وحدن بيبقو متل زهر البيلسان .. للشاعر اللبناني الكبير طلال حيدر ابن بعلبك مدينة الشمس وقلعتها الشامخة على مر العصور _

الف تحية محبة واحترام بقلمي #حبرازرق
من معرض وكتاب #عالميةعربيةلبنانيةوجوه

الشاعر الفلسطيني سيمون عليوطي
كتب باعجاب عن شاعر بعلبك طلال حيدر ووقف منبهرا امام قصائده.. فاعطاها ما تستحقه من تكريم ومن اعتبار لقيمتها الفنية:

كتب:

كثيرًا ما لُحّنت قصائده وغنيّت، أجملها في رأيي من حيث الكلمات، واللحن، والأداء، كانت: “لبسوا الكفافي ومشوا/ ما عرفت مينون هن ما عاد رح يرجعوا/ يا قلب حاجي تعن/ لا مهر جايب حدا/ ولا سرج عم بيرن/ ضحاك سنك ذهب/ خليه يبان السن/ خلِّيك مثل القصب/ كل ما عتق بيحن/ يا حب اسمك حلو/ حنّيتلك تا تحن….”إلخ…إلخ….

استمعنا إلى هذه الكلمات مغناة بثلاثة أصوات: ماجدة الرُّومي، أميمة الخليل، ووديع الصَّافي.

باعتقادي أنَّ هذه القصيدة “لبسوا الكفافي ومشوا” لما تحتويه من كلمات ذات علاقة خاصَّة بالتُّراث، أو بعبارة أخرى، ما جسَّدته من مناخ تراثيّ حافل بحركة ريفيَّة محضة، فإنَّ وديع الصَّافي غنَّاها بلحن تراثيّ جاء منسجمًا تمامًا مع المناخ العام للقصيدة، ناهيك عن قدراته الصوتيَّة التي لا يجاريها أي صوت من الأصوات الغنائيَّة على اخلاف ألوانها.
في السّياق نفسه: فهل نجح مارسيل خليفة عند تلحينه لهذه الكلمات، أن يجسّد مناخها التُّراثيّ، مثلما نجح في تلحينه لقصائد محمود درويش مثلًا…؟

ثمّ هل نجحت أميمة الخليل في نقل أجواء هذه القصيدة كما نجحت في أغنية “عصفور طلّ من الشبَّاك” على سبيل المثال لا الحصر؟

للإجابة عن هذا السُّؤال، فقد وضعتُ فيما يلي رابط الأغنية بصوت ماجدة الرُّومي، وأخر بصوت ووديع الصَّافي، ورابط ثالث يحمل صوت أميمة الخليل.
1) ماجدة الرُّومي -لبسوا الكفافي

2) لبسوا الكفافي ومشوا: ووديع الصَّافي

3) لبسوا الكفافي ومشوا: أميمة الخليل.

بغض النَّظر عن الذَّوق الفنِّي الذي يجعل صاحبه يُعجب بهذا اللحن أو ذاك مِمَّا تقدَّم، إلَّا أنَّ هذه القطعة الشعريَّة التي أبدعها طلال حيدر، “لبسوا الكفافي” تُصوِّر القلق الإنساني من المجهول خاصة أنَّ الذين “لبسوا الكفافي ومشوا” لم نعرف من هم، وإلى أين يتَّجهون، وما يزيد من قلقنا أكثر، هو ذلك الصَّمت المريب، وذلك الجُّمود،”لا مهر جايب حدا/ ولا جرس عم بيرن”،
ولعلَّ هذا السُّكون الغريب عن الأجواء القروية في جبل لبنان التي وصفها مارون عبود في كتابة القيم، (الشعر العامي) حين قال: (ص: 27، نسخة إلكترونيَّة)،
“في هذا الجبل موسيقى داخليَّة لا تنقطع أبدا، موسيقى بعيدة القرار، فمن غابة تُوَشْوِش وّتُهَمْهِم، إلى واد يترنَّم، ومن نهر يثرثر، إلى كهوف ناطقة كالببغاء، أنغام أجراس كبيرة وصغيرة، ومنها ما يتأرجح في القباب، ومنها ما ينوس في الرقاب، رقاب الدواجن على اختلاف أنواعها، رنَّات تحيا وتموت رويداً رويداً، موسيقى آبدة لها طعمها ولونها، لا تطفر على الذرى حتى تهبط إلى الأودية، فتتغلغل في ثناياها قاطعة طريقها إلى اللانهاية.” . (انتهى الإقتباس).

أرى أنَّ حالة الصمت الخارجة عن المألوف في ذلك المناخ الحافل بأصوات موسيقيَّة متعددة المصادر، هي ما دعت شاعرنا أن يبوح بمثل هذا البوح الجميل الذي سحر الأصوات الغنائيَّة، فتسابقت على تلحينها وغنائها، مثلما سحرت أيضًا ألباب الجمهور، وفي اعتقادي أن هذه الكلمات تحتاج إلى لحن ملحمي يعكس أجواء القرية التي انطلقت منها هذه القصيدة، ومن ثم الأغنية، وذلك بالإضافة إلى ما أبدعه الصَّافي حين صدح بها فسحرنا، وشنَّف آذاننا بالطَّرب الأصيل.

شاهد أيضاً

الحبال وتعاون جديد مع شركة focuson top productino

اعلن الحبال عبر مواقع التواصل الأجتماعي خبر توقيع عقد ادارة اعمال مع شركة focuson top …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *