بقلم
محمود زعيتر .. العراق
شَجـاني طـيـفُ لـيـلـى إذ أتاني
فَـسَـافَـرَ بِـي وَلَـم أبـرَح مَكَانِي
وَحَـلَّـقـنَـا لِــيـأخُــذَنِـي بَـعِــيــداً
إلـى الأفـْلَاجِ عَـاصِـمـة الأمَانِي
لِـوَادِ الـغــيـلِ فِـي ابهـى رُبُوع
إلى حَيثُ الهَوَى فِـيهَا رَمَـانِـي
إلى الـتَوْبَادِ فِـي أسمَى شُمُوخٍ
اُلـبِّـي صَــوتـهُ لــمَّــا دَعَــانِـي
إلى حَيثُ اللقَا فِــي قَـلـبِ غَـارٍ
لَـدى التَوْبَـادِ فـِي ذَاك الـزمانِ
وتِهتَانِي يُــروِّي أرضَ سَـفــحٍ
عـَن البَلوَى وَعِشقِي مَـا نَهَانِي
فَـيَـا وَجَـعِـي عَـلى جبلٍ تَـردَّى
وَقَـد هَـجَر المَرابِـعَ عـاشِـقـانِ
وَزرتُ دِيَـارَهَــا وَمَكثتُ فِـيـهـَـا
وَعَـمَّـاهَـا العَـشِـيَّة أكــرَمَـانِـي
وحُـزنِي يَـومَ يـَمـنَـعُـنِـي أبوها
فَــكَـم ذل الأبِــيَّــةَّ وَازدَرَانِـــي
وَكَـم قَـارَعتُ نَفسِي فِي هَواهَا
وَكَـم قَـبَّلتُ جُــدرانَ الـمَـبَـانِـي
وَقَـد يَرمُـونَـنِي مَـجـنـون ليلى
نَـعـَـم مَـجــنــونـهــا آنـاً بــآنِ
وكَـم قَالُــوا تَخَـيَّـر مِـن سِواهَا
وَقَـد يُـغـنِي فُـلانٌ عَــن فُــلانِ
فقلت الناس قــد جنوا لعـمري
أيُـغــني مَعْـشَبٌ عـن اقحـوانِ
أيُـغـنِيـنِي حُضُورٌ عَـن غِـيَـابٍ
لَـهُ اُبـدي جُـنُـونِـي وافـتِـتَـانِي
أيُثـنِينِي الوَرَى عَن فَـقـدِ ليلى
وإن غَــابـَـت أرانِـي لا أرانِـي
فَـتِـلكَ الـعَـامِـرِيَّـةُ لا سِــواهَــا
يَجُـولُ بِخاطِـري عِـنـدَ الأذانِي
فأذهَـبُ كَي اُصلِّي فَرضَ رَبِّي
وأشـكُـرُهُ عَـلَى مَـا قَـد هَـداني
هَـدانِـي للـتُّـقَـى ولِـحُــبِّ ليلى
فَمِـن بَعـدِ الـضَّلالَـةِ أسعَـدَانِي
إلـى أيـن انـتَهَـت تِلكَ الخَوالِي
أرى زَمَـنِـي بِـذِكـرَاهَا حَـبـاني
رأيتُ الـدَّهـر لا يُبقِي حَـبِـيـبَـاً
ولا الأيـامُ تُــدنِــي مَـن اُدانِـي
وأنَّ العِيسَ أضحت دُون حَـادٍ
وَحَادِيهَا إلـى تَـعـسِي حَـدَانِـي
إذا مَـا تَـمَّ عُـمـرِي فَـادفِـنُونِي
بِوادِ الـغـيـلِ تُهـدونِي التَّهَانِي
لَـعـَـلَّ الله يَـجـمَـعُـنِي بِـلـيـلـى
وَقَـد لا يَـلـتَـقِـي فَـانٍ بِـفَـانِـي