صِيامُ غَـزَّه

بقلم
محمود زعيتر .. العراق

مِــنْ أيْـــنَ أبْــدَأ وَالـــكـَــلامُ كِــلامُ
مَـا كَـانَ مِـثـلِـي فِـي الـمَـلامِ يُــلامُ

لَن أضـرِبَ المَوتَى بِنصفِ كُـلَـيمَةٍ
فَـالضَّربُ فِي مَوْتَى الضميرِ حرامُ

نَـارُ الـكَـلامِ كَـأنَّـهَـا جَـمْـرُ الغَضَى
بِـلِـسَـانِ حَـالِـي وَالـحُـرُوفُ ضِرَامُ

مَنْ لِي بِـأرضٍ لا حُـمَـاةَ لِسُورِهَا
والـــنِّـــدُّ بــــاغٍ والأنـــــامُ نِـــيــامُ

فُـرسَانُ قَــومِــي لا تُــرامُ خُيُولُهُمْ
فكــأنـَّهـَـا بَـعْــدَ الْــوَغَــى أَنــعَــامُ

إنـِّي لأسألُ خَاطِرِي فِـي خُــلْــوَتِي
أوكـــلــنــا فــــي ركـبـهـا اســــلامُ

هَـلْ نَـحـنُ جِـسـمٌ تَشتَكِي أعضَائُهُ
تَـنـعَـى مُـصَـابَ بَــنَـانِــهِ وَتُـضـامُ

هــلْ نَــحْــنُ كَالبُنيَانِ يُمْسِكُ بَعضُهُ
بَـعـضـاً لَــعَــمْــرِي إنَّــهَــا أوهَــامُ

هَــل للمُـرُوئَـةِ مَــوسِـمٌ أمْ أهـلُـهَـا
مَــوتَــى بِـرغـمِ حَـيـاتِـهِـمْ يَـا سَامُ

حَـلَّ الـصِّـيـامُ فَــكَــبَّـرُو وتَـبـتَّـلُـوا
وجُـروحُ أطـفـالِي الــغَــدَاةَ سِـجَـامُ

مُـدَّت مَـوائِـدُهـُمْ بِــكُــلِّ صُـنُـوفِهَا
وأنَــا دُمُــوعِــي لِلــصِــغَـــارِ أدَامُ

أحيَانَ أستَفتِي فَــمَـنْ ذَا يُـفـتِـنِـي
أيـصـومُ مَــن كَـادَتْ بِــهِ ألاقـزَامُ

أيصُـومُ مَـنْ أصحَابُهُ فِـي غَـفْـلَـةٍ
وكَــأنـَّهُـم فَوقَ الثَرَى أصــنَــامُ

أيَصُـومُ مَـن كَـثُـرَتْ ثَكَالَى قَـومِهِ
وَصِـغَــارُه دُونَ الــوَرَى أيـــتَــامُ

أهلا بِشَهـرِ الخَيرِ رُغـمَ جِـراحِنَا
فالـجُـرحُ جـرحٌ والـصيـامُ صيامُ

صُـمْـنَـا وَأدَّيـنَـا فَـرِيـضَـةَ رَبِّـنَـا
في أرض غـزَّة والـجُروحُ قـيـامُ

أمسَكْتُ عَن شَحذِ العُرُوبَةِ جُملَةً
لا تَــعــذُلُــونِـي والـخِـتـَامُ سَـلامُ