كمن يعادي نفسه

الشاعرة. منى بدوي

نطاقك يشد خصري كالسور يحفظه

و هو يميل مثل عنق طائر اللقلق

أنت تدغر فرحتي بك

ما تسنى لك إيلامي على نحو لافت مميت

كسهم صوبته يد دِربةٌ

***

أكان بمقدورك أن تهبني

نصف حب, ربع حب

في إهاب حب كامل؟!

لا زلت تكرر الذات 

فردا في متاهة الأنا

لست تمتامة لكن الجواب

فوق شفتي يتعثر

فأنقش لك على معْلمٍ حجريٍّ

أو أرقش على معْلمٍ ورقيّ أُسائلك

: متى تشفي ندوب القلب و حروقه

متى أشخُص إلى تعديل ذاتي 

على نحو موصول؟

***

لأعود طفلة تصادي الذئاب

تعدو على أربع مشنًّفة الأذنين

منفوشة الذيل

توازي أبناء آوى عواءها الشاكي

في أهزعة الليل فتسطعها

ينفتح على مصراعيه نهر طفولة

: حين يواصل راع غناءه

لا تكفّ النعاج عن قضم العشب

أصلّي حيث لا قدّام لي لا خلف

تماهياً لأضمومة عشب

***

بذات اليد أعيد إقفال المقفل

أشدّه من تلابيبه لأعجم إيصاده

أعود لعجمه تواليا 

في منتصفِ ذهابي أتعجل الإياب:

ماذا لو بقيت في شارع ضائعة؟

صار البيت طيراً بلا وثاق

قد نسيت عقاله

مصفقاً بجناحيه يطيرُ

………..

أو تلصق المواعين بيدي

لتقفز منها حدرَ القاع

ثمة ما يفوقُ حدود المرونة

كما وريد شفتي يأبى ارتكاسا

لحاله الأولى

قد رُدَّ مقلوبا على وجهه

صُبَّت عليه قوى ما يفوق الطاقة

ما يفوق الاحتمال

هكذا أُسقط في يده

أُسقط في يدي

……..

ينفتح على مصراعيه حزنٌ قديم

بويب القلب مهجور منقوشٌ على صدغيه:

خيرٌ للمرء أن يقتل عن عتبته ذائدا

من أن يموت في لجوته آمنا

تحت جدار الغرباء

ما خلاك الكل في عرفي غرباء

……..

لتُحلّ بالقبلة أحزان الدنيا

يا طيور يا وديان لنقترن هذي الليلة

لا نجاة من عطر اللوزة

من إسراء فتنتها

يا غراب البين لا تهدِّف صوبنا

و تعلم أنّا لا حول لنا

لا قوّه.

………

تمت

شاهد أيضاً

الاحتلال يغتال الطبيب الأيقونة عدنان البُرش.. شهيدان من غزة تحت التعذيب في السجون

هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني يعلنان استشهاد رئيس قسم العظام في مستشفى الشفاء، …