الفنان السوري مالك محمد

فن لحاله ما بكفي وتجارة لحالها ما بتصنع فن ومن المفروض كنا لحقنا المنتج الذي غادر البلد

استطاع في فترة وجيزة أن يجعل لنفسه مساحة مميزة وسط جيله من الفنانين والنجوم وأجتمع بكبار أهل الفن، فكان له بصمة فريدة من نوعها بالدراما التلفزيونية وعلى المسرح، حيث كانت أول إنطلاقة فنية له مع الأستاذ علاء الدين كوكش – رحمه الله -.

ضيف “موقع ومجلة كواليس” فنان سوري متألق إنه “مالك محمد” أهلا ومرحبا بك.

*مالك محمد ممثل ومخرج، وطبعاً خريج المعهد العالي للفنون المسرحية، يمتلك عدة مواهب أخرى كان من ضمنها فن الإلقاء أو الدوبلاج. حدثنا عن تجربتك الفنية بالمسرح؟

أهلا بك..
ابتدأت بالمسرح القومي عام ١٩٩٥، في عرض إسمه “عودة السندباد”، وبعدها مجموعة عروض كان من ضمنها: “الطبيب والشرير والجميلة” و”السمرمر” و “بياع الفرجة” ومجموعة من العروض الأخرى. كما اشتغلت في المسرح العسكري عمل إسمه “أبو فراس الحمداني” مع الأستاذ جهاد سعد.
كانت بداية انطلاقي الفنية بالأعمال التلفزيونية مع الراحل الأستاذ علاء الدين كوكش، في عمل إسمه “عندما يموت الحب” بمشاركة مجموعة من الفنانين الذين أوجه لهم التحية، ومن بعدها كرت السحبة.. ثم رجعت إلى المسرح بشوق، وعملت مسرحية إسمها “إعترافات زوجية” مع الفنانة رنا جمول على المسرح القومي بدمشق وشاركنا فيها بمهرجان المسرح التجريبي والمعاصر بالقاهرة وأخدنا المرتبة الأولى، وامتدت تجربتي المسرحية المتقطعة فعلياً على مدى ٢٥ عاماً وهي مستمرة حتى اليوم.

*أول خطوة لك أمام الكاميرا كيف تعاملت معها خاصة للكاميرا هيبة؟

  • تجربتي الأولى مع الكاميرا كانت مع الأستاذ “حاتم علي” بمسلسل “الزير سالم” وكنت طالباً متعثراً جداً، لأنها المرة الأولى التي أقف فيها أمام الكاميرا مع مجموعة كبيرة من الفنانين. ميزانية التلفزيون يختلف تماماً عن ميزانية المسرح. شعرت بحالة من الخوف وبعض التوتر وكانت الاستفادة الحقيقية من الأستاذ علاء الدين كوكش. وبعدها بدأ تعاملي الحقيقي مع الكاميرا مع تواصل الرهبة التي تعتريني مع كل عمل جديد.

*تمتلك مهارة في الصوت وذلك من خلال تعليق صوتي لك ببرنامج “ناشيونال جيوغرافيك”، هل ستتابع أم كانت مجرد تجربة مرور الكرام؟

  • الحقيقة الدوبلاج جاء بمرحلة كان فيها ركود بالنسبة لي بأعمال الدرامية التي هي تقريباً عام ٢٠٠٩ حيث سافرت إلى المغرب وصورت عمل إسمه “الإسباط أو الحسن والحسين”. ثم اتجهت للعمل في الدوبلاج الذي كان رائجاً يومها بطريقة كبيرة. والدوبلاج مختلف عن العمل التلفزيوني وله تكنيك صوتي خاص فيما يتطلبه من تمارين صوتية عالية إضافة لقدرات صوتية وتركيز عالي. ولكنني أحسست بمتعة حقيقية، رغم صعوبته وضريبته الجسدية الباهظة على صعيد أعضاء الجسم، مثل الحنجرة بسبب مدة الإستعارات الصوتية وذلك بسبب قسر الحبال الصوتية وأنا قد دفعت هذه الضريبة عندما ظهر معي بوليب بالحبال الصوتية واضطريت أن أخفف كثيراً من أعمال الدوبلاج، التي أستمريت بعملي فيها ما بين الستين أو الخمسين عملاً، منها الوثائقي أيضاً، وكنت أكثر مدبلج من جميع جنسيات الدراما التي كانت مسلسلات فنزويلية وأرمنية وروسية وتركية وهي مشهورة.
    واليوم أفكر بالمتابعة لكونها مهنة جيدة ولكن بإنتقائية شديدة، وأبرز أعمالي الذي يعرض حالياً إسمه “الطائر المجروح” وعمل تركي إسمه “مرارة الحب” بأجزائه المستمرة.

*رأيناك في جزء من مسلسل “الهيبة الرد” كنت متألقاً، هل أحببت شخصيتك وكنت راضياً عنها؟

بما يخص مسلسل الهيبة منذ سنتين جمعني لقاء مشترك بيني وبين الأستاذ سامر برقاوي ودعاني لأكون معهم بجزء الهيبة السنة الماضية ليس الهيبة الرد وإنماالهيبة الحصاد . والهيبة الرد هو تكملة ظهور مشهدين وأصبحت هناك إشكالية بسبب كورونا أدت إلى بتر الشخصية، والظرف تحكم بنا كممثلين ، كانت التجربة جميلة مع الأستاذ سامر ومع الصديق القديم جداً الفنان “تيم حسن “. تجربة مهمة ومحترفة بكل تفاصيلها من التصوير للحالة الإنتاجية المشرفة عليها شركات قادرة على أن تتعامل مع هذا المنتج الفني بطريقة ترويجية صحيحة وبطريقة التسويق. لأن الفن هو صناعة والفن هو بحاجة لمروج وبحاجة لرجل تجاري حقيقي “فن لحاله ما بكفي وتجارة لحالها ما بتصنع فن هذة المعادلة ضرورية جداً بالفن”.

*يسأل الجمهور بأن الممثل هو ممثل، لكنه اليوم يراه يقدم برامج معينة ضمن أطر التقديم الإذاعي، ما تعليقك؟

بشكل عام الإنسان المشهور هو شخص يتعاطى مع الميديا ويوضع في مقدمة المدفع في الميديا. فالفنان هو واحد من الناس المشاهير التي تعتمد عليها الميديا. فالممثل الشاطر يقدم برامج وليس في الأمر أي غضاضة، ما دام يمتلك دراسات عالية لها علاقة بالفن والمسرح والرؤى، والمسألة تحصيل حاصل، وما المانع إذا كان يستطيع أن يحصد من التسويق لنجاح هذا العمل.

*للشهرة ضريبة من العيار الثقيل ماهي الضريبة التي ٱثرت على شخصيتك بشكل عام وعلى عائلتك بشكل خاص؟

نعم للشهرة ضريبة كيبرة، تبدأ بالضغط النفسي، لأن الممثل يقوم بأدوار متعددة الشخصيات، إن كان بالدوبلاج أو بالدراما. بجميع الأحوال تحدث حالة ضغط لأنه في بعض الأحيان يتعاطى كجزء من الشخصية التي يفرضها الواقع. وهذا يتطلب من الذين حوله أن يستوعبوا ذلك، وبالأخص العائلة. . أما الضريبة الثانية فهي فقدان متعة الجلوس مع الأهل والأحبة والأصدقاء. وعملياً الضريبة الأساسية هي الضغط النفسي وليس معرفة الناس بالفنان.

*كفنان سوري بقيت بالبلد وتعيش الضائقة الاقتصادية التي فرضت على سورية وأبنائها. ما رسالتك كفنان سوري يعيش الأزمة؟

  • ليس عندي أية مشكلة أبداً، وحتى نكون واضحين ليس لدي أية مشكلة بكل شخص استطاع أن يعمل قراءة مستقبلية.. وعرف أن شركات الإنتاج ستنتقل إلى خارج البلد.. ويجب أن نعرف أننا قبل الحرب في سوريا كنا ننتج ما يقارب ٣٨ -٤٠-٤٢-٤٤ عمل تلفزيوني دراما في السنة. اليوم ننتج في سورية ما بين ٤-٥ أعمال. بينما الأعمال الأخرى يتم إنتاجها في لبنان والاردن وفي أبو ظبي. وطبعاً إذا انفقد رأس المال السوري سيشتغلون خارج سورية. بالنهاية هي مهنتهم وقد أكون ندمت بلحظة أني بقيت بالبلد لأن المنحة الإنتاجية أو المنتج الفني غادر البلد قبل أن يغادر الفنان. وقد غادرت سورية مجموعة هائلة من الشركات الفنية التي كانت تنتج بسورية وأصبحت تنتج من الخارج، ومن المفروض أن نكون لحقناها من البداية لأن البلد يمر بظروف حرب اقتصادية قاسية. ودائماً في “خيار وفقوس” بالرغم من أنهم خارج البلد فانهم ينادونهم ليعودوا إلى البلد ويشتغلوا ويتركونا نحن الذين بقينا بالبلد. وطبعا تحصيل حاصل يعني ما اشتغلنا. وهذا مسيء لنا حقيقة، إذ كان علينا أن نلحق بالمنتج الذي غادر البلد لأن الفن مهنتنا وهو شغلنا ومورد رزقنا. أما إذا تم تحويل المسألة الى النضال والصمود فالصمود له متطلبات وأهمها أن الإنسان يكون قادراً على أن يكفي عائلته ونفسه وبعد ذلك ممكن أن يفكر بالصمود.

وأشكرك على هذة المقابلة.

حاورته مندوبة “موقع ومجلة كواليس” الإعلامية رنا العفيف

شاهد أيضاً

طريقة عمل الفراخ البانية

المقادير 1/2 كيلو فراخ صدور فيليه 2 بيضة 3/4 كوب دقيق 1 كوب زبادي 1كوب …