شاب تونسي يبتكر حلا لأغطية المجارير القاتلة فهل يمكننا سرقة الفكرة لننقذ حياة الناس؟

على ما يبدو ان سرقة اغطية المجارير او الريغارات او البالوعات في الشوارع من قبل اللصوص الذين يتسببون بالحوادث التي يذهب نتيجتها ضحايا وارواح بشرية لا تقتصر على لبنان , والحل كان تجاهل هذه الفتحات وترك المارة لقدرهم , مع ان ملاحقة هؤلاء السارقين المجرمين ليس بالأمر الصعب , فسرقة غطاء معدني ليربح السارق ببيعه في محلات بيع الخردة بعض الألوف من اللليرات قد يكون سببا لخسارة البعض الآخر عشرات ملايين الليرات وربما اكثر وصولا الى ازهاق الأرواح والتسبب بجريمة قتل يذهب ضحيتها ابرياء .

سبوتنيك

في تونس الشاب كريم عرفة (35 عاما)، شاب تونسي قاده شغفه بتدوير استعمال الخردة المعدنية إلى استثمار موهبته للصالح العام، بتحويل الأعمدة الحديدية التي ترتكز عليها الطاولات المدرسية المتروكة إلى أغطية حديدية توضع أسفل البالوعة والهدف هو منع سقوط المواطنين الذين يقعون في مصيدة البالوعات المفتوحة أو المحطمة بفعل الزمن وغياب الصيانة.

يقول كريم لـ”سبوتنيك”، إن “فكرته تمثل حلا نهائيا لأزمة بالوعات الصرف الصحي التي تصبح عاجزة عن أداء وظيفتها في امتصاص مياه الأمطار، بفعل صغر حجمها أو نتيجة لغزارة المطر، أو بسبب تعرضها للسرقة من قبل لصوص البالوعات الذين يقدمون على بيع أغطيتها وإعادة تشكيل الحديد الذي تصنع منه”.

وأضاف أن “فكرته تقوم على صنع شبكة دائرية من الحديد الصلب توضع تحت غطاء البالوعة مباشرة، لمنع دخول فضلات الشوارع إلى مجرى البالوعة”.

وتابع محدثنا: “الشبكة تقف أيضا حائلا أمام سقوط المواطنين في البالوعات نظرا لصلابتها، وهو ما يجنبهم مخاطر الوفاة”.

وليست هذه المرة الأولى التي يبادر فيها كريم عرفة بصنع ابتكارات تسهل حياة الناس وتساعد على حمايتهم، فمع انتشار فيروس كورونا في تونس مطلع العام الجاري، بادر كريم بصنع حنفيات متنقلة في الشوارع لحث الناس على غسل أيديهم وتجنيبهم خطر الإصابة بفيروس “كورونا” المستجد.

كما عمد كريم إلى تحويل الخردة المعدنية المستخرجة من أثاث المدارس إلى مقاعد وحاويات وطاولات، ثم قام بتوزيعها على البلديات والمستشفيات العمومية والمدارس.

يقول كريم: “أعمل الآن على تشييد جسر في منطقة بلطة بوعوان بمحافظة جندوبة التي لا يتوفر فيها سوى جسر بدائي مكون من اللوح والزنك”، وتابع أن “الجسر القديم يصبح غير صالح للعبور في حال نزول الأمطار”.

وسيستخدم كريم لبناء هذا الجسر الخردة المعدنية المستخرجة من الأثاث المدرسي وبقايا السكك الحديدة، قائلا إن هذا المشروع سيسمح لساكني المنطقة بمزاولة مهنهم والأطفال بالتنقل لمدارسهم باستمرار.

ويعيب كريم على السلطات التونسية عدم تفاعلها مع هذه المبادرات التي توفر عليها تكاليف جمة نظرا لكونها لا تتطلب موارد كبيرة، ناهيك عن مساهمتها في الحفاظ على البيئة.


هذه هي مبادرة شاب تونسي لمعالجة العديد من المشاكل فهل الدولة والبلديات قلم حر هذه هي مبادرة شاب تونسي لمعالجة العديد من المشاكل فهل الدولة والبلديات قادرة على سرقة مشروعة لفكرته واعادة تدوير النفايات المعدنية التي تباع بأبخس الأثمان لتجار الخردة للتخلص منها ؟

تجربة تستحق المحاولة النفايات المعدنية التي تباع بأبخس الأثمان لتجار الخردة للتخلص منها ؟

تجربة تستحق المحاولة

شاهد أيضاً

طرابلس عاصمة للثقافة العربية

  المرتضى من بلدية طرابلس: مرحلة الانقسام والتجاذب رحلت ولن تعود ونستبشر بمرحلة جديدة تجلب …