إلا الرئيس حسان دياب

بقلم علي خيرالله شريف

يا سبحان الله ما أبرع هذا القاضي صوان في اكتشاف أسرار النجوم، واقتفاء آثار المُجرمين
بين ليلة وضحاها اكتشف سعادته أن الذي فجر مرفأ بيروت هو الشخص الذي لم يكن موجوداً أصلاً في المرفأ ولا في الحكم ولا في السلطة يوم أفرغوا نيترات الأمونيوم من الباخرة مستورة الهوية، ويوم فتحوا في الجدار فتحةً لتهريبها إلى سوريا، ولم يصل أصلاً إلى الحكم إلا قبل ستة أشهر من تاريخ التفجير، ولم يعلم أصلاً بوجود تلك المواد في المرفأ إلا يوم تحرك لمعالجتها ودرء خطرها.
نحن نسأل جناب القاضي المحترم؛ كيف يا ترى فجر الرئيس حسان دياب المرفأ ؟
هل فجره بالميليشيات التي يقتنيها؟ أم بقُطاعِ الطرق الذين ينشرهم في الطرقات كلما طاب له تفجير الوطن؟
هل خطط للتفجير خلال الأشهر الستة التي قضاها في السرايا عاكفاً على معالجة المصائب الموروثة، بالجلسات واللجان والبحث والدرس، أم أنه كان يتسلل خلال الليل إلى المرفأ ليخطط لذلك وحده دون أن يراه أحد؟
نحن نعلم أن من أهم صفات القاضي حدة البصر وبُعدُ النظر، وكُلُّنا ثقة بأن بُعد نظر القاضي صوان يعصمه من توجيه الاتهامات جزافاً، ويجعله يعرف أن النيترات التي انفجرت كانت تقبع في المرفأ منذ سبع سنوات من عمر عدة حكومات وليس منذ ستة أشهر من عمر حكومة الرئيس دياب.
نحن يا سعادة القاضي في عصر نخاف فيه على نزاهة القضاة ونخشى من تأثرهم بأصحاب الغايات.
نحن لا ندافع عن الرئيس دياب، فهو أولى الناس بالدفاع عن نفسه، ولكننا كمواطنين لبنانيين ندافع عن القيم التي نؤمن بها، ويمثلها الرئيس دياب؛ والتي أقلُّها النزاهة والاستقامة ومعاداة الفساد، والعمل الدؤوب لحفظنا وحفظ وطننا من اللصوص، ونأمل من القاضي المحترم صوان أن يعرفها ويعرف أن الدكتور حسان دياب هو أطهر من الطهارة وأصلب من الصوان. كما نأمل أن لا يكون هذا القاضي الفذ من النوع الذي يستغبينا ويستخفُّ بعقولنا فيتهم الشرفاء بما فعله الأعداء والأغبياء.
لقد أخطأت العنوان يا سعادة القاضي صوان، فاذهب وفتش عن المجرم في كل مكان وليس في الشخص الذي يُمثل عن حق ضمير لبنان ونهج الاستقامة والأمان.
بيروت في 10 كانون الأول 2020

شاهد أيضاً

أفرام: “اقتراح قانون مع زملاء لتأمين تغطية صحية واستشفائية فعلية ولائقة للأجراء من خلال إتاحة خيار التأمين الخاص”

كتب رئيس المجلس التنفيذي لـ”مشروع وطن الإنسان” النائب نعمة افرام على منصة “أكس”: “نظراً للآثار …