بالإرادة ننتصر

رداح عسكور

كم من ألوان الصراع تعاني النفس !
ولكن حين يكون الشجار على أشدّه محتدماً بين الإرادة ، وبين الألم والأسى فسيكون النصر لِلذي يثبت منهما في ميدان الحقّ، وتنتصب الإرادة قويّة، تشعّ ضياءً على أخاديد الفضاء .
وليس بهمسٍ تتحدّث ؛ إنّما تعلي صوتها وتخبرنا أنها سترسم صورة المجتمع الجديد الذي ستصقله بفعلها، وقد انتشلته من ضياع يتربّص به في أيّ وقت، وفي أيّ عصرٍ.
تعلّمنا كيف ولدت الحياة ، وكيف نُثبِت أنّنا ولدنا من رحم الألم ، وواجهنا زخم الحياة بقوّتها.
أستجيب لها ، وأسلّم بأنّها المنتصر في ميدان كلّ صراع وكلّ شجار .
بها نزداد إصراراً كلّما ادلهمُت الخطوب.
بها نواجه التحدّيات ، ونعلّم عدوّ الإنسانية نثبت بالإرادة ، ونهزأ من غطرسة النفوس .
وبالإرادة نشيد مصانع السعادة ، ونحاصر بها الحياة ، ونجعلها تبتسم في خضمّ الآلام ، وتشرق ،ويتسلّل نورها من منفافذ الحياة .

صباحكم صباح العزّة والشموخ، شمسه تشرق من نفوسكم الأبية ؛ فيصير لشمس الصباح بكم معنىً لا يقوى على ترجمته الزمن الذي يشيخ بغطرسته ، وتبقى إنسانيتكم غضّة تترجمونها سلوكاً يخشاه الزمن .