“ليه هيك يا طرابلس”

 

يعلو صوت الطرابلسيون بكافة الوسائل للإعلام عن تهميش دور المدينة وسحق قدراتها!

وطبعًا الطعنة دائمًا من القريب قبل الغريب! فترانا نتسارع لإلقاء التهم وتحميل الذنب على هذا او ذاك من دون تجنّي، لأنه واقع فرض نفسه على المدينة منذ عقود، وبتنا نرى الجماعات المحظية برعاية الزعيم منتشرة بحركة من دون بركة ولا هدف غير الاستعراض!

ثمَّ نستصرخ المسؤولين من كل لبنان، أين أنتم، أليست طرابلس جزء من لبنان؟ لماذا الاهمال والتجاهل لثاني اكبر مدينة لبنانية غنية بكل المكونات والمقومات؟
ونكرر هذه الأسطوانة المشروخة التي نرددها في كل مناسبة وخطاب! ونعود ونكرر ونستنكر ونشجب كل يوم، كل عام، صرخات طرابلسية تستهدف آذان المسؤولين ولكن “دق يا طبل عند الطرشان”!

حسنًا إلى هنا، نحن متفقين ومش مختلفين ليبدأ الشق الثاني الذي يستدعي الخلاف والخلافات!! جاء وزير الثقافة بمشروع يستنهض المدينة معنويًا إعلاميًا ثقافيًا اجتماعيًا وليس ماديًا حيث ان الدولة العلية لا تملك موازنة مالية وبالكاد تعمل كسائر كل المؤسسات التي نهبوها الزعماء.. وهنا انقسمت الجماعات والجمعيات لتصبح أفرادًا منفردة يعمل كلٌ على ليلاه!!

المفارقة أنه عوضًا عن الاهتمام بمن أتى ليهتم بنا حيث غاب دور زعماء ومسؤولين المدينة الذين لا تربطهم معنا إلا انتخابات دورية (كل أربع سنين).. شرعنا بمهاجمته ومحاربته؟!

فنحن، وبالرغم من حاجتنا إلى مسؤول يتابع شجون وهموم المدينة، ويعرف عن قرب قدرات وامتيازات البعض؛ والذي نتخيله موجوداً ولا نجده حولنا! فإذا أتى اي مسؤول من خارج المدينة، نرميه بالتهم والفتن والذي منه!!

دعونا نسمي الأشياء بأسماؤها عن التخبُّط “الثقافي” الحاصل الآن! فهناك الكثير من يشكر المدير العام السابق في وزارة الثقافة إبن الضنية، وهناك الكثير منا لم ير من خيره او شره بالرغم من عديد المحاولات، مما يضعنا امام سيناريو واحد، أنه من الصعب ان ترضي كل الناس!! فنحن مثلًا لم يكن لنا نصيب من الاهتمام من قبل دكتور الصمد كما كان للبعض! وبالتالي لم نقم قيامة أحد، أو نعلن أو نُشهر بالتقصير أو التحيُّز!

وبالعودة إلى موضوع الساعة وإعلان “طرابلس عاصمة الثقافة العربية” كنتُ شخصيًا أول المهمشين من أبناء مدينتي وزوار صالوني الثقافي، الذي فتح أبوابه لكل لبنان، من دارة جمعت فيها كل الأقطاب، وفي مدة قاربت العشر سنوات، فكافؤوني بوضع اسمي طي الأدراج!!
عادي، هذه مدينتنا وهذه عاداتهم، إقصاء الناجح العصامي المستقل، وإبراز التابع والتبع بغض النظر عن الكفاءة.. وطبعًا سرعان ما تعدّل هذا الوضع بعد الموقف الغربال الذي سقط فيه الكثير كالعادة، لأن الشمس ساطعة والناس قاشعة، وبالتالي فالنجاح له أصوات وصدى مهما حاولوا طمسه!!

المهم، هذه الحملة الشعواء على شعار ومشروع يخص طرابلس لا تفيد إلا الزعيم الذي سائَه أن يأتي من يضيء على إهماله وتقصيره بحق مدينته فأطلق الأبواق، وفتتَ الجموع، ونشر الذباب الإلكتروني لمهاجمة كل من تُسوّل له نفسه بالاقتراب من هذه المدينة لإحيائها وتفعيلها!!

ممنوع بأمر الزعيم المُتحكِّم بأمور هذه المدينة!!

المدهش في الموضوع، أنه برغم كل الويلات والمآسي التي يعيشها الطرابلسي إلا انه ما زال يقع في الأفخاخ ويُرضي (عن قصد او دون قصد) ما يريد الزعيم، فيحصل الأخير مجددًا على مراده من خلال تفردّه بالتحكم في كل زوايا المدينة!!

أنا شخصيًا أؤمن أن عدو الداخل هو المسبب الرئيسي في استفحال الجهل والفساد من خلال خالص التبعية للزعيم!!
أنا شخصيًا أُصرّح أن من قتل طرابلس هو الرئيس والوزير والنائب والمسؤول وحاشيتهم المستبدة بالمدينة!
وبالنتيجة أنا شخصيًا مع أي جهة تمد لنا يد العون، وتعمل على ملء الفراغ الذي خلّفه جميع مسؤولين المدينة!

والعجب العِجاب، أننا متفقين على أغلب ما ذكر، ولكن يبقى السؤال الأهم لماذا الطرابلسي هيك؟! هل صحيح انه بيحب خنّاقه؟!
لماذا في مدينة العلم والعلماء يختلف فيها كل المتعلِّمين وحَمَلة الشهادات والمُثقفين؛ وماذا سيجني هذا التصرف والتشرذم وأي مصلحة تعود على المدينة وأهلها؟!

أي مصلحة؟! هنا لُبّْ الموضوع!!
مَنْ المستفيد مما يجري على أرض الفيحاء غير الزعماء والمسؤلين وموظفيهم وأبواقهم؟!

يا أهل طرابلس لماذا تنتقدون وتلعنون وتمقتون أوضاعكم ثم تتزاحمون لخدمة لصوصها السياسيون؟!
يا أهل طرابلس لماذا لا تفعلون ما تقولون.. وتخدمون من حيث لا تعرفون مصلحة واحدة، هي مصلحة من يتحكّم برقابكم وأفكاركم وجيوبكم؟!

يا أهل طرابلس، أليس بينكم رشيد، حكيم، واع، مثقف، متبصّر؟

صالون ناريمان الثقافي – Nariman Cultural Salon
٨/٣/٢٠٢٤
طرابلس-لبنان

شاهد أيضاً

حلى كراميل وشوكليت..🤎🍯

​​ #طبقة_البكسوت: ١٥ حبه دايجستف + ٣ م حليب بودرة محموس ١ اصبع زبده + …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *