الله عـــــالظالم

علي منير مزنر

رغم قساوة الظروف مع الظالمين فإن مع العسر يسرا وكأني أرى أشعة شمس الحق تنتشر في الأفق … ثم إن للظلم حدودا. ومتى تجاوز حده. وبلغ عنان السماء فإن السماء تتدخل اذ لايعقل أن يرتفع صراخ الأطفال وعويل الأمهات الثكلي. وأنين المعذبين في الأرض. ودعوات من بقي من الصالحين في مشارق الأرض ومغاربها…
لايعقل أن ترتفع نداءات كل هؤلاء وهم يقولون.. اللهم يارب المستضعفين إننا نشكو إليك ضعف قوتنا. وقلة حيلتنا فإلى من تكلنا.. ثم لا يستجاب لهم..
أنني لعلي يقين بأن الدعوة الصادقة تفعل ما لا يفعل الصاروخ وتنفتح لها ابواب السماء لان دعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب…
يروى إن إمرأة كان لها دار بجوار قصر ملك جبار في زمانه.. وكان هذا الملك يطلب من هذه العجوز إن تخلي له هذا المكان، لكنها كانت تقول هذا بيتي ورثته من آبائي وأجدادي..
وذات يوم خرجت المرأة في سفر. فأمر الملك بهدم بيتها. ولما رجعت العجوز قالت من هدم داري؟ قيل لها الملك، فرفعت عينها إلى السماء وقالت؛ إلهي وسيدي ومولاي، غبت وأنت حاضر، للضعيف معين وللمظلوم ناصر؛ ثم جلست فخرج الملك في موكبه، ولما رآها قال لها ماذا تنتظرين؟ قالت انتظر خراب قصرك، فاستهزأ بها، وضحك منها، فلما جن عليه الليل خسف به وبقصره ووجد على بعض الحيطان هذه الأبيات :
أتهزأ بالدعاء وتزدريه
وما يدريك ما صنع الدعاء

سهام الليل لا تخطئ ولكن
لها أمد وللأمد انقضاء
فإن الله لا يرضى بالظلم مهما تعددت أشكاله.

شاهد أيضاً

حاكم الشارقة يشهد إطلاق النسخة 16 من “جائزة اتصالات لكتاب الطفل”

الشارقة – من عمر الجروان المكتب الإعلامي لصاحب السمو حاكم الشارقة المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة …