العربيّة بين الأمس واليوم

رداح عسكور

جاءتني مكسورة الخاطر
وتقدّمت باستحياء وهي
من الحرائر تقول :
لسان أحبّتي انطوى وبات
الأجنبي الأعجميّ بسهم
عجمته يقاتل
حدّقت عيونه بالمسموع
والمرئيّ والمقروء وفي
أيديه سموم في رؤوس الخناجر
وأجهز على كلّ حرفٍ
وكيف لا يكون ذلك
وهو السمّيّ الفاجر؟!
علا همسُها وراحت تشكو
بحرقةٍ آلامَ الإهمال
وكسر الخواطر
إهمال بنيها الذين على
العزّ والكرامة تربّوا
وعاشوا منذ الزمن الغابر
بنيّتي أخبريهم ،ربّما
تبعثين النخوة فيهم
قولي لهم: إنّني حيّة
ولن أموت ،وسأبقى مع جرسي
ورقّة مفرداتي ، وقوّتها
على ألسنة الغريب
قبل القريب أشغل المحافل .
وإ ن فقدت بعض الحيويّة
فإنّي العربية؛ كنزي القرآن وإرثٌ
حضاريٌّ بهما أتحدّى المخاطر
أنا ابنة الحضارة
وبها نفاخر
ولدت مع الأزل، أو قبل الزمن
لا فرق عندي فأنا الغنيّة بمفرداتٍ
لا تنافسني فيها لغة وإن تآمر
الأجنبيّ والأعجميّ والعاقّ العربيّ والكلّ يبحث عن ضعف فيّ ليزجّوني في مركب العاهرين والعواهر.
أنا العزّ والكرامة وبها أفاخر
أنا بنت الحضارة وحاضنة البيان
يخشاها كلّ فاجر
وستبقى شمسي ساطعة في
كلّ المحافل ، ولن أخشى موتي
مادام من أبنائي البحّارون والغوّاصون ، وبسيوف علمهم
يواجهون مَن توجّهوا برماح جهلهم إلى صدرك ، وبالخناجر .
أمّاه لا تخشي زلّة ابن كانت بحقك
وسيبقى الغوّاصون مع البحّارة
يصونون صدفات لآلئك والجواهر
يا مجد أمّتنا الغابر
قد حفظتْكَ لغة الضاد
وهل أنت للفضل ناكر؟!
لا ينكر الأبناء البررة أنّك
حافظة عزّنا
يا أمّ اللغات .

فلا تقنطي ، وأوصدي أبواب يأسك
فالحرّاس حولك يبنون
المنازل الشاهقات لك
ويعلون الأعمدة والقناطر .
ولا يقبلون لك أيّاً
من الصغائر.

شاهد أيضاً

حقي_إورث

حطوا خيي بالمدرسة وانا الكبيرة كانوا يبعتوني عالشغل بالبطاطا من ٧ لل١٠ سنين… كنت موت …