إسألوا تُعطوا أُطلبوا تجدوا إقرعوا يُفتح لكم

بقلم د.محمد الحسيني


الكلام الذي أكلمكم به هو روح وحياة .السيد المسيح (عليه السلام)
من البشارة الى الولادة الى الرسالة قصة الإيمان بالملكوت الأعلى .لقد شاءت حكمة الله أن تشهد الإنسانية هذه الولادة العجيبة كي تتلفت من خلالها إلى قدرة الله . إن عزَّ عليها أن تتلفَّت إلى العجيبة الأولى – خلق آدم – التي لم يشهدها إنسان ،فكانت ولادة السيد المسيح الخارقة، حكمة ثانية لإعادة التوازن الروحي لبني إسرائيل الذين غرقوا في المادية وإعلاناً لعالم الروح وإنتصاراً على الوثنية.

طاف السيد المسيح عليه السلام في البلاد سائحاً يدعو بني إسرائيل بآيات الإنجيل ، وبمواعظ تسحر الألباب ، لقد كان عليه السلام كالحكمة الطائفة ، وكأنفاس الحياة ، يزرع الخير ويغرس شجرة التوحيد والعبودية لله .
في إنجيل لوقا ( 4/8 ) “إنه مكتوبٌ للرب إلهك تسجد ، وإياه وحده تعبد” .
في انجيل مُرقس (2/7) : “من يَقدر أن يغفر خطايا إلا الله وحده ؟!” .
نقترب من ميلاد السيد المسيح المبارك ونردد أقواله المضيئة في وجداننا :
” لا تقدرون أن تخدموا الله والمال “.
“هنيئاً لصانعي السلام ، لأنهم أبناء الله يُدَّعون”.
“الحياة أكثر من مجرد طعام والجسد أكثر من مجرد كساء”.
“لا يحتاج الأصحاء الى طبيب بل المرضى”.
“إنما الدنيا قنطرة ، فاعبروها ولا تعَّمروها .”
سأله الحواريون :يا روح الله من نُجالس؟ قال عليه السلام :”من يُذكِّركم اللهَ برؤيته ويزيد في علمكم منطقه ويُرَغِّبكم في الآخرة عمله .”
هنيئاً للجياع والعِطاش الى الطُهرِ والحقِ ، لأنهم يُشبَعون.
السيد المسيح هو من أعاد بناء الجدران المحطمة في الحياة الإنسانية .
في سفر التكوين هو نسمة الحياة .
في الخروج هو خروف الفصح .
في اللاويين هو كاهننا الأعظم.
في العدد هو عامود السحاب في النهار وعامود النار في الليل .
في التثنية هو نبي مثل موسى .
في يشوع هو قائد خلاصنا .
في صموئيل هو نبينا المؤتمن .
في المزامير هو راعينا .
في أشعيا هو أمير السلام .
في إرميا هو غصن البر .
في المراثي هو النبي الباكي .
في حزقيال هو الرجل الرائع ذو الوجوه الأربعة .
وفي دانيال هو الرجل الرابع في أتون نار الحياة .
وفي عاموس هو حامل أعبائنا وفي عويديا هو القدير ليخلِّص .
في ملاخي هوإبن البر القائم والشفاء بأجنحته.
في متى هو ملك اليهود .
في مرقس هو الخادم .
في لوقا هو إبن الإنسان الذي يشعر بما تشعر.
في رومية هو برالله.
في يعقوب هو القوة الدافعة لإيمانك .
في القرآن هو روح الله .
المجد لله في العلى وعلى الأرض السلام .السلام عليك أيها المسيح يوم وُلدت ويوم تموت ويوم تُبعثُ حيا.

في ميلادك المجيد أيها السيد المسيح، لا بد من التوقف المليِّ على ما أورده حزقيال عنك: “هو الرجل الرائع ذو الوجوه الأربعة .”هل تعلمون ما يعني هذا الكلام؟
سنتوقف عند ابن عربي الذي أعطى صورةً متكاملةً عن خلق أجسام الجنس البشري جميعًا.
إن أجسام البشر، وإن كانت جنسًا واحدًا، إلا أنها أربعة أنواع: النوع الأول هو جسم آدم، والنوع الثاني هو جسم حواء، والنوع الثالث هو جسم أبناء آدم وحواء، والنوع الرابع هو جسم عيسى. لقد خلق الله – سبحانه – جسم الإنسان بأسباب مختلفة تأكيدًا على السببية، من جهة، وحتى لا تدَّعي الأسبابُ أن الفعل لها، من جهة ثانية. فقد خَلَقَ – سبحانه – جسمَ آدم من دون ذكر وأنثى، وخلق جسمَ حواء من ذكر دون أنثى، وخلق أجسام ذريَّة آدم وحواء من ذكر وأنثى، وخَلَقَ جسد عيسى من أنثى دون ذكر.

إن جسم سيدنا المسيح – وهو النوع الرابع – يختلف في نشأته عن الأجسام الثلاثة السابقة كما أنه يُشبهها من وجوه : فهو يشبه آدم من حيث خُلق من غير أب ؛ ويُشبه حواء من حيث أنه ظهر من أصل بشري واحد ؛ويُشبه بني آدم من حيث تكونه في الرحم وتولده على الهيئة المعتادة .

الإختلاف المهم الذي يجعل جسد السيد المسيح نوعاً رابعاً مغايراً للأجسام الثلاثة المذكورة هو أنه “اندرجت تسوية سمتِه وصورتِه البشرية بالنفخ الروحي “. يعني هذا الكلام أن أجسام الجنس البشري كلها ، في حدود معرفتنا ، وجدت قبل وجود أرواحها ؛أي أن تسوية البدن ونفخ الروح هما حدثان متتابعان ، لم يتما دفعة واحدة . فالله – سبحانه – إذا سوَّى الجسم الإنساني نفخ فيه من روحه .أما جسد السيد المسيح فلم يُسَوَّ قبل نفخ الروح فيه ، بل حدث لحظة نفخ الروح. من هنا نستنتج أن روح عيسى هي عين ذاته ؛ فالحياة ذاتية له ، وهو ليس كائناً ذا روح ،بل هو روح ؛ هو روح ظهر في صورة إنسان ثابتة، كما ظهر جبريل لرسول الله في صورة موقتة هي صورة روحية.ونستنتج أن جسد السيد المسيح هو تجسيد لروحه ،وهو أقرب الى الجسدية من الجسمانية. إذن السيد المسيح عليه السلام هو روح تجَّسدت . والروح والحياة لا يفترقان .وهكذا فالحياة هي ذاتية له .كان حاملاً للحياة وينفخها – بإذن الله – في ما وفي من يشاء .لقد وضع الله في الروح خاصية الإحياء .

من هنا جاء في دانيال :”المسيح هو الرجل الرابع في أتون نار الحياة ..”
نردد مع الشاعر الراحل حليم دموس :
وأقسم لو يدري الورى كنه دينهم
لما فرقوا ما بين عيسى وأحمد
فأنت أخي ما دامت الأرضُ امَّنا
وأنت أخي بالروح قبل التجسد
سألقى بذور الحب في كل بيعة
وألقي بذور الحب في كل مسجد
فألمس في القرآن عيسى بن مريم
وألمح في الإنجيل روح محمد …

شاهد أيضاً

ابراج اليوم توقعات اسرار الابراج: #يسعد_اوقاتكم_بكل_خير #توقعات_الابراج_ليوم_الجمعة_والله_اعلم

  مواليد اليوم الجمعة 26 نيسان ابريل من برج الثور. مواليد اليوم من برج الثور …