“نقطة انتهى” نص جيد شوهه مخرج وأضاع فرصة المنافسة!

بقلم//جهاد أيوب

منذ الحلقات الأولى لفتني مسلسل ” نقطة انتهى” من خلال القصة المطروحة والمختلفة بطريقة تناولها، ولمشاركة عدد كبير من الممثلين النجوم، فاعتقدت أن العمل هو المنافس لهذا الموسم خاصة أن الشخصية الأساسية التي أداها عابد فهد ليست سهلة، وتتطلب قراءة متأنية ولعبها بطريقة السهل الممتنع، وقد تفوق في تجسيدها، وأضاف إليها خبرته وحنكته وحبه بومسؤولية نجاحها رغم مغامرة عدم حب المشاهد لها، وهنا الأداء الصح يفرضها وبإعجاب.

صحيح العمل تضمن مجموعة من الممثلين النجوم والمهمين وأصحاب خبرة وبعضهم جدد، وهذا يعني ضمانة للعمل ككل في حال وقع النص بضعف أو الإخراج بتشتت، وفي مسلسل ” نقطة انتهى” اعتمد غالبية الممثلين على تجربتهم وموهبتهم في إدارة شخصيتهم، وإلا كيف نجد ممثل شاب موهوب مثل تيم محمد عبد العزيز في “النار بالنار” مدهشاً بينما وبعد أقل من عام ومع ذات المخرج ” والده” مجرد موهبة عادية مشتتة تفتقر التميز، ولا أدري الإصرار على سجنه في شخصية الولد الازعر والفوضوي؟!
هذا الشاب موهوب، وإذا أراد الإستمرار عليه الإبتعاد عن والده المخرج في العمل المقبل، ولا انصحه بدراسة التمثيل في الوطن العربي حتى لا يصبح منظراً، مع إنه أكثر من موهوب لو عرفوا توجيهه، والاقتناع بأن المخرج ليس والده!
ندى ابو فرحات نجمة متفوقة تحتاج إلى فرصة، وهنا أخذتها نوعاً ما فقدمتها ببساطة المجتهدة وببراعة.
أنس طيارة من البارعين، وكان بالامكان أن يتفوق لو تنبه المخرج لمراحل وظروف وحياة الشخصية، ومع ذلك نجح، هذا الفنان هو النجم المقبل، وسيكون له مساحة تليق به، وسيبرع بالمحافظة عليها.
كما لفتني المؤلف فادي حسين لطريقة توليفته وشخوصه الأساسيين، وهذا العمل الأول الذي عرفني عليه وبإعجاب، على أمل أن يوحد اسلوب حواره في سيناريو يليق بشخوصه، فتفاوتت الأمور وهذا أضعف شخوصه…كاتب يدرس خطواته وأفكار بعمق وعليه أن يلتفت إلى النص الحوار أكثر هذا إذا لم يتدخل المخرج أو النجم أو المنتج بالنص والحوار كما هو حاصر بغالبية الدراما العربية!

▪︎مسؤولية مخرج
مع المتابعة ظهرت مشاكل العمل من خلال اقحام خطوط درامية لم تضيف إلى القصة، وكانت من أجل الإطالة والمد والتطويل الرمضاني، ولم تقدم إفادة إلى القصة الأساس، والاستغناء عن بعض هذه الخطوط المقحمة لن يبدل الهدف والعمق الدرامي الأساسي، وبالنهاية هذا يتحمله سيد العمل أي المخرج!
مشكلة المخرج بانت منذ الحلقة السادسة حيث غابت الأفلات المشبعة باللحظة كي ننتظر الحدث في حلقة مقبلة، ونستطيع الإشارة إلى أن كل أفلات المخرج لم تكن صحيحة ورفع عتب من أجل الانتهاء من العمل وبسرعة!
وهذا جعلني كمتابع أشعر بعدم اقتناع المخرج بالعمل، ولم يقرأ القصة بعمقها، وترك المهام للمساعدين!
وربما شعوري هذا ليس في محله، ولكن هذا ما وصلني من تشتت الإخراج خاصة أن الكلوزات الواجب أخذها لحدث لموقف ما غابت كلياً، وفي كثير من المشاهد لم يلتقط حركة مطلوبة كجزء من صورة حوار مما أضعف العمل ككل، وهذه نسميها هفوات إخراجية!
التفاوت بالحدث بالحوارات ظهر جلياً من مشهد إلى مشهد ومن حلقة إلى حلقة، ولحظة نجد الحوار سلس وعميق وبلحظة ثانية مجرد ثرثرات مقحمة…فهل هذا يعود إلى تدخل النجوم أو بتغيرات المخرج للنص والحوار فزرع السيناريو المشربك الذي ظهر على تفاوت في الحوار !؟!
كان بالإمكان أن يكون ” نقطة انتهى” مختلفاً، ولكن التمني لم يجعله مختلفاً، وضاعت بعض الجهود التي يتحمل مسؤوليتها المخرج والمشرف على العمل ككل!

***** ” نقطة انتهى” قصة سيناريو وحوار فادي حسين، إخراج محمد عبد العزيز، وبطولة عابد فهد، ندى أبو فرحات، وأنس طيارة، وعادل كرم، وصالح الحايك…

شاهد أيضاً

حـ.ركة أمل ودّعت المجاهد الراحل الحاج عاطف عون بمأتم مهيب في الشبريحا

مصطفى الحمود بمأتم مهيب، شيّعت حـركة أمل أحد قادتها المؤسسين عضو المكتب السياسي في الحركة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *