الناشطة الإجتماعية رامونا أبو صوان: تجربتي بكاريتاس جعلتني ارى وجه الله بكل شخص قابلته

الأم تريزا “حالة لن يكررها الزمن”..

حوار جيهان دلول

خلق الله الإنسان وفطره على الخير … وفعل الخير …فالإنسان بطبعه معطاء ما لم تلوثه رذائل الحياة.. وضيفتنا من الاشخاص الذين طًبعوا بفعل الخير ومساعدة الناس كأنها بذلك تطبق المثل الصيني القائل: “مثلما ماء النهر يعود إلى البحر … ففعل الخير يرجع اليك…”

الناشطة الإجتماعية رامونا رحمة ابو صوان.. حاصلة على إجازة بإدارة الاعمال وماجيستير بالتسويق.. عملت لمدة ثماني سنوات رئيسة كاريتاس بإقليم البقاع الغربي وراشيا.. أم لثلاثة شباب واستطاعت أن توفق بين عملها وأسرتها.. من أهم النشاطات التي كانت تقام على صعيد البقاع لكاريتاس هي بالإقليم الغربي.. نجحت كثيراً بعملها الاجتماعي والإنساني وعطاءاتها المثمرة حتى أصبح يقال عنها “ إمرأة لن تتكرر بكاريتاس”..

مع السيدة رامونا رحمة أبو صوان كان هذا الحوار الممتع..

*تجربتك لا بد أن تكون غنية جداً في مجال العمل الانساني، بالبعد العالمي. كيف تختصرين هذه التجربة بكلمات تدخل وتؤثر في الضمير العام..؟

-تجربتي بكاريتاس لبنان كانت غنية ومثمرة جداً، أصبحت أعي قيمة النعمة المادية والمعنوية التي وهبني اياها الله، وشعرت بفرح العطاء ومساعدة الآخر وكنت قريبة من الناس وأحسست بألمهم ووجعهم وعايشت مخاوفهم وكل ظروفهم.. بإختصار تجربتي هذه جعلتني أرى وجه الله بكل شخص قابلته بسعادة لا توصف..

  • *نحن في زمن تطغى فيه الثقافة المادية حتى لتكاد تقتل المدى الاجتماعي لدينا، وهذا ما يؤثر بصورة دراماتيكية على العلاقة بين الانسان والانسان .
    برأيك … ماذا يفترض فعله للحد من تأثير الفلسفة المادية على رؤيتنا للآخر..؟

-للأسف نحن بعصر show off ما تملكه يحدد قيمتك والمصلحة بين الناس هي الطاغية في هذه الأيام.. ما علينا فعله بالاول معرفة الانسان كإنسان والقدرة على التفرقة بين الصالح والطالح ولا نقيّم أي كان بما يملك من ثروة مادية.. بالنهاية الذي يدوم هو محبة الله ورضاه علينا.. وإذا اعطاك الله عليك أن لا تنسى أخاك المحتاج، فلا تعلم كيف تدور عجلة الزمن..

*لا ريب انك امضيتي سنوات في العمل الميداني..
ماهو تقييمك لتفاعل المجتع اللبناني مع الدعوة لخدمة الآخر..؟

-بالطبع هنالك أناس خيّرة وتكاد لا تخلو الدنيا منهم ولكنهم يعدون على أصابع اليد.. بعض الأشخاص لا يملكون الكثير لكن عندهم الرغبة بمساعدة ودعم الاخر ولو بجزء بسيط حتى ضمن النشاطات التي كنا ننظمها، أما البعض الاخر يتنعم بخيرات الله متناسياً ما تشعر به الطبقة الأقل..طبعاً الوضع الاقتصادي أثر بشكل عام وسيء على البلد والمجتمع لكننا نتكلم بالاجمال لنتكاتف ونتساعد مع بعض..

  • *في هذه الظروف الكارثية، وبالإضافة إلى ضرورة تقديم الخدمات العينية، ما الذي يمكن فعله من أجل الحد من التداعيات المأساوية للاوضاع الراهنة؟

-حقاً نحن بظروف كارثية، خصوصاً الانفجار الاخير الذي حصل في مرفأ بيروت، شيء مؤسف ومحزن جداً.. وهنا أقول بالإضافة إلى الخدمات العينية التي قدمتها كل الجمعيات وخاصة جمعيات NGO بشكل كبير ، لاحظنا غياب للدولة ، وما تقدمه الدولة تكاد تعجز الجمعيات عنه.. بالإضافة إلى المساعدات التي نقدمها بإستطاعتنا تقديم ندوات توعوية وندوات تتضمن أخصائيين نفسيين لمعالجة الاشخاص الذين تأثروا من جراء هذه الكارثة والوضع المأساوي الذي يمر به كل البلد..

  • *لماذا لا ينتج المجتمع اللبناني، والمجتمعات العربية، امرأة مثل الأم تيريزا. هل هو القصور في الضمير الاجتماعي والديني..؟

-الام تريزا لم ولن تتكرر برأيي.. قد يأتي الزمان بشخص يشبهها قلباً مع اختلاف رسالته اجتماعياً.. القصور بالضمير والاجتماع والدين موجود بكل العصور، وما علينا فعله هو القدرة على التمييز بين الخير والشر وأن يكون شعارنا التوجيه الاجتماعي المستمر.. وتربية أطفالنا وأجيالنا على القيم الإنسانية والاخلاقية لنستطيع أن نكون مجتمعاً صالحاً ذو مبادىء.. على أمل ان نرى شبيهاً بالام تريزا مع التأكيد بأن الام تريزا “حالة لن يكررها الزمن”..

*الآن.. خارج المسؤولية المباشرة ماذا تفعلين في مجال الخدمة الاجتماعية والانسانية؟

-صراحة انا في هذه الفترة بإستراحة لأعطي بعضاً من الوقت لعائلتي .. ثمان سنوات قدمتها لخدمة المحتاجين وكنت فخورة وسعيدة كثيراً بعملي، لكن عائلتي لها الحق الأكبر علي، وعلى أمل أن أعاود نشاطي من جديد..

حوار جيهان دلول

شاهد أيضاً

شاب تركي من اصل كردي يقتل عبدالعزيز الأب الأول لبني سعود .

  عن كتاب ( الربيع والآبار والدمار ) للكاتب الباحث سعيد فارس السعيد : في …