الشاعر والأديب اليماني إبراهيم القيسي
لأنَّكَ شهرُ الصِّيامِ عليكَ
هِلَالُ تجلَّى وقلبٌ سَمَا
عليكَ سرايَا السُّرى في انسجَامٍ
وسِلْمُ إلهِ الهُدَى سَلَّمَا
نصومُ ونمسكُ … كلُّ البرايَا
وليس نقولُ لماذَا ؟ لِمَا ؟
فكم سابقَ الدَّهرُ فيكَ الثَّوانِي
وكم غرَّسَ الخيرُ حقلَ النَّمَا
وهلْ تسكبُ السُّحبُ فينَا السَّواقِي ؟
وهلْ يهضبُ الغيثُ ؟ كم قدْ همَى
شربناكَ نهرَ الهُدَى من نَمِيرٍ
وأنتَ الرِّياضُ وأنتَ الحِمَى
نهارُكَ دفَّقَ فينَا الصَّيامَ
وليلُكَ بالقارئِينَ اسْتَمَى
تجودُ بتسنيمِ كأسِ الإلهِ
وتسقِي وريَّاكَ تروِيْ الظَّمَا
عرفنَاكَ شهرَ الجَنَى كم رحلنَا
إليكَ ثواباً وطُرنَا سَمَا
نزف خُطَى الصَّومِ نبنِيْ الفؤاد أصيلا
ونجنِي التُّقَى مغْنَمَا
فمَا الصُّومُ إلَّا ثوابٌ وأجرٌ
رصيدٌ يزيدُ وشهدٌ ومَا
نجوعُ ونعطشُ حبّاً ونُسْكاً
ونُمسكُ عن ذبذباتِ الدُّمَى
نغضُّ اللِّحاظَ فلا من مناصٍ
ونفطمُ عن غائبِينَا الفَمَا
نطبِّبُ فيكَ الحشَا من سقامٍ
ونطردُ عن ناظرَينَا العَمَى
عرفناكَ ضوءَ الهُدَى من كتابٍ
تلوناكَ فجراً ونوراً غَمَى
فمرحَى بنسكِكَ شهرَ الصِّيامِ
قدمتَ وكلُّ الورَى أحرَمَا
جميع الحقوق محفوظة©️ تاريخ التوثيق ١٨-٩-١٤٤٥هـ
٢٠٢٤/٣/٢٨م
إبراهيم القيسي_مجلة كواليس