بطرك أنطاكيا والراهبة مايا!

خليل رمَّال

المفتي الجعفري الممتاز على حق عندما يُحذِّر من بديهيات وألف باء سياسة الدفاع عن الوطن التي من المفروض أن يفهمها من يدَّعي حرصه عليه، ويذكِّر بأن المقبور أرييل شارون حليف فريق محسوب على الراعي وصل لقصر بعبدا وتناول أطباقاً “شهية” في بكفيا أُعدَّتْ له خصِّيصاً. لكن مسألة تقديم الشاي لجنود العدو في ثكنة مرجعيون أو في برج بيزا المائل في بعبدا حتماً لا تقضُّ مضجع هذا الفريق!
المُلفِت أن الراعي “الحرِّيص” استخدم نون الجماعة عندم ذكر الجنوب (جنوبنا) فالحمدلله أن الجنوب تذكروه أخيراً بعد أن كان، مع البقاع الأشم، نَسياً منسيَّاً ومحذوفاً من خارطة لبنان المؤلَّفة (قلوبهم) فقط من بيروت وبعض الجبل، وكان مُستباحاً يومياً من قبل العدو! لكن مهلاً تذكُّروا الجنوب هنا ليس لضمِّه نهائياً لوطنهم المسخ بل من باب تسجيل نقاط ضد فريق وطني يروي هذه التراب المقدَّسَة بدمائه. بالأمس كانوا يهملون الجنوب بحجة وجود غرباء متمثِّلون بمنظمة التحرير الفلسطينية فجيَّشوا وعبَّأوا عنصرياً وخاضوا حرباً أهلية ومذابح ثم خسروا فيها بعد أن دعوا جيوش العالم لنصرتهم، واليوم لا يملكون هذا الترف لأن أبناء هذه الأرض الغفارية الطاهرة هم الذين يقومون بمهمة الدفاع المقدَّس! لكن بشارة يلمِّح إلى أن هذا الفريق اللبناني ليس “لبنانياً” كفاية بدليل انه “حوَّل الجنوب إلى ورقة يستبيحها البعض على مذبح قضايا الآخرين” بمعنى مناصرة غزَّة التي يتم اليوم ذبح أبناءها من المسيحيين والمسلمين وتدمير سبل الحياة والمدنية فيها. هذه هي قضايا الآخرين عند الراعي بينما الراهبة المُحتَرَمة مايا زيادة، التي كادوا يخرجونها من الدين، لها رأي مختلِف ووطني وإنساني ويسوعي يتفوَّق على من يدَّعون هذا الصفات! ثم يتحدث بشارة عن العنصر المسيحي الأساسي في تكوين الميثاق الوطني وهذه دعوة للصفقة الميثاقية المشوَّهة التي حكَمَت مسخ الوطن منذ ما يُسمَّى بالإستقلال وكأن وجود موظف ما في موقع رسمي يفيد الطائفة بأكملها مثل رياض سلامة مثلاً! فهل أوقف هذا اللص مصارفه من سرقة أموال المودعين الموارنة مثلاً أو هل إستفاد منه طلاب المدارس الكاثوليكية؟! أو ماذا نَفَع أمين الجميل وأبو خشب وغيرهم طائفتهم وشعبهم؟! وكيف أفادوا لبنان وهم في مواقعهم حسب الميثاق؟! لبنان لن يعود إلى العهود الفرنسية القروسطية الحجرية المُتخلِّفَة!
وأخيراً أسخف ما جاء في الكلمة الدعوة لوقف الحرب وكأن إسرائيل “المُعتدى عليها” بعُرفِهِم والتي حافظت برأي نادورهم على الهدوء منذ ١٩٤٨، سوف تتأثر بهذه العِظة ويرقُّ قلبها من الحزن وتوقِف الحرب بعد مناشدتها لأنها معروفة بأنها تهتم بالكلام اللطيف المُنمَّق وبالدبلوماسية والقرارات الدولية!

 

شاهد أيضاً

في معنى أن أكتب نصاً عن غزة

          فراس خليفة  فكَّرتُ كثيراً في معنى، أن أكتبَ الآن، كلماتٍ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *