لبنان ليس مهيئ للعيش المشترك

بقلم نضال عيسى 

الفتنة عندما تطل برأسها يدركها فورا” مَن يحمل الفكر ويجعل من العقل ميزان للتصرف. ولكن الأغبياء يسيرون بها لأنهم يعملون على دخولها بين الناس ولكنهم لا يدركون انهم أول المحترقين بها بل سوف تطحنهم في رحاها
هذا ما حصل عند شيوع خبر خطف باسكال سليمان.
وهنا نتكلم عن العيش المشترك
بالتأكيد نتوجه بالتعزية لعائلته وأصدقاءه وكنا نتمنى أن تكون الخاتمة بعودته لأهله سالما” فهو مواطن لبناني رغم الخلاف السياسي بالحزب الذي ينتمي إليه
ما شاهدناه من تحريض وفتنة وكلام طائفي بعد خبر أختفاءه يثبت بأننا بعيدين كل البعد عن العيش المشترك وبأن كل مَن يتحدث بهذا الأمر هو للأستهلاك السياسي، فمَن يحرض بهذه الطريقة معروف الإنتماء واللوم هنا على الفريق السياسي الذي كان كلامه حاقدا” وفتنويا” وضاربا” عرض الحائط بكل كلام عن العيش المشترك
فكان جاهزا” الأتهام وكان حاضرا” البغض تجاه حزب الله
لقد أستبقوا التحقيقات، ودفنوا تحت اقدامهم كل وفاق واستنهضوا الفتنة وكانوا ملوك في الغباء
ليتبين بعد ساعات بأن الخطف بدافع السرقة وبأن المجرمين ليسوا لبنانيين أيضا” فكان للحقد توجهه نحو الأخوة السوريين دون تمييز بين مجرم ولاجئ وعامل.
بالتأكيد نحن مع محاسبة الفاعلين ولكن الأقتصاص بشكل جماعي هو أيضا” مرفوض وغير منطقي وغير أخلاقي وهو تصرف عنصري أيضا”
يجب الأحتكام إلى القضاء وردة الفعل تبقى على مَن قام بهذا العمل الجبان وليس على كل لاجئ أو مواطن سوري
والسؤال اليوم هل نحن مهيئين للعيش المشترك؟بالتأكيد لا فما حصل هو أكبر دليل عن مدى الحقد الذي يسيطر على بعض مَن يؤيدون هذا الفريق ،أقول البعض لأنني أدرك بأنه يوجد عقلاء داخل هذه الأحزاب ولكن الغباء والفتنة هي العنصر الغالب لدى اكثريتهم، من هنا نقول
كفى اتهامات فالأحرص على العيش المشترك هو هذا الحزب الذي تتهمونه بكل شيئ وهو الذي يقاتل العدو
وهو الذي حمى المقدسات في معلولا
أخلعوا رداء الحقد وارتدوا لباس المحبة واعلموا بأنكم لستم أعداءنا فأنتم جزء من نسيجنا اللبناني رغم الخلاف السياسي وبأنه ليس لنا عدو يقاتلنا في ديننا وحقنا وأرضنا سوى إسرائيل… فهموا

 

شاهد أيضاً

مؤسسات سلطة بوسائل عصابات ومافيات ..

كتب علي يوسف:  لبنان بات المكان الأمثل  لتتعلم كيف تمارس مؤسسات الدولة وسائل العصابات والمافيات …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *