بينهما..

رداح عسكور

قالت ورضاب العسل يقطر من فيها، ومن شفتيها:
اللقاء قريب
هذا ما أوهم به نفسي
فهل الوهم يصبح حقيقة؟!
عبق رياحين الوطن
يفوح من روحي وصدري
أرتقي شراع الحياة
وأخوض بحارها
أسبح في لُجّة
ولن أغرق
قال والقلب يرفرف:
ويحك!
مَن عرّشت بين أصابعها
ديمة العطاء
وجابت الشواطئ
ولُجّ البحار
تخشاها العواصف
وتتمرّغ النسمات على وجهها
الفتّان، وعلى الخدود تتفتح الزهور، ويزهو بكلامها القمر.
وروحها تصدح كما البلابل، ويوقّع الهزار ألحاناً للحبّ والحياة
والكلّ يهزأ بالقضبان،
وقسوة البشر
دعيني أذوب كثلجٍ
في عزّ صيفٍ
لن يرحل
وسيعود لنفسي ضياءها
برضاك يا كلّ الحياة
يا قمراً في ليلة يخشى نورها الظلام، ويحلوّ السمر.

صباح يخفق أثيره حاملاً أرقّ التحيّات والمشاعر ، لتحطّ رحالها على موائد الغوالي الطافحة بالحبّ الفيّاضة بالعطاء .