انتهازية من نوع آخر

د. سلمان صبيحة


هناك أشخاص واضحة وصريحة بتعاملها الإنتهازي …فهي لا تقترب من أحد الا اذا كان صاحب منصب او مال او قريب فلان او علتان بإختصار ” اذا في فائده من وراه “…وترى هؤلاء الصنف من البشر يجيد هذه اللعبة بإقتدار.. فعندما يكون الشخص المعني مهم تجدهم يمسحون له الجوخ والحذاء وأشياء أخرى…يبالغون في تمجيده وتعظيمه ويكيلون له المديح عالطالع والنازل …كلامه قانون …توجيهاته دستور …الخ.

وبسرعة البرق عندما يتم استبدال هذا المسؤول يبدأون بإنتقاده مباشرة ويقولون : “اي من زمان كان لازم يحلقولوا ويطوطولوا ، هاد واحد سيئ تافه” ،ويستمرون بكيل التعليقات والانتقادات والمسخرة لمن كان قدوتهم وولي نعمتهم حتى انهم يحذفون رقم جواله مباشرة من عندهم ويتجاهلونه ولا يردون سلامه.

سبحان الله،كيف يغيرون وجوههم بين لحظة وأخرى ،هذا النوع من البشر بلا أخلاق وبلا ضمير.

بالأمس القريب كان هناك بعض التغيرات الطبيعة في ادارات القطاع العام وكان متوقع ان يتغير أحد الأشخاص الذي احترمه وتربطني به علاقة جيدة وقديمة بعد وقبل ان يكون مسؤول ..كان هؤلاء الأشخاص بحكم انتهازيتهم يتابعون اخبار المسؤولين ،من سيبقى في مكانه ؟ومن سيتغير؟.. وعلى هذا الأساس يضعون خطة لعملهم …فعندما كانوا يشاهدوني يقولون لي : شو …صاحبك خلاص ويؤشرون بأيدهم بطريقة الطيران…” اي ان صاحبك طاير “.
وكنت ارد: ان هذا شيء طبيعي ان يتغير هذا الشخص ويأتي شخص آخر … هذه سنّة الحياة التجدد والتطوير …لكنهم كانوا يزدادون ضحكا ومسخرة ويتابعون بأيدهم رسم حركات مضحكة عن الطيران والحلاقة والططويط…خلاص صاحبك…. ويتابعون بإيديهم رسم الحركات المضحكة…
بعد عدة أيام فعلا صدر قرار بخصوص صديقي فتم تثبيته بمكانه..
وقع هذا القرار على جماعة “شنتر حفانا ” كوقع الصاعقة …لكن سرعان ماتأقلم الشباب مع القرار الجديد وتحولت الصورة وبدأ حديثهم بأن صاحبي قامة وطنية وعلمية كبيرة …كفاءة نادرة …الخ…قلت لهم : بالأمس كلامكم كان عكس ماتتكلمون اليوم …وكانت اشاراتكم ” قلدتهم بحركاتهم ” صاحبك طاير…
عكل الأحوال صاحبي ماطار … صاحبي نجرلكم……
قال لي واحد منهم بعد ان أخذني على إنفراد : يادكتور ..شو بدك فيهم …هدول حشاك من جماعة اللي بيروح من عاديه واللي بيجي من واليه
د.س.ص.15/1/2021

شاهد أيضاً

الاعلامي في طرابلس سامي كليب في لقاء حواري خاص نظمه المركز بعنوان “غزّة حلقة في مسلسل التدمير الممنهج للوطن العربي”

استقبل مركز مولوي الثقافي برعاية وحضور وزير الثقافة القاضي محمد وسام المرتضى، ضمن فعاليات طرابلس …