الإتحاد العربي للمرأة المتخصّصة ملتزم بالعمل الإنساني

هذه السنة الكبيسة مرّت علينا بأهوال وكأنها أعوام من الغرابة والشقاء والبعاد لم يسبق أن عاشه كوكب الارض.. هذا القناع الحقيقي الذي كشف كل الأقنعة وبانَ الأهمية والأولوية في حياتنا.. هذا العام الذي “عشنا وشفنا فيه” أُم ترفض رؤية أبناءها وأبناء يرفضون زيارتها؛ وأعياد كنا ننتظرها بفارغ الصبر فصرنا نخاف وننأى بأنفسنا.. حواجز وسواتر ودروع ومسافات حالت بيننا بالرغم من قُربنا، جعلتنا ندخل في أعماق داخلنا ونستعيد سُلّم أولوياتنا..
هذا العام الذي سيذكره التاريخ الى سنين مديدة فتُكتب عنه القصص وتُسرد فيه الروايات، وتترجمه الافلام السينمائية بألف حكاية وحكاية..
على صعيد عملنا الإجتماعي، نحن في الإتحاد إلتزمنا بالعمل الإنساني لأنَّ الإنسان هو أصل البناء، فانصبَّ عملنا على المساعدات المتواضعة في جحيم الغلاء المستشري والفساد السياسي والوبائي وكان رُبّما، ما فعلناه في هذه السنة، من أصدق أعمالنا، لأننا تجنّبنا التنظير والتصوير وساعدنا بِهِمّة أعضاءنا ومساعدة أهلنا ب:

  • إعانة عائلة مكونة من ٧ اشخاص
    -وترميم منزل دون سقف يأوي افراده
    -ومساعدات غذائية لأُسر ٍمحتاجة
    -وتسجيل تلاميذ مدارس وجامعات
    وكان هذا هدفنا الوحيد في هذا العام الفريد.. مشروع المساعدات لمن يحتاجها بكل صدق وشفافية و (خصوصية)!

لا نعلم ماذا ستحمل لنا السنة القادمة في خلال أيام، ولكننا على يقين بأنّ الله مع الصادقين في أعمالهم والمحسنين في عطائهم..

عائلتي في #الإتحادالعربيللمرأةالمتخصّصة بأعضائها المميزات من كل لبنان تبقى على مبادئها وإستقلاليتها، رغم كل العواصف السياسية والمذهبية والحزبية التي مررنا بها، لنثبت أنَّ ما زرعناه، وبعد خمس سنوات، قد أنبتت سيدات فاعلات ومناضلات أحرار في مواجهة كل التجاذبات والنعرات التي أصابت البلاد.. هذا الاتحاد الذي جمعنا، سيجعلنا أقوى في مواجهة القادم الآتي لأننا على يقين بأنّ القيد سينكسر ما دام الشارع ينبض بصوت المرأة الأبيّة الحرة! نحن اللواتي إنطلقنا بتأسيس متين رغم كل المكائد التي أحاطت ببدايته في مدينة طرابلس، ثم الانتخابات التي قسمت البيت الواحد ولكن عجزت عن إعاقتنا، وختامًا وليس أخيرًا أم المعارك التي مررنا بها هذه السنة مع جانحة وباء الكورونا وبكل فصولها المعيشية والسياسية ولكننا.. كسبنا الكثير على صعيد الجماعة وآمنّا أكثر بوحدتنا وإتحادنا واتضحّ لنا أن هذه الضربات والخيبات قد زادتنا قوة وصلابة وإصرار باننا في الطريق الصحيح وإنّا باقيات في إتحادنا، #الإتحادالعربيللمراةالمتخصّصة الذي يعمل فقط من أجل بناء الإنسان الحرّ والذي يستغرق ما تستغرقه مرحلة التغيير.. ومن خلال المرأة الرائدة، المتميزة والمناضلة.

ماذا ستحمل لنا معها السنة القادمة خلف الباب، كيف سنكون خلالها، من يبقى، من يذهب، كيف سنتعامل معها.. كلها تساؤلات
حيرة قلق وخوف، ولكن الأمل والرجاء دائمًا هو املنا الوحيد للإستمرار، وبينما نحن ننتظر الحلول كعادتنا، فلنتفكّر، نتأمل، نتساءل ماذا فعلنا لأوطاننا كي نصل الى هذا الدِرك الأسفل.. ويأتي الجواب الأصدق.. والأصعب في قوله تعالى:
“إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ” !!

ختامًا بإسمي وبإسم زميلاتي أتقدّم منكم بخالص التمنيات والتبريكات بميلادٍ جديد حقيقي للبنان والعالم عساه يكون خيرًا على العالمين أجمع.

ناريمان الجمل


رئيسة الإتحاد العربي للمرأة المتخصّصة
فرع لبنان
٢٣/١٢/٢٠٢٠
طرابلس- لبنان

شاهد أيضاً

مطر: “حققنا اليوم في مجلس النواب انجازاً متأخراً بإنصاف متطوعي الدفاع المدني”

كتب النائب إيهاب مطر عبر حسابه على منصة “أكس”: “حققنا اليوم في مجلس النواب انجازاً …