إيهاب مطر في إفطار رمضاني: “الطبقة السياسية لا تُريد انتخاب رئيس للجمهورية وحذار الفلتان الأمني في طرابلس”

اعتبر النائب إيهاب مطر :”أنّ التعدّيات الأمنية التي تحدث في مدينة طرابلس يوميًا باتت غير مقبولة، وشدد على رفضه تحويل طرابلس من مدينة النور إلى مدينة الظلام من جديد بسبب رغبة البعض بضرب أمنها واستقرارها خاصّة خلال شهر رمضان المبارك. واحذر من إطالة أمد الشغور الرئاسي واتهم السياسيين بأنّهم لا يرغبون بانتخاب رئيس للجمهورية”.

كلام النائب مطر جاء خلال مشاركته في مأدبة إفطار أقيمت في مطعم بيتنا- في مدينة طرابلس، ضمن سلسلة إفطارات تُنظمها مجموعة إيهاب مطر للتنمية (IMD)، بحضور حشد من الفعاليات السياسية، والدينية والاجتماعية والشعبية.

مطر

وبعد إلقاء الشيخ شادي كنج للآذان وتأدية صلاة المغرب، عُرض فيلم وثائقيّ وتعريفيّ عن مدينة طرابلس، كما ألقت عرّيفة الحفل رولا حجازي كلمة تحدّثت فيها عن النائب مطر الذي رحّب بالحضور، وألقى كلمة جاء فيها: “رمضان كريم يجمعنا دائمًا مع أهلنا بأجواء من التقوى، فهذا الشهر الفضيل كعادته ينشر دائمًا الروح الجميلة بين النّاس ويُزين شوارعنا بودّ ومحبّة، وعلى الرّغم من الروح الطيّبة التي نلمسها معكم اليوم، إلا أنّنا جميعًا رصدنا التعدّيات الأمنية التي تحدث في المدينة، وللأسف توجد فئات يُمكننا تسميتها بأنّها خفافيش التجاوزات، مصرّة على تحويل طرابلس إلى مربّع أمني يُناسب أهواءها، لتتمكّن من إلحاق الأذى بالمدينة وبظلم أهلها من جديد، وهنا اسمحوا لي برفع الصوت لأؤكّد رفضنا تحويل طرابلس إلى مدينة أشباح وظلام، أو لثكنة عسكرية أو لصندوق بريد سياسيّ أو أمنيّ بسبب وجود أناس تتلاعب بأمن واستقرار المدينة، ونشدد على أهمّية التخلّص من هذه الظاهرة التي تخطف شبابنا مع التخلّص أيضًا من أخبار الإشكالات، إطلاق النّار وسقوط الضحايا، لأنّه موضوع معيب لا يُمكن السكوت عنه”.

واستذكر مطر في هذه المناسبة، المعارك العسكرية التي حصلت منذ أعوام بين جبل محسن وباب التبانة، إذْ رأى أنّها تُشبه كثيرًا ما يحدث اليوم،فقال : “ما يحدث اليوم يُشبه ما حدث منذ أعوام في المعارك التي تعدّت العشرين جولة عنف وكانت نتيجتها صفر، لأنّ العنف لا يأتي بنتيجة، والأهالي من الطرفيْن اليوم يُواجهون المصير عينه، فلا كهرباء لديهما ولا مياه خاصّة في التبانة، إضافة إلى البطالة التي دفعت شبابنا إلى مصير مجهول ومتعب، وكذلك المباني القديمة التي شهدت على أقسى المعارك منذ الحرب الأهلية إلى اليوم وهي لا تزال على حالها، وهو واقع مرّ للغاية”، موجّهًا سؤالًا للحاضرين: “من فرض علينا هذا الواقع المرّ؟ وهل طرابلس تستحقّ هذه النتيجة؟، علينا أنْ نسأل أنفسنا هذا السؤال لأنّ مدينتنا تحمّلت فوق طاقتها”.

عن المشاكل التي تُعاني منها بعض مناطق طرابلس،قال مطر :”أنّ كلّ منطقة أو حيّ فيها يحكي قصّة إهمال، أيّ قصّة مواطنين ولدوا في المدينة ولم يجدوا ظروفًا صحيّة تُؤمّن لهم العيش الكريم، فمنهم من لجأ إلى آفة المخدّرات على أنواعها عافانا الله وإيّاكم منها، ومنهم من عجز عن استكمال تعليمه بسبب تفشي ظاهرة التسرّب المدرسي، فلجأ للتسلّح في يوم من الأيّام، ومنهم من وقع ضحية مافيات السرقة والنشل، وربما شارك في يوم ما بمعارك في لبنان وخارجه، وغيرها من الظواهر التي نخسر بسببها طرابلس وشبابها ونحن لا نتحمّل هذه الخسارة، ونلفت إلى أهمّية فرض حقيقة المدينة وأهلها على الموجودين فيها قبل فرضها على من يعيش خارج حدودها، يُؤكّد أنّ المدينة تبقى مدينة التنوّع، التراث والعلم وأنّه لا بدّ من التشديد على أهمّية التعليم والتربية للتذكير بتاريخ المدينة المحافِظة على مبادئها وتعاليم دينها الحنيف.

وربط مطر بين صورة المدينة المرتبطة بالتراث والتاريخ، بضرورة التمسّك بمعالمها المهدّدة على الرّغم من الواقع المفروض عليها، وقال: “علينا أنْ ندافع عمّا تبقّى من معالمها التراثية الموجودة، وألّا نكرّر ما حدث في الزاهرية من هدم مقصود للمباني الأثرية، وأنْ نتذكّر دائمًا أنّ هذه المنطقة تُدعى بالظاهرية ونسبت للظاهر بيبرس الذي أقام فيها مع جنوده، وألّا ننسى أيضًا أنّ باب التبانة هي باب الذهب المعروفة بتجارها وعائلاتها، ولا يُمكن أنْ نغفل أيضًا أنّ جبل محسن كان يُسمّى بجبل الزيتون سابقًا، وكان مليئًا ببساتين الزيتون لصاحبها تيسير محسن…”.

واضاف مطر:”كلّ منطقة في طرابلس أخدت من اسمها نصيب، وكما يُقال (لكلّ امرئ من اسمه نصيب)، وهذه المقولة تُذكّرنا مباشرة بحيّ واحد منسيّ في المدينة ويُذكر عند الاستحقاقات الانتخابية فقط، وهو حيّ المنكوبين، اسم على مسمّى، نكبتهم تاريخية لم يُمح أثرها منذ الانتداب الفرنسي وصولًا إلى نكبتها الاجتماعية عند طوفان نهر أبو علي، ومنذ لحظة إنشائها حتّى اليوم، ما زالت منكوبة نكبة لم تُواجهها مناطق ثانية، ففيها اضطّهاد، توقيفات وملاحقات أمنية، فقر، حُفر، تصدّع مباني، مستنقعات للنفايات والأزمات والاهمال وأنّ الطبقة السياسية رهنت لبنان للخارج لتبيع وتشتري فيه بأجندات العبث في البلاد،ويوميًا يسألني النّاس، هل من حلحة سياسية، هل سننتخب رئيسًا، هل ستتحسّن الأوضاع،وللأسف إجابتي دائمًا الله يعين اللبنانيين على هذه الطبقة السياسية ،وأنّ المبادرات التي تُسمع عبر الإعلام تصل جميعها إلى طريق مسدود، وأنّ السياسيين لا يرغبون بانتخاب رئيس جديد للجمهورية
،والدستور واضح، وحدّد آلية انتخاب الرئيس، لكنّهم تركوا دستور البلد واتجهوا لدساتير الخارج وأجنداتها ولشياطين العبث بأمن البلد واستقراره، وذلك في ظلّ الحرب التي يعيشها الجنوب مع الضربات المختلفة التي تنعكس على اقتصاد البلاد الذي بات على الأرض وفي وقتٍ ينتظر فيه مجلس النواب فرج الله ورحمته، لذلك نسألهم ماذا تنتظرون للانطلاق إلى رحلة التعافي؟ ولكن للأسف بتنا نتحدّث مع أنفسنا في هذا البلد واحذّر من إطالة أمد الفراغ الرئاسي وعدم تشكيل حكومة للقيام بالإصلاحات، وهو ما يُؤدّي إلى وضع لبنان في مهبّ الأزمة الإقليمية، ما يعني أنّ اللبناني سيشهد أيّامًا أصعب من تلك التي مرّت عليه وهذا الواقع”.

وختم مطر : “لن نترك فرصة إلّا وسنشدّد فيها على دعمنا المطلق للقضية الفلسطينية بوجه أوهام وأحلام إسرائيل الإجرامية، وفي هذه المناسبة نقدّم تعازينا إلى الشهداء الذين سقطوا في كلّ من لبنان وفلسطين”.

شاهد أيضاً

كَـانــوا وَكــنَّـا

بقلم محمود زعيتر .. العراق ألا يَكـفـيـكَ أنَّ الـعَـيـنَ وَسـنَـى وَحُزني مِـن غِنَى قَارُونَ أغنَى …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *