هذه هي امريكا وكلابها الاوروبيين يكررون الخديعة في غزة

 

من قاعدة ارخبيل تشاغوس الى ميناء بايدن في غزة

يذكر التاريخ الحديث ان الولايات المتحدة الأمريكية وقعت سنة 1965..اتفاقًا سريًا مع بريطانيا..الرئيس الأميركي ليندون جونسون كان يضع عينه على أرخبيل في المحيط الهندي من أجل إنشاء قاعدة عسكرية أميركية، تكون مفتاحًا استراتيجيًا للتدخل الأميركي السريع في إفريقيا والشرق الأوسط وشبه القارة الهندية وغرب آسيا..

هذا الأرخبيل كان يُطلق عليه ‘‘أرخبيل تشاجوس‘‘ ويتبع إداريًا لدولة موريشيوس التي كانت خاضعة للاحتلال البريطاني..بريطانيا أعطت لموريشيوس استقلالها، لكن على شرط أن تقبل التخّلي عن تشاجوس مقابل 3 ملايين جنيه سترليني..ثم – في اتفاق سرّي- أجّرت أرض تشاجوس لأميركا لمدة 50 سنة قابلة للتمديد لعشرين سنة إضافية مقابل تزويد بريطانيا بغواصات بولاريس الأميركية بخصم 14 مليون $ من ثمن الغواصة..

لكن تشاجوس هذه كان يقطنها ألوف البشر، الذين سوف يعترضون على تدنيس أرضهم بالوجود العسكري الأميركي..وما حدث كان مخيفًا..ويجهله معظم العرب..سنة 1968 بدأت واحدة من أكبر عمليات التهجير والقتل برعاية أميركية-بريطانية..

القصة يحكيها الصحافي الاستقصائي الاسترالي ‘‘جون بيلجر‘‘ في كتابه ‘‘الحرية في المرة القادمة‘‘..

الأدميرال الأميركي جريثام والسير البريطاني جريتباتش أطلقوا أمرًا سريًا ب ‘‘تطهير ‘‘ أرخبيل تشاجوس..طلبوا من السكان الرحيل بهدوء على متن سفن بريطانية، لكنهم رفضوا..فبدأوا في ترويعهم..كانوا يعلمون أن سكان تشاجوس مرتبطين بكلابهم، يعتمدون عليها في الرعي والحراسة..جمع الجنود البريطانيون كل كلاب الجزيرة..وأشعلوا مواقد عملاقة، وقاموا بشوي الكلاب وهي حيّة أمام أعين أصحابها..ومن اعترض من السكان..قاموا بشويه معهم.

دبّ الذعر في نفوس الجميع..استيقظوا في الصباحات التالية..وإذ بالجنود الإنجليز يخرجونهم من منازلهم ويحرقونها بالكامل بكل ما فيها..وتركوهم في عز العراء..منعوا عنهم الطعام والشراب..حملة تجويع كان لا بد أن يسبقها إعدام لكل الثروة الداجنة والحيوانية في الأرخبيل وقد كان..مات 400 شخص من سكان تشاجوس جوعًا..وفي النهاية بعد ان خارت قواهم..اضطروا للاستجابة لشروط بريطانيا العظمى.
صعدوا على متن السفن البريطانية..ومن كان منهم مريضًا ألقي في قاع المحيط الهندي..ومن وصل لموريشيوس..مُنع من الحصول على الجنسية، وبقى في الشوارع متشردًا بعد أن كان عزيزًا وسط قومه، حتى الحق في العمل صُودر منهم، فلم تجد فتيات تشاجوس حلًا سوى الانتحار حفاظًا على أنفسهن..شعب كامل سُحق وشٌرد وهٌجّر وقتل..حتى تحظى الولايات المتحدة بفرصة إقامة قاعدتها العملاقة ‘‘دييجو جارسيا‘‘ التي انطلقت منها الطائرات الأميركية لدّك أفغانستان والعراق عامي 2001 و 2003.

دارت هذه المأساة في صمت شديد في نهاية الستينات وبداية سبعينات القرن العشرين..وعندما بدأت في التكشف للرأي العام..عُقدت لجنة سرية من وزارتي حرب امريكا وبريطانيا لحل ‘‘أزمة العلاقات العامة‘‘ التي سبًبها تهجير وقتل سكان تشاجوس..وكان الحل؟..

تقديم مساعدات إنسانية لبواقي التشاجوسيين الذين ألقتهم السفن البريطانية في موريشيوس، ونقل بعضهم لبريطانيا..وأطلقت حملة غسيل سمعة تصوّر النواب البريطانيين وهم يلتقطون صورًا مع أطفال تشاجوس..وجرى بيعها للرأي العام باعتبارها ‘‘مسئولية الغرب الأخلاقية‘‘ لنجدة سكان تشاجوس من الأذى الذي يتعرضون له على أيدي ‘‘الأفارقة‘‘ في موريشيوس.

تشاجوس هذه تتكرّر يوميا في غزة وفي فلسطين الان..

انها حروب الابادة الغربية هي هي نفسها

انها امريكا الاسرائيلية الصهيونية هي هي نفسها تتكرر بصور متفاوتة، لكن الجوهر واحد.

منذ ان ذهب كولومبس ومعه شلة من القراصنة الى امريكا طمعا بذهبها وفضتها بحثا عن الهند… ولما وصل الى امريكا الشمالية ووجد اهلها حمر البشرة ، سمى سكانها الاصليين اللاتينيين بالهنود الحمر واستولوا عليها .

 

شاهد أيضاً

الشيخة هند آل ثاني وابنتها آية في إطلالة ساحرة على السجادة الحمراء صُممت خصيصاً لهما من قبل دار غوتشي العالمية للأزياء في مهرجان كان .

  لبّت الشيخة هند عبد المجيد مجذوب آل ثاني دعوة مِهرجان كان السينمائي العريق لحضور …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *