“إلى السلفيين في العالم الثالث، الشامتين باستشهاد قادة إيران”

بقلم ناجي أمهز

بينما يقف العالم ومجلس الامن دقيقة صمت حدادا على الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ومرافقيه، ويعلن الحداد في عشرات الدول وتنكس الاعلام وتنهال برقيات التعزية من كافة الشخصيات العالمية وعلى كافة المستويات ومن كافة الفئات.

يخرج علينا بعض “السلفيين” بالشماتة والسب والشتم، وما يستفز ليس فقط الفاظهم واظهار تخلفهم، وكانهم قادمون من عصر الانسان الحجري، انما هؤلاء لا يحترمون المشاعر الانسانية، ولا يفقهون شيء عن حرمة الانفس والتفاعل الانساني بين المجتمعات، فعلا ان ما اظهره هؤلاء شيء سيؤدي الى انهيار كبير وانتشار للجهل والحقد والتطرف.

وحقد هؤلاء على الشيعة ليس له نظير وغير منطقي، فقد بدأت العلاقة بين التيار السلفي وأتباع المذهب الشيعي بالتوتر بعد مؤتمر الأرطاوية الذي عقد عام 1926 الذي اجتمعت فيه قبائل الإخوان السلفية كبداية حركتها ضد الإمام (الملك فيما بعد) عبد العزيز، منكرين عليه تصرفات عديدة منها تنصيب نفسه ملكا، لأن الإسلام يحرم الملكية، ومنها استخدامه السيارات والتلغراف والتلفون لأنها من أعمال السحر، ومنها أيضاً سكوته على شيعة الأحساء والقطيف وتقاعسه عن فرض الإسلام “الصحيح” عليهم (البند العاشر).

بعد مائة سنة واليوم المملكة العربية السعودية وشعب المملكة نفسه يرفض السلفية، والشباب السعودي اليوم يواجه بثبات وشجاعة اتباع السلفية، لانه يريد ان يعيش حياته ويندمج بكافة المجتمعات، تجد الحفلات والسهر والسينما والموسيقى، فلا يعقل ان يقبل بعد اليوم الشباب السعودي بان ياتيه السلفي ليرفض ما يريد ويؤمن بما يريد ويحرم ويحلل من عنده، فقد تبين ان السلفي ظلم المراة كثيرا عندما حرمها من ابسط حقوقها، كما انه حرم الكثيرين من نوابغ المملكة بمتابعة تعاليمهم بسبب فتاوي ان نقل الدم طبيا حرام والارض مسطحة، كما تبين ان السلفي دينه هواه، فهو شرع منصب الملك بعدما كان يحرمه، وحلل استخدام الهاتف بعدما كان يحرمه، ثم اكد ابن باز: التصوير لا يجوز، لا باليد ولا بغير اليد، فالتصوير كله منكر، والرسول عليه الصلاة والسلام لعن المصورين، وقال ﷺ: “أشد الناس عذابًا يوم القيامة المصورون”، وقال: “كل مصور في النار، والمصور: يعذب بكل صورة صورها لنفسه في نار جهنم”.

وتجد اليوم مشايخ واتباع السلفية 24/24 يصورون انفسهم ويظهرون الكثير من الامور المرفوضة عقليا.

لذلك نحن نطالب هؤلاء السلفيين بتطبيق تعاليم ابن باز، لان كل سلفي يظهر لنا عبر الفضائيات والسوشيال ميديا أو يستخدم الإنترنت هو في النار وملعون، بل لا يحق له أن يستخدم هذه الوسائل التي صنعها الكفار، لذلك يجب عليه أن يستخدم الحمام الزاجل.

كل سلفي مؤمن بأن الأرض مسطحة وأن الشمس ثابتة، لا يحق له أن يتحدث في الجغرافيا والسياسة والاقتصاد وعلم الاجتماع، لأنه على الأقل يوجد ثمانية مليارات شخص يعرفون أن الأرض كروية، يعني السلفي الذي يؤمن بأن الأرض مسطحة هو حتمًا خارج الزمن وخارج كوكب الأرض، يعني لا علاقة له بما يجري على كوكبنا الارض.

كل سلفي قرأ عشرات الكتب عن فتاوى ابن باز وغيره حول زواج الإنسي من جنية أو مجامعتها؟ وأنه يمكن للإنسي أن يتزوج جنية، ويجوز أن يتزوج كتابية محصنة (يهودية أو نصرانية) فلا بأس بخلاف الدين، ويصدر فتوى بتحريم زواج السلفي من الشيعية، هذا السلفي يحتاج إلى علاج نفسي في المصحات.

حقا هل يعقل أن يصدر عشرات الكتب عن زواج الإنسي بالجنية؟ صدقا يعقل هذا الأمر؟

على كل حال، أي إنسان أو مجتمع قادر أن يعيش مع أو بين فئة سلفية تعاني من كل هذه العقد والاضطرابات النفسية والسلوكية، وتحرم أبسط الأشياء منها التلفاز لأن فيه شر عظيم؛ وفيه من الشرور من الأغاني، وآلات الملاهي، وبروز النساء السافرات وما يقع فيه من بعض المسلسلات الرديئة؛ فهذا هو السبب الذي ينبغي ألا يقتنى من أجله.

أيها السلفي عندما تحرم نقل الدم أثناء عملية جراحية، من خلال تفسيرك قوله تعالى: “حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنزِيرِ” [المائدة:3] بأن الدم هنا يشمل دم الإنسان أيضًا؟ من الطبيعي أن يقتل بقربك عشرات الآلاف من الأطفال والنساء، وأنت تصلي خلف سلفي يقول لك: لا يجوز مقاتلة الإسرائيليين والدفاع عن المسلمين في فلسطين.

“أيها السلفي ربما تعاني من الكبت النفسي والاكتئاب، بسبب منعك من انتقاد ملك أو رئيس أو حتى موظف في بلدك، فتأتي وتصب غضبك على إيران، وتشمت فيها، بينما إيران، وهي أمة إسلامية عظيمة، تجري انتخابات رئاسية دورية لا يحق فيها للمرشح بأكثر من دورتين، وفيها انتخابات برلمانية، بينما أنت ممنوع عليك أن تنتخب حتى لجنة بناية، أو أصلاً لا يوافق أحد على أن يشاركك بشيء لسواد وفساد طبعك وكرهك لكل الناس.

أيها السلفي الذي تنكر العلم والتكنولوجيا، والتطور الطبي، لا يحق لك أن تنتقد أي دولة في العالم وأنت تستورد كلسونك من الصين، بينما إيران تمتلك تقنية النانو، وصنعت الأقمار الاصطناعية، وتخصب اليورانيوم، وتنتج أهم العقاقير الطبية في العالم.

بالختام، أيها السلفي، أنصحك بأن تستحصل على فتوى من شيخ سلفي يسمح لك بتصوير دماغك بالرنين المغناطيسي، ربما يكتشفون سبب هذه الأفكار التي تعيش عليها.

أيها السلفي بالختام والمحصلة، أمثالك لا يحق ولا يسمح لهم باستخدام السوشيال ميديا والتصوير، لأنه بعقيدتك حرام.
ارحمنا وارحم الامة ولا تستخدم السوشيال ميديا فانت تسيء الى البشرية جمعاء.

شاهد أيضاً

لجنة المؤسسات والعمل الخيري في الجهاد تُحيي “يوم عرفة” بتوزيع الخبز وجبات الإفطار*

  أحيت لجنة المؤسسات والعمل الخيري في حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين الساحة اللبنانية ، …