

فأجاب الثعلب المحتال عندي
كل حل .. غير أني أحب أكل الحشاية

قال : وافقت يا شريح فهيا
وارسم الخطة في سبك الرواية

###

فأتى الثعلب للثور ذليلا
نافخا فيه سلطة ودعاية

قائلا : ها نمر قد جاءك طوعا
كي يقلدك للبلاد الوصاية

فمليك الغاب قد أضحى مريضا
وأمرنا بأن نوليك راية

###

قهقه الثور وأنبى من اليه
أنه حقق أهداف المطايا

ها لقد أوليت حكما وكيانا
وسآتي السبع قلما ودواية

كي يخط العهد في أني مليك
هذه الغاب وأنتم لي رعايا

###

ذهب المسكين مختالا ونمر
حوله يمشي ببطء ودراية

وصلوا للعرين والسبع فيه
رابض يرقب محكوم النهاية

قال : يا ثور ما تقول بأمري
قال : ياسبع لا عليك جناية

اكتب العهد أنني دون ريب
صرت ذا اليوم حاكما للولاية

####

زأر السبع واستوى في عتو
واستفاق الثور من بعد الغواية

ليرى السبع فوقه بربريا
وغشاه المنون والموت آية

وحياة الضعاف كالثور تهدى
لسباع ! وتنتهي ذا الحكاية !!!!

##### 03 306 992 ######

شاهد أيضاً

طرابلس عاصمة للثقافة العربية

  المرتضى من بلدية طرابلس: مرحلة الانقسام والتجاذب رحلت ولن تعود ونستبشر بمرحلة جديدة تجلب …