من استدرج ومن نفّذ عملية قتل سرور؟

بعيدًا عن دوري الموساد والمرأة المتصلة.

 

كلام كثير جرى تداوله في اليومين الأخيرين حول الطريقة البشعة التي جرى فيها ارتكاب جريمة قتل محمد إبراهيم سرور

داخل فيلَّا مُستَأجرة في منطقة بيت مري في جبل لبنان، لكن وسط بعض الثوابت التي خلُصت إليها التحقيقات الأولية فنحن ما زلنا أمام فرضيات تزيد من الالتباسات بدلًا من إزالتها:

إذا كان “الموساد الإسرائيلي” هو بالفعل من يقف وراء عملية الاغتيال، وهذا الأرجح، وإذا كان هناك امرأة هي من قامت باستدراج المغدور سرور إلى بيت مري وإلى  داخل الفيلَّا التي حصلت فيها الجريمة، وهذا الأمر أيضًا جرى تأكيده، فإن دوري هاتين الجهتين (الموساد والمرأة) لا يبدو على علاقة من قريب أو بعيد بعملية تنفيذ الجريمة نفسها.

فلا رجال الموساد أتوا من فلسطين المحتلة خصيصًا لتنفيذ العملية بأنفسهم في بيت مري، لأن لبنان اليوم ليس لبنان السبعينيات أيام اغتيال القادة الفلسطينيين الثلاثة: كمال ناصر، كمال عدوان، ويوسف النجار، كذلك فإن بيت مري ليست فردان من حيث الوصول إلى وسط جبل لبنان، ليس بسهولة وصول زورق بحري إلى قبالة شاطئ الروشة وسرعة المغادرة بعد تنفيذ العملية.  بينما دور المرأة غالبًا ما يكون قد اقتصر على الاتصال وفي أبعد الترجيحات اللقاء الأول مع سرور قبل استلامه من قبل “القتَلة” وهم أكثر من واحد، مع الكشف بوجود مسدسين وطلقات من أكثر من نوع في جسد الضحية…

فمن قام بالتنفيذ، ولماذا في بيت مري ومن هم عملاء الموساد أو خلاياهم النائمة في لبنان  وما هي المعلومات التي أراد هؤلاء الحصول عليها طالما أن سرور هو شخص مكشوف لهم و”تورطه” بتسهيل تمويل حماس لا غبار عليه، وهل بالفعل تقتضي عملية التحقيق معه إطلاق حوالي العشر رصاصات في أنحاء مختلفة من جسده ومن الأسفل إلى أعلى؟

إن التعذيب الذي بدا واضحًا على المغدور يشي بوجود “محققين” محترفين وموتورين وحاقدين على سرور، وعلى ما ومن يمثله.

كذلك فإن استئجار الفيلا ولمدة سنة كاملة يطرح عشرات علامات الاستفهام، في زمنٍ باتت فيه مسألة إيجار هكذا فيلات تتم باليوم وفي أسوأ الاحتمالات أسبوعيًّا، إلا إذا كانت هذه الفيلا تحديدًا ودون غيرها هي الوحيدة التي تفي بالغرض وأم صاحبها يشترط هكذا مدة من الإيجار!!!
أضف إلى كل هذا وذاك سؤال آخر وليس بالأخير”

لماذا سارعت “القناة 12” العبرية، إلى إعلان تورط الموساد بالعملية، والإشارة إلى كونه يعمل لصالح إيران وفي وقت نرى فيه أن آخر ما يريده الموساد أو كيان العدو اليوم هو فتح جبهة جديدة مع إيران وهي التي تتحضَّر للرد على اغتيال أحد كبار قادتها في دمشق؟؟!

أكتفي بهذه التساؤلات دون الانجرار إلى طرح أجوبة متروكة للتحقيقات وللقضاء في هذا الظرف الدقيق، ربطًا بعدم اكتفاء بعض “الموتورين” بقرارات القضاء العسكري اللبناني بتنصيب أنفسهم كقضاة ومحققين في جريمة قتل المنسِّق القواتي الجبيلي باسكال سليمان.

امواج

شاهد أيضاً

سلسلة ثقافة الأدب الشعبي وثيقة إحياء الأصالة عن تراث (ج /٣٣)

الباحث الثقافي وليد الدبس الأدب الشعبي و صفر دائرة الثقاقة السياسية _ تعتبر الثقافة صفر …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *