برنامج الأمم المتحدة الإنمائي” ومنظمة “نحن” أطلقا حملة: “البلدية مش تفصيل البلدية عقياس البلد”

أيوب: “دور البلديات أساسي ومحوري في العمل التنموي”
__________
بييارد: “نريد أن نلحظ إرتفاع نسبة مشاركة النساء”
__________
صالح: “من المرجّح أن تتم الإنتخابات البلدية والإختيارية المقبلة
في بيئة صعبة وغير مؤكدة”

كتب مدير التحرير المسؤول:
محمد خليل السباعي

أقام “برنامج الأمم المتحدة الإنمائي”، ومنظمة “نحن”، حفل إطلاق حملة توعوية وطنية تحت شعار “البلدية مش تفصيل البلدية عقياس البلد”، تحضيراً للإنتخابات البلدية والإختيارية، بتمويل من الإتحاد الأوروبي، والوكالة الأميركية للتنمية الدولية، في فندق راديسون بلو في فردان، بحضور النائبة حليمة قعقور، الممثل المقيم في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بالإنابة محمد صالح، رئيس فريق الحوكمة في بعثة الإتحاد الأوروبي في لبنان سيدريك بييارد، ومدير جمعية “نحن” محمد أيوب، بالإضافة إلى ممثلين عن المجتمع الدولي، ومنظمات وجمعيات المجتمع المدني، وخبراء في القانون والإنتخابات البلدية والاختيارية، ووسائل الإعلام.

بداية الافتتاح بالنشيد الوطني اللبناني وقوفاً، ثم كلمة ترحيبية ألقتها نورا مراد ، ثم تحدث مدير جمعية “نحن” محمد أيوب فقال: “إننا نشكر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي على دعم هذه الحملة – المشروع، وأيضاً الشكر موصول لكل الخبراء وفريق العمل الذي كان جزءاً منها، وأيضاً لبعثة الاتحاد الأوروبي في لبنان، التي أيدت اهتماماً في هذا الجانب، وإن الانتخابات البلدية والاختيارية التي باتت على الأبواب، وتشكّل فرصة لافتة من أجل اللقاء والحوار البنّاء، بالرغم من الظروف الصعبة التي يمر فيها لبنان، وقبل 5 سنوات أطلقنا حملة “البلديات عالمكشوف” وكان همنا الوصول إلى المعلومات، من أجل أن الضغط على الواقع اللبناني، الذي كان ولا يزال مليئاً بالفساد والهدر والسرقة للمال العام. وإن 90% من البلديات الصغيرة الحجم التي تطلب مساعدتها في تنيفذ برامجها وخططها ومشاريعها. فيما البلديات الكبرى تقوم بتجزئة عملها خدمة للمتعهدين لديها أصحاب النفوذ الذين يكونوا أبناء الخطوة في أخذ المشاريع التي تنفّذ على أرض الواقع”.

وأضاف أيوب: “إن الخدمات والتنمية في لبنان، باتت إمكانية تنفيذها يحتاج إلى مراحل متعددة، ودور البلديات أساسي ومحوري في العمل التنموي، وواقع الحال في لبنان كان ولا يزال باللجوء إلى الأحزاب السياسية والنواب والوزراء وأصحاب النفوذ، من أجل الطلب منهم لتأمين الخدمات التنموية والحصص التموينية، فيما المسؤولية تقع على الحكومة أي السلطة التنفيذية، التي ترسم السياسات العامة في واقع البلد كله، وإن الخدمات اليومية تقع على مسؤولية البلديات والقانون يعطيها حق المنفعة العامة والصلاحيات الكثيرة، ولكن في المقابل لديها عجز في الموارد المالية، وعراقيل عدة إدارية متشابكة، تقف في وجه تطوير العمل التنموي فيها”.

 

وتابع أيوب: “إن الهدف المباشر العمل على تقوية دور البلديات، لأنها من المؤسسات الأساسية والحيوية لكنها المهمّشة في لبنان، وعنوان المشروع – الحملة: “البلدية مش تفصيل، البلدية عقياس البلد”، وإن المطلوب إجراء التعديلات اللازمة على قانون الانتخابات البلدية والاختيارية، وإيصاله إلى المجلس النيابي، لإجراء التغييرات الجذرية فيه، ولقد انطلقنا كمنظمة شبابية في العمل الميدانية من خلال الجامعات المتعددة، بفعل التهميش للقوى الشبابية وغياب المساحات المشتركة فيما بينها، فيما الواقع الطائفي والمذهبي ألغى اللقاءات الحوارية، التي يفرض أن تكون متاحة للجميع، ورأينا أن الاهتمام بالمرأة والشباب في العمل البلدي، أمر أساسي ومحوري، لكي يبيّـنوا قدراتهم وإمكاناتهم وليكونوا شركاء أساسيين في اتخاذ القرار، في المدينة أو البلدة التي يعيشون فيها، وإن الكثير من رؤساء العالم في الدول الكبرى، بدأوا مسيرتهم السياسية وعملهم الحزبي، من خلال استلامهم رئاسة البلدية هنا أو هناك، أي البدء والإنطلاق على السنوي المحلي، وإن قوة البلديات تنطلق من خلال تجديد الدم فيها”.
وختم أيوب: “إن ثورة 17 تشرين الأول 2019، انطلقت من خلال الشباب اللبناني، الذين نزلوا إلى الساحات والميادين والشوارع، وهذا ليس صدفة على الإطلاق، لأن التغيير في المجتمعات أمر حتمي، رغم التحديات التي تواجه الشباب في الواقع اللبناني، فالتغيير حاصل من خلالهم الذين يثورون على الأجواء العائلية والحزبية والسياسية والطائفية، وعلى الواقع الذي يعيشون فيه وهذا مرتبط بالصراع مع أنفسهم ومع الآخرين، وعنوان تحركهم يكون الحرية والخروج من الإنغلاق على أنفسهم، ولهذا نقول أن الشباب هم أساسي التغيير، وعليهم تقع مسؤولية حدوث ذلك، وإن الرهان يقع عليهم، ومع كل جيل جديد سيبقى ويكون هناك، أمل في حدوث التغيير الجذري في الواقع اللبناني، وإن الشباب يمثلون الرؤية الجديدة وإن للبلديات تمثل القوة التغييرية لهؤلاء الشباب والشابات، وما نطلبه أيضاً إقرار كوتا نسائية في المقاعد البلدية والاختيارية، من أجل تغيير العقلية والنظرة السائدة باتجاه المرأة ودورها في المجتمع اللبناني، ويجب مشاركة كل الفئات في العمل البلدي، ولا يجوز تهميش أي فئة منها، والعمل البلدي مهم جداً، و”البلدية مش تفصيل – البلدية عقياس البلد”، ويجب مشاركة الشباب والنساء فيها، وهم جزء من الحياة العامة، ويجب أن نقوي دور البلديات لأنها جزء أساسي ومصيري في حياتنا اليومية”.
ثم قدّمت منسّقة المشروع ديما طفيلي، عرضاً مفصلاً عن مراحله، فقالت: “تتضمّن هذه الحملة الوطنية إعلان مصوّر ولوحات للطرقات تحمل الشعار نفسه “البلدية عقياس البلد”، كما تتبعها بالتوازي حملة توعوية على وسائل التواصل الإجتماعي، عن أهم المعلومات التي يجب معرفتها في قانون الإنتخابات البلدية والإختيارية. وتهدف الحملة إلى إلقاء الضوء على أهمية المشاركة في الإنتخابات البلدية والاختيارية وخصوصاً النساء والشباب، إذ ما زالت نسبة مشاركتهم في الإنتخابات البلدية والإختيارية ضئيلة جداً، حيث أنّ تمثيل المرأة وصل إلى 5.4% من مقاعد المجالس البلدية بعد إنتخابات 2016”.
وأضافت طفيلي: “تحضيراً للإنتخابات البلدية والإختيارية المقبلة، تمّ إعداد هذه الحملة التوعوية في إطار مشروع “تعزيز مشاركة المرأة والشباب في الانتخابات البلدية” بالشراكة بين “برنامج الأمم المتحدة الإنمائي”، وجمعية “نحن” وبتمويل من الإتحاد الأوروبي والوكالة الأميركية للتنمية الدولية. ويهدف هذا التعاون إلى إشراك النساء والشباب، بشكل فعّال في الانتخابات البلدية والاختيارية المقبلة، وإلى استعادة ثقتهم في العملية الانتخابية وضرورة مشاركتهم في عملية صنع القرار، والإيمان بأهمية المؤسسات العامة، من خلال الدعوة إلى الإصلاحات الشاملة التي من شأنها تحسين العملية الانتخابية، و/أو الدعوة إلى عملية انتخابية شاملة تراعي الفوارق بين الجنسين”.
ثم عرض فيلم وثائقي عن دور البلديات في المجتمع والبيئة التي نعيش فيها.

 

بييارد
ثمّ تحدث بييارد، فالقى كلمة أكد فيها: “أبدي فخر الاتّحاد الأوروبي بالمشاركة بهذا المشروع – الحملة، أنّ هذه الجلسة الحواريةً ليست ختامية، بل هي في الحقيقة جزءًا من مشروع متكامل، واردنا ان تفتتح مرحلة جديدة من العمل، حيث يهمّ الاتّحاد إجراء الانتخابات البلدية والاختيارية بشكل ديمقراطي وشفّاف وسليم، وتشارك فيها جميع الفئات العمرية في المجتمع اللبناني، فكلّ صوت يستحقّ أن يُسمَع، ونريد أن نلحظ الارتفاع التدريجي لنسبة مشاركة النساء في المجالس البلدية، بين الدورتَين الأخيرتَين. ورغم ذلك نشدّد على أنّ هذه النسبة لا تعكس دور المرأة الحقيقي في المجتمع اللبناني، واليوم توجد فرصة فعلية لدفع هذا التمثيل إلى الأمام. وذلك من خلال عمل الاتّحاد الاوروبي على تطوير كوتا جندرية، للانتخابات النيابية المقبلة 2026، واستمرار مناصرته للكوتا الجندرية في الانتخابات البلدية والاختيارية المقبلة” .
وختم بييارد: “نشكر جهود المشاركين في هذا المشروع -الحملة لناحية دفاعهم عن الديمقراطية ومناصرة حقوق المرأة والشباب ودفعهم للانخراط في عملية صنع القرار ،من خلال المشاركة في الانتخابات النيابية والبلدية والاختيارية، ترشيحًا وتصويتًا واقتراعًا وليكونوا جزءً لا يتجزأ من العملية الانتخابية برمتها”.
صالح
ثم تحدث صالح، فألقى كلمة أكد فيها: “منذ عقدين من الزمن وعمل “برنامج الأمم المتحدة الإنمائي” على دعم لبنان، لكي يجري الانتخابات البلدية والاختيارية والنيابية فيه، بشكل شفاف وديمقراطي وسلوك حر، وتحديداً على المستويين المحلي والوطني، وذلك لن يتحقق إلا من خلال تعزيز الجنس والمساواة وإدماج المرأة والشباب والأشخاص ذوي الإعاقة، الذين كانوا في قلب هذا العمل وعلى جميع مستويات التدخل، الإدارة الإنتخابية، مشاركة الناخبين، تمثيل المرأة في البرلمان والبلديات”.
وأضاف صالح: “كما نعلم جميعاً، إن الانتخابات البلدية والاختيارية المقبلة، خلال شهر أيار المقبل 2024، من المرجّح أن تتم في بيئة صعبة وغير مؤكدة. وإن “برنامج الأمم المتحدة الإنمائي”، قدّم المساعدة الفنية الجوهرية والدعم التشغيلي، لوزارة الداخلية والبلديات إستعداداً لتلك الإنتخابات، وسيستمر على هذا المنوال حتى إنتهاء الإنتخابات البلدية الأخيرة المقبلة. وسيواصل البرنامج العمل على تعزيز المساواة بين الجنسين، لا سيما في ضوء حقيقة واضحة للجميع، لناحية إن المرأة تشكّل مجرد 5.4% من المجالس البلدية، ولقد أصبح الكثير من هذا العمل ممكناً ومتاحاً، بفعل الدعم السخي من شركائنا الإتحاد الأوروبي، والوكالة الأميركية للتنمية”.

وتابع صالح: “إن التغيير يأتي من خلال القاعدة الشعبية، المتمثلة بالمواطنين من النساء والرجال المتعلّمين والقادرين على اتخاذ القرارات المستنيرة لدعم الإدماج والمساواة بين الجنسين وحقوق الإنسان، وإننا فخورين بشراكتنا مع منظمة “نحن”، التي من خلالها قمنا بعقد جلسات توعية في جميع أنحاء البلاد، لأكثر من 400 إمرأة وشاب، حول دور البلديات وإجراء الإنتخابات فيها، واكتسب المشاركون فيها أهمية معرفة دور المجالس البلدية، هيكلهم التنظيمي، الواجبات والمسؤوليات، وكيف تؤثر خدماتهم على الحياة اليومية لمجتمعاتهم”.
وختم صالح: “كما تعرّفوا على قانون الإنتخابات البلدية، الذي يوفّر الإطار الذي تجري بموجبه الإنتخابات البلدية، بما في ذلك الأحكام القانونية المنظمة للإنتخابات البلدية، ونظام الإنتخابي، واكتشاف سُبُل جعل هذه الإنتخابات أكثر شمولاً وحساسية، لناحية منع الفوارق بين الجنسين، وضرورة إجراؤها بشكل نزيه وديمقراطي وشفاف وسليم، وهناك مبادرة أخرى أود التسليط الضوء عليها، بالشراكة مع الإتحاد الأوروبي والوكالة الأميركية للتنمية الدولية لناحية تطوير وتعزيز مقترح الحصص بين الجنسين في حال اعتماده، وضمان تمثيل المرأة بنسبة 40% على الأقل في المجالس البلدية، في الإنتخابات البلدية المقررة في شهر أيار المقبل”.
جلسة حوار ونقاش
ثم عقدت جلسة حوار ونقاش، اشترك فيها النائبة قعقور، رئيسة بلدية بعقلين واتحاد بلديات الشوف السويجاني، وعميدة كلية الفنون والعمارة في الجامعة اللبنانية سابقاً الدكتورة نهى الغصيني، رئيسة منظمة “فيفتي فيفتي” ندى بو فرحات، وأدارها الدكتور علي مراد.

شاهد أيضاً

أبو ستة للميادين: منع دخولي إلى أوروبا هدفه ألا أدلي بشهادتي أمام “الجنائية الدولية”

الطبيب الفلسطيني، غسان أبو ستة، يؤكد أنّ الهدف وراء منعه من دخول أوروبا هو منعه …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *