أدباء وشعراء

إعداد وحوار الشاعرة رانية مرعي

إبراهيم الأعاجيبي، كاتب عراقي ولد في مدينة النجف عام ١٩٩٤

حاصل على بكلوريوس تحليلات مرضية ويعملُ في مدينة الصدر الطبية.

كتب في الصحف والمجلات منذ عام 2011، مقالات أدبية وسياسية.

لديه خمسة كتب مطبوعة وثلاثة قيد الطبع.

كتاب حياة الشهيد مسلم بن عقيل سنة 2016 كتاب بين يدي الحوراء سنة 2017
رواية الحب الطموح سنة 2018*
رواية طبول الظلام سنة 2019*
*رواية الرجوع الصادم سنة 2020

وكتب أكثر من خمسمئة دراسة نقدية في الصحف العراقية والعربية لقراءاته الروائية.

كاتب فذّ، أسلوبه فريد، تجذبك كتاباته من الجملة الأولى فتجد نفسك محاصرًا بأعذب المعاني والأفكار.

الكاتب إبراهيم الأعاجيبي:

نعم، أصاب المشهد الثقافي ما أصاب الحياة العربية من فشلٍ تراكمي كبير

*الكاتب إبراهيم الأعاجيبي حدثنا عن البدايات وكيف كانت مسيرتك الكتابيّة ؟
 

منذ نعومة أظافري كان والدي يأخذني إلى المجالس الحسينية التي تقام في مدينة النجف، ومن طابع هذه المجالس الحزن على مصائب آل النبي محمد (ص)، كنتُ أسبق الشيخ بقراءة مقطع من قصيدة عصماء في مديح أهل البيت النبوي، صرتُ أحفظ الكثير من الأبيات الشعرية وأصبح لدي خزين شعري ولغوي كبير، بفضل ذاكرتي وحبي لأهل البيت جعلني أحفظ مئات من القصائد الفصيحة ولما أبلغ الخامسة من عمري بعد. حتى حفظت تائية دعبل الخزاعي وقصائد السيد حيدر الحلي، ولما بدأت أكبر صرتُ أقرأ القصائد في كتاب الأدب المخصص في المرحلة الدراسية فأقوم بحفظه من الغلاف إلى الغلاف، ولما وصلت إلى مرحلة الرابع ثانوي كنت أقرأ الصحف والمجلات الورقية، وبدأت أدرس العلوم الدينية في النجف، فأصبح لي مناخٌ خصب، وبقيت أدرس العلوم الدينية الأولى حتى تقدمت بها بسرعة، وعندها بدأت قراءاتي نحو التاريخ والتتبع في سيره حتى بدأت بتأليف كتابي الأول عن شخصية مسلم بن عقيل، الذي كلفني بحث وكتابة لمدة ثلاثة سنوات حتى استعنت بمئتي مرجع من بطون الكتب التاريخية والدراسات الأكاديمية حتى صدر الكتاب في عام 2016
 

*كيف ترى المشهد الثقافي العربي؟ هل أصابه هو أيضًا ما أصاب العرب من انكسارات وأزمات أو ما زالت الأقلام تصدح بكلّ جميل؟

نعم، أصاب المشهد الثقافي ما أصاب الحياة العربية من فشلٍ تراكمي كبير، ومن فسادٍ كاد أن ينهي الحياة المجتمعية، لكن على الرغم من حالة الاحباط الكبيرة التي تخيم على السواد الأعظم من الجمهور العربي إلا إن الطموح والأمل والتطلع نحو المستقبل ما زال يترك أثره في المشهد الثقافي، الأقلام العربية تواقة إلى الرقيّ والإبداع ولها رغبة ملحة في ترك بصمة واضحة في الحقل الثقافي المعرفي، وصل الحال ببعض الأقلام العربية إنها أصبحت رائدة للنهضة المعرفية التي شهدها ويشهدها الوطن العربي. نعم، المؤشر يقول أن هناك انخفاض في النسبة لكن لا يعدم أن يكون هنالك أقلام أبدعت أيما إبداع في أن تتصدر الحقل الثقافي العالمي وليس العربي فحسب والقائمة تطول لو سردنا بعضهم.
 

*هل تعتبر نفسك شخصية مؤثّرة؟
صف لنا علاقتك مع قرّائك وكيف يتفاعلون مع كتاباتك؟
 

ربما يعد السؤال من شقه الأول يدعو للنرجسية لكني سأحاول أن أجيب بحياد تام، نعم أرى نفسي شخصية مؤثرة، وكثيراً من القرارات السياسية والثقافية وحتى التربوية التي أكتبها وأنشرها، أجد تأثيرها بالقريب العاجل، حتى أن كثيراً من المقالات التي كتبتها في الصحف والمجلات كان القراء يجدون ضالتهم فيما يقرؤون لي من مقالات، اكتشفت هذا بالأسئلة التي تردني عبر برنامج الماسنجر، وكيف كان الجمهور يحاول أن يستفهم عن فقرات أو كلمات أو اطروحات لم يفهمها بعد،

علاقتي بقرائي علاقة شد وجذب، بل أنا لا أكتب ما يُملى عليّ، أنا كاتبٌ وكتابتي تمثل شخصيتي وثقافتي حصراً، لذا كثيراً ما وجدت بعض الاعتراضات القليلة التي نتيجتها سوء فهم بسيط في الكم الثقافي والمعرفي للمتلقي، ولكن يزول هذا الالتباس حالما أبدأ بتوضيح الصورة أكثر وذلك بتبسيطها أكثر حتى تكون واضحة سلسلة.
 

*أنت مع الألقاب التي باتت هاجس الكثيرين على الساحة الثقافية؟ أم أن واثق الخطا يقتحم المجالس بإسمه فقط وبأعماله؟
 

الألقاب لا أهتم لها، ولا أحبذها، وأرفض أي كلمة تطلق عليّ بأيّ محفلٍ من المحافل، ودائماً ما أطلب أن أدعى باسمي فقط.

*هل الكاتب الناجح هو الذي يختبئ في أعماقه ناقد؟
 كيف يؤثر هذا الموضوع في نظرتك إلى نتاجك ونتاج الآخرين؟
وهل النقد محاكمة أو تفاعل إنساني مع النّص؟

سؤال وجيه جداً.. نعم، أوافقك لأن الكاتب الناقد يكون أكثر نضجاً ووعياً لتحليل وصقل النص من كل الجوانب، لأن أي نص من النصوص لا بد أن يعرض على ناقدٍ يبرز القيم الجمالية والفنية واللمسات الابداعية فيه حتى يكون النص بأجمل الثياب وأنقى الهيئات.

النقد قد يكون مجاملة أو محاباة، لكننا نقصد بالنقد المعنى الواضح المعروف الذي يعطي أثره ويسبغ نظرياته على النص فيعطي ما له وما عليه.


*كيف تفاعل قلمك مع الأحداث المتسارعة والأليمة التي خيّمت على العالم العربي عامةً ولبنان خاصة؟

تفاعل بصورة واضحة جداً، حتى كتبت رواية طبول الظلام التي تدور أحداثها بين سوريا ولبنان، ربما أكاد أجزم بأني تنبأت بالأزمة الاقتصادية التي مرت على لبنان، وقلت أن لبنان لا بد لها أن تعاني من تراكماتٍ سياسية قادمة وشيكة، كان هذا القول لي في سنة 2018، كتبت عن لبنان في روايتي طبول الظلام، ذكرت لبنان كثيراً في أعمالي وحتى في روايتين صدرتا حديثاً لي، كنت أمر على لبنان فيهما، حتى ذكرت لبنان في ثلاثة روايات لي.
 

*روايتك الأخيرة “الرجوع الصادم” هي رواية عاطفية بوليسية، حدثنا بإختصار عنها وهل هي متوفرة في مكتبات لبنان؟
 

رواية عاطفية بوليسية أي إنها ذات قسمين، القسم الأول منها عاطفي والقسم الثاني بوليسي. تحكي قصة من قصص الحرب الكبرى التي خاضها العراق في عام 1980- 1988، تسلط الضوء على حجم المأساة المروعة التي داهمت العراقيين. عاش البطل غربة قسرية في ذات البلد الذي كان يحاربه، يعود البطل بعد أن يزال الكابوس عن صدر العراقيين ولكن هذا الكابوس كان على يد قوة أشدُ كابوسية من النظام الدكتاتوري الذي حكم بقوة الحديد والنار، يرجع البطل فيقع الحدث الذي يعتبر البوابة الكبرى للرواية وهو رجوع صادم، هذا الرجوع لم يحصل بهذه الصورة والهيئة، لكنها الحرب والدكتاتورية هي التي صنعت الويلات والويلات في أبناء البلد، وتبدأ الرواية بلحظة خروج البطل من أهله ورفضه العيش معهم ليتعرف على البطلة سحر والتي لها قصة لا تقل غرابة ومأساة عن قصة البطل وسام، ويعيشان في خضم صراع كبير وطويل حتى يأتي القسم الثاني ليجعل الرواية بوليسة بإمتياز. هنا تتداخل الأمكنة والأزمنة، الروائي كان يتلاعب بالزمان والمكان ليجعل القصة ذات نكهة تشويق ومفاجآت صادمة كل حين.

شاركت في معارض عربية عدة، وقريباً ستصل إلى مكتبات لبنان.
 

*هل زرتَ لبنان من قبل؟ ولمن تقرأ من الكتاب والشعراء اللبنانيين؟
 
نعم، زرت لبنان في اكتوبر عام 2018.. القائمة لا تعد ولا تحصى، أقرأ لشعراء وكتاب كثيرين من لبنان، أجد الاحصاء صعبًا فالقائمة طويلة جداً، وربما لا تكفي الصفحة من الترتيب والتعداد، إلا إني أقول أن في لبنان أدباء كثيرين حلّقوا في سماء الأدب العربي والعالمي.
 

*أترك لك الختام مع نص تختاره لقراء كواليس:

النص مقطع من روايتي “الرجوع الصادم”

يعودُ الغائبُ حاملاً معه حنينه ولهفته إلى أهله وكل ما يشدهُ إلى أرضه، وكما قالها ذلك الشاعر كم منزلٍ في الأرض يألفهُ الفتى، وحنينهُ دوماً لأولِّ منزلِ، في وسطِ حيرةٍ من الأمر وفي لجةِ تزاحم الأفكار وتشتتها بين الهُناك والهُنا، أكون كمن خرجَ من ظلمةٍ لم يَحلم بأن يخرجَ منها ذات يوم، هذه الاشواق تعصرُ النفوسَ عصراً وتكادُ أن تفتكُ بها لولا بقيةُ صبرٍ تتجملُ به النفس في بعض الأحيان، أعللُ النفسَ بأن للأملِ فسحة قد تمرُ فتزيلَ ما تراكمَ من أوجاعٍ وآهاتٍ، الهواءُ حتى الهواءُ يختلفُ، كأنَّه يتكيفُ لكلَّ أرضٍ بحسبِ طبيعةِ سكانها، قد يستولي الألمُ على الفرد فيسلبه كثيراً من لذيذ أيامه، كأنَّ أنانية الألم دونية بإفراط، إذ لا يقبل أن يدخلَ إلى النفسِ حتى يزيح عنها كل مسرة وبهجة، الحياةُ حقلُ تجاربٍ ونحن البشر عبارة عن دُمى تُحركنا أنّى شاءت، الانسانُ منذ لحظة خروجه والامتحانات لم تزل تجرى عليه، وكم من مرةٍ استطاع أن ينجو من إمتحانٍ عسيرٍ، إياك أن تحلم كثيراً فربما لن تجد من يصفعك لينبهك إلى واقعك المأساوي الذي هربت منه ولا تقوى على التناغم معه.

شاهد أيضاً

ابراج اليوم توقعات اسرار الابراج: #يسعد_اوقاتكم_بكل_خير #توقعات_الابراج_ليوم_الجمعة_والله_اعلم

  مواليد اليوم الجمعة 26 نيسان ابريل من برج الثور. مواليد اليوم من برج الثور …