د. عباس وهبي
كانت الزهرةُ تهمسُ لورقةٍ على الشجرة في عتابٍ رقيق: أيا جارتي لو تدرين أنّ وراء جمالي ورقّتي تكمن ألآف الآهات، و تبحرُ ألآف الأمنيات ، لا أهابُ أحداً فعطري هو زئيري ، والوجود يتزيّنُ بروعتي ، و هناك يُرفرفُ زمني كأنّهُ الطيرُ الحزين … و رغم ذلك أبدو جذلة ، وأنت لما لا تبتسمين ؟ ثمّ تاهت في الصمت ! فردّت الورقة قائلة : أنا المزيّنة بأصفر الفناء ،المرصّعةُ بأحمر البقاء ، أنا قصّة الصبر مع الريح، أنا ودُّ الطبيعة ، أنا ذكرى الحياة ….و ما كاد الصمتُ أن يحلَّ حتى هبّت الريح و تتطايرت الزهرةُ فابتلعها المدى ، وبقيت الورقة مرتجفة ، لكنّها صمدت أمام الريح، و بقيت وحيدة حزينة تُناجي الخالق و تعيش مع الذكرى ، و تنتظر موعداً مع عاصفة أخرى !!!