اذلال الوفد الرسمي الإسرائيلي وعلى رأسه الرئيس الإسرائيلي في هولندا

كتبت الباحثة بجامعة ليدن رنوا الأمسي وهي من أصول بحرينية وتقيم في أمستردام

“مستوى الإذلال الذي تعرّض له الوفد الرسمي الإسرائيلي وعلى رأسه الرئيس الإسرائيلي أثناء زيارتهم لأمستردام لافتتاح المتحف الوطني للهولوكوست أمس، لم أرَ مثله في حياتي. لقد اصطف الهولنديون في طريق الموكب بعلامات سير تشير نحو محكمة العدل في إشارة إلى كون الوفد الإسرائيلي وفد مجرمين وقتلة. وكان المتحف محاط بمحتجين على الإبادة وبهتافات لفلسطين وضد الصهيونية والقتل جعلت مشهد الافتتاح ملئ بالخزي والحرج والمرارة لممثلي الصهيونية، وربما لمستقبليهم وعلى رأسهم ملك هولندا. في مناسبة مثل افتتاح متحف الهولوكوست، الحدث الأكثر “قداسة” في تاريخ اليهود الحديث، ما كان لأحد توقع أمر كهذا. لكن التظاهرات التي شارك فيها الكثير من اليهود المناهضين للإبادة والاحتلال، صنعت مشهدا لم أكن أتوقع رؤيته في حياتي. حشود متنوعة تصرخ في وجه الاحتلال، وتعترض على تمثيل الصهيونية لليهود، وتضعهم في زاوية قبالة عموم الناس.. حتى أن التلفزيون الهولندي لم يحسن التقاط مشهد تلفزيوني بصوت نظيف فسّجل تاريخيا أن افتتاح متحف الهولوكوست في أمستردام حدث على وقع هتافات Free Palestine لا يمكن حذفها من التسجيل. في حين افتتحت أكبر صحيفة هولندية NRC عددها بصورة مقاس نصف صفحة للمحتجين بدلا من الصورة الرسمية لخبر الافتتاح. هذا تاريخ يا أصدقاء. هذا تاريخ. إن تحولا هائلا يحدث. مهما حاولت النخب الحاكمة الغربية، خصوصا اليمينية منها، إنكار ذلك. الشارع يتغيّر بسرعة هائلة، وإذا لم تتخلَّ أوروبا عن ليبراليتها وديموقراطيتها، فإن النتيجة الطبيعية أن الحكومات واتجاهاتها ستتغير بسرعة. يبقى فطاحل قيادات منطقتنا الذين يتحالفون ويراهنون على الحصان الخاسر. فاللهم لا ترزقهم هداية، اللهم لا ترزقهم هداية، ولا ترفع عن أعينهم غشاوة المستشار الأجنبي يارب العالمين.”

هذا ما كتبته الباحثة بجامعة ليدن رنوا الأمسي وهي من أصول بحرينية وتقيم في أمستردام