أدباء وشعراء

إعداد وحوار الشاعرة رانية مرعي

كاتبة ومؤرشفة لبنانية من قب الياس البقاع .
أثبتت وبجدارة أن من طلب العلا سهر الليالي ونال المعالي، حققت حلمًا لم يفارقها وتحدّت كل معوّقات الزمن والعمر والالتزامات وقدّمت كتابين موسوعيين يستحقان أن يكونا في كل مكتبة وكل بيت.

السيدة سميرة زغيب الحجار مثالٌ يُحتذى في العطاء واستثمار الوقت في كلّ ما يفيد الفرد والجماعة.

انها “جدة اللبنانيين والعرب،، وفخر كل النساء.

الكاتبة سميرة زغيب الحجار:

رغم التكنولوجيا يبقى للكتاب مقامه وتبقى لصفحاته رائحتها الذكيّة ونكهتها الخاصة

  • *في البداية كيف تعرفين الناس عنك وكيف خطرت لك فكرة كتابك الأول “ثمر على مآدب السهر ” ؟

أنا سميرة زغيب الحجار، ولدت في قب الياس البقاع، هذه البلدة الجميلة أرض الخوخ والوزال وبخور مريم.
ربة عائلة وأم لأربعة أولاد.
عشقت المطالعة وقراءة الكتب منذ صغري وهذا الشغف دفعني إلى الغوص في أعماق الكتب والمصادر الأدبية المتنوعة فجمعتُ كلّ ما وقعَ بين يديّ من أمثال وقصص شعبية وحكم وأقوال مأثورة، ولمّا تراكمت هذه الكنوز الثمينة بين يديّ، شعرت بحاجة ماسة لمشاركتها مع الآخرين. وفعلًا لاقت استحسانًا كبيرًا، فالطالب وجد في هذا الكتاب مرجعًا مهمًا كما وجدَ المتقاعدُ نفسه ينهلُ منه ويمتّعُ نفسه بقراءته.

*ما سرّ هذا النشاط الذي تمتلكينه والذي دفعك إلى إصدار كتابين موسوعيين يستحقان أن يكونا من المراجع الثقافية المهمة؟

ككلّ سيّدة لبنانيّة، كانت عائلتي في المقام الأوّل، وفي أوقات فراغي كنت أغوصُ بين الكتب والمجلات وما جمعته على مدى سنوات طوال.. أختارُ وأصنّف، أصحّحُ وأدوّنُ ، وأطبعُ كل ذلك على حاسوبي حتى دقت الساعة فكانت ولادة كتابي الأول “ثمر على مآدب السهر ” . كما كنت أمينةً على الوزنات التي خصّني بها الخالق ، فقرّرتُ العمل والمثابرة حتى رأى كتابي الثاني “التحفة البهيّة” النور.

*أطلق عليك الأديب دريد عودة مدير مواهب أدبية لقب ” جدة اللبنانيين والعرب “
مادا عنى لك هذا اللقب ؟


أستفيدُ من هذا السؤال لأتوجه بجزيل الشكر والامتنان إلى الأديب والأستاذ دريد عودة، مدير وكالة مواهب أدبية الذي وضعه الله في دربي فكانَ سندًا وسببًا في تعرّفي على الشاعر والكاتب سليمان بختي صاحب ومدير دار نلسن للنشر. ويوم توقيع كتابي “التحفة البهيّة” أطلقَ عليّ الأستاذ دريد عودك لقب “جدة اللبنانيين والعرب”.
إنّه لقبٌ فيه الكثير من معاني العزّ والرّقيّ ، أفتخرُ به وأعتبرُه إرثًا غنيًّا أتركُهُ لعائلتي وأحفادي من بعدي وقد حمّلني مسؤولية سأحرص على أن أكون أهلًا لها.

*أنت مثال يُحتذى في الإصرار والمثابرة على تحقيق الهدف ولو بعد حين .
كيف تلخصين تجربتك للقارئ وماذا تنصحين الذي ركنوا أحلامهم على حافة العمر؟


واجهتني الكثير من العوائق والصعوبات كضغط الوقت ومتطلبات العائلة والحياة والتكنولوجيا.. فكنتُ دائمًا أتسلّحُ بالمثابرة لإنجاز العمل حتى النهاية لأحقّقَ حلمي الذي راودني منذ الصبا. لذلك أتوجه إلى كلّ من لديه حلم في الحياة أن يسعى ويعمل ويجتهد من دون كللٍ ولا مللٍ وألا يدعه يتوقف على حافة العمر بل يسارع لتذليل الصعوبات التي تحول دونه ودون سعادته .

*ما هي النصيحة التي تقدمينها من خلال تجربتك مع القراءة إلى الجيل الجديد الذي بات غريبًا عن الكتاب?


قال عيسى اسكندر المعلوف:
إنّ بيتًا دون كتب جسدٌ من غير روح

وقال أحمد شوقي :
أنا من بدّل بالكتب الصحابا
لم أجد لي وافيًا إلا الكتابا

استعرت هذين القولين من كتابي “ثمر على مآدب السمر ” لأبيّن أهمية الكتاب وما له من قيمة في حياة الأفراد والشعوب. لا أنكرُ غزوَ التكنولوجيا لبيوتنا وسيطرتها على عقول الناس وأوقاتهم وما تقدّمه من تسهيلات ومراجع لا تُعد ولا تُحصى ، ولكن رغم ذلك يبقى للكتاب مقامه وتبقى لصفحاته رائحتها الذكيّة ونكهتها الخاصة. أتمنى من جميع القراء ومن الجيل الصاعد خاصةً ألا يحرمَ نفسه من لذة القراءة والسفر في صفحات كتاب، ففي ذلك متعة لا تُقدّر بثمن .

*غير الكتابة وأرشفة التاريخ ، ما هي النشاطات الأخرى التي تقومين بها؟


عندما كان أولادي صغارًا، اقتصرت نشاطاتي على القراءة والكتابة والأرشفة . وعندما انطلقوا في الحياة وجدتُ نفسي قادرةً على العطاء، فانضممتُ إلى “الصالون الثقافي ” ، مجموعة من السيدات الراقيات نقوم بالكثير من النشاطات الاجتماعية ، كما أفتخرُ بأني عضو في “نادي القرّاء” وأساهمُ في دعم مؤسسة “دار السعادة للمسنين” إضافة إلى أنّني عضو في “مجلس العائلة والشبيبة ” ضمن رعية ميلاد السيدة العذراء، قب الياس .
هذه الوزنات هي جنى العمر ، أعملُ على تطويرها بكل ما يقدرني عليه الله.

*أترك لك الختام في تحفة بهية تختارينها لقراء كواليس.


اخترت لكن حكاية مثل:


“فلاح مكفي ، سلطان مخفي”


يُروى أنّ الأمير بشيرًا الثاني الكبير كان مرّةً مع بعض رجاله في رحلة صيد، فالتقاه فلاحٌ ودعاه إلى بيته لاستضافته. فاعتذر الأمير بادئ ذي بدء لكثرة رجاله، لكنّه عاد وقبل الدعوة بفعل إلحاح الفلاح .وفي بيته ، قدّمَ الفلاحُ للأمير وصحبه المآكل الشهية والأثمار الطيبة ولمّا انتهت الزيارة ،قال الفلاحُ للأمير: “كلّ ما قدّمته لكم يا سيدي هو من إنتاجي، ولم أشترِ شيئًا”
فتعجّبَ الأمير وقال “فلاح مكفي. سلطان مخفي”
فجَرَتْ عبارته مثلًا يُضرب في أهمية الفلاح وهناء عيشه.


شاهد أيضاً

الاتحاد الوطني دعا الى اوسع مشاركة في التظاهرة العمالية يوم الأربعاء المقبل

اصدر الإتحاد الوطني لنقابات العمال والمستخدمين في لبنان (FENASOL) بيانًا وجاء فيه: “عاش الأول من …