كأس الجوى

بقلم
محمود زعيتر .. العراق

جُد واسقِنِي كأس الجوى يَا ساقِي
فِـي لَـيـلَـةٍ ثَمِلَـتْ بِــهَــا أشــوَاقِـي

فاليوم لا مَـصـحَـى لِسَكـرَةِ عاشقٍ
ذاق الـهـوى سحـقـا لـه مـن شاقي

قلبي يُضاهي موطـني فـي جُـرحِـهِ
فـالـجـرح جرحي والعـراق عراقي

أبــكـي إذا ذُكِــرَ الـفِـراقُ وأهـلُـهُ
والـصَّـبُّ يَـبـكِـي عِــنــدَ كُـلِّ فِــراقِ

دمــعُ اشـتـيـاقـي لا يَــمَــلُّ ونـــارُهُ
أحْـرَقــتُ فـيـهـا رَونَـقِـي وَمَـرَاقِــي

للوجــد عــطــرٌ ان اردتَّ تَـنَـسُّـمَـاً
مِسكَاً يـفـوحُ الـوَجـدُ مِــن أعـماقي

قــد يُـتَّـقَـى مَـــا فِــي الأنـامِ بِرُقيةٍ
أيـقــي فـــؤادي مــتــقٍ أو راقـــي

يـا صـاحِ قَدْ رَحَلوا الـغَـدَاةَ وإنَّهُـمْ
نَـكَـثُـوا بِـيـومِ رحـيـلـهـم مـيـثـاقي

لله مـن صَـحْـبٍ تــفــرَّقَ جَـمـعُـهُـم
لـم يـبـق مـنـهـم للـحـنـيـن بـواقِ

هـل يـرجع الماضي التليدُ سويعةً
لتذوق مـن شــهــد اللـقـا أشداقي

انا ما شهدت من الحياة نـهـامـة
كـنـهـامـة الـمُـشـتـاقِ للمُـشـتـاقِ

لــكــنــه قــاسٍ تــبــلَّــد شــوقــه
وَحَـروفـُهُ مـوتـى عـلـى الإطلاق

هـيـهـات قــد ولـى وعـــز لـقـاؤه
مــن فــي رُؤاه تـكـحَّـلـت أحداقي

بَـقِـيَـتْ رُسُـومٌ لَـيـتَ تُشبِعُ جَائِعَاً
نَـظـرِي إلــيـهَــا غَـــرَّهُ إمــلاقِــي

يا غـربةً في الروح خلفها النوى
حـتـى لـقـيـت بـظـلـهـا إحــراقــي

إني عـلـمـت الان بـــعـــد تـغـربـي
أن الــحــيــاة تـــفـــرق وتــلاقـــي