الإستعمال المفرط للإنترنت والأجهزة الذكية له مضار كبيرة منها تقلب المزاج والتأثير السلبي على السلوك وعلى التحصيل العلمي والتركيز في المدارس.

الانترنت، وسائل التواصل، الذكاء الاصطناعي، التعليم من بعد، الأجهزة المحمولة، يكاد لا يوجد معارض لفكرة الحاجة الحيوية لهذا التطور في حياتنا، سواء للتعليم أو التواصل أو الصناعة أو الترويج والتسويق أو أي مجال من مجالات الحياة. مع الاقرار بالأهمية لكل ذلك، أصبح مسعى المطورين هو وصول هذه التكنولوجيا والتقنيات لكل منزل وكل فرد صغيرًا كان أم كبيرًا، وبالتالي يركز المطورون والمسوقون لهذه المجالات على سهولة الوصول.

حاليًّا يمكن لطفل يبلغ من العمر 4 سنوات نتيجة مراقبته لوالديه أو الأشخاص المحيطين به التجول في الهاتف المحول ما يسمح له بدخول بعض المواقع أو البرامج. هذا إضافة إلى تحول جزء من المدارس إلى أساليب تعليمية جديدة مع ما لها من إيجابيات كبيرة على تنمية قدرات الناشئة، ومنها مثلًا لغات البرمجة للأطفال، وطلب إجراء أبحاث عن الانترنت، لكن تنطوي مخاطر كبيرة وخطيرة في هذه السهولة غير المحدودة وغير المراقبة لعملية الإبحار في هذا الفضاء المجازي المخيف.

إن الإستعمال المفرط للإنترنت والأجهزة الذكية له مضار كبيرة منها تقلب المزاج والتأثير السلبي على السلوك وعلى التحصيل العلمي والتركيز في المدارس، والتأثير على ساعات النوم. والعكس صحيح، فإنّ التحكم وبرمجة وقت الغوص في هذا الفضاء المجازي له إيجابيات منها تعزيز الإنتاجية، وتوسيع آفاق الإفادة علميًا واجتماعيًا.

من هنا تأتي أهمية ما يصطلح عليه “الحماية الأبوية”، فبالرغم من رفع لواء الحرية والشذوذ والانحلال الاخلاقي في المجتمعات الغربية، فقد أدى التقدم التكنولوجي إلى الحاجة لمراقبة نشاط الأطفال على الانترنت والتحكم به في بعض المواضع. والأسباب عديدة وراء أهمية مراقبة نشاط الأطفال على الانترنت، وقد يكون أهمها أمران اثنان وهما:

أولًا: تقييد المحتوى الضار أو غير اللائق: إن احتمال تعرض الأطفال لمحتوى ومواقع غير لائق أو مضر كبير جدًا (حتى لو لم يكن مقصودًا)، التطرف والعنف والمواد الاباحية هي بعض الأمثلة على المحتوى غير اللائق الذي لا يريد الأهل لأطفالهم أن يتعرضوا له.

ثانيًا: الإشراف على وقت الجهاز: إذا كان لطفلكم جهازه الذكي الخاص (سواء كان كمبيوترًا أم هاتفًا محمولًا أم جهازًا لوحيًّا) أم جهاز مشترك، قد يتساوى خطر التعرض لمحتوى مضر مع خطر مشكلات صحية ونفسية واجتماعية وتربوية. وفقًا للأكاديمية الأمريكية للطب النفسي للأطفال والمراهقين (AACAP) يقضي الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 8 و12 عامًا حوالي 4 إلى 6 ساعات يوميًا، ويقضي المراهقون حوالي 9 ساعات يوميًا على هواتفهم الذكية.

يوجد الكثير من البرامج التي تساعد على تنظيم وتعشيب المحتوى الذي نريد إيصاله أو حجبه، سواء لأجهزة الكمبيوتر أو تطبيقات للهواتف الذكية أو الأجهزة اللوحية، وحتى يمكن تطبيق هذا الامر على أجهزة الراوتر لتقييد بعض المواقع بشكل عام وحجبها عن المنزل.

على أجهزة الكمبيوتر مثلًا يمكن الإفادة من موقع https://cleanbrowsing.org وغيره من المواقع سواء على غوغل أو غيره. كما توجد تطبيقات للأجهزة المحمولة منها الموقع المذكور سابقًا أو “Qustodio” – “OurPact” – “FamiSafe” – “Kaspersky safe kids” وغيرها الكثير.

لتفعيل خدمة Clean Browsing DNS  على متصفح كروم لحظر المواد غير المناسبة للأطفال يمكن اتباع الخطوات الآتية:

أولًا: الضغط على النقاط الثلاث أعلى المتصفح ومن ثم اختيار settings

ثانيًا: الدخول إلى صفحة إعدادات الحماية الخصوصية

ثالثًا: تفعيل خاصية الـ DNS الآمن واختيار الفلتر العائلي

تفعيل الحماية يختلف من هاتف لآخر وبحسب نسخة الإصدار المعتمدة، والأفضل تفعليها عبر محرك البحث المعتمد على الهاتف أو الجهاز اللوحي، والنموذج المرفق لتفعيل الحماية الأبوية على “google chrome” على جهاز خليوي.

طبيعة الأطفال وبحثهم عن مساحات خاصة ومساحات جديدة للاستمتاع والتعلم شيء مفهوم وطبيعي، ومطلوب في بعض الأحيان بحسب عمر الطفل، ولكن من المهم أن يجري إرساء قواعد بالإقناع والنقاش مع طفلك – حتى لو كانت النقاشات صعبة ومجهدة – ففهم هذه القواعد والاقتناع بها سيؤدي إلى احترام هذه القواعد وفهم العواقب والضرر الذي تسببه مخالفتها.

علي فحص/ موقع العهد الإلكتروني

شاهد أيضاً

حـ.ركة أمل ودّعت المجاهد الراحل الحاج عاطف عون بمأتم مهيب في الشبريحا

مصطفى الحمود بمأتم مهيب، شيّعت حـركة أمل أحد قادتها المؤسسين عضو المكتب السياسي في الحركة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *