بقلم علي منير مزنر
ألبستهُ أمه ثيابهُ الخضراء.. مع موسمِ الربيع.. من خلالِ حقول القمح… وهو يحتضنُ كل شيءٍ أخضر… ويحتضنهُ والده بكفنهِ الأخضر.. ويغادرُ الرّبيع… ويبقى الاخضرارُ يلمعُ في عينيْكَ… في ربيعِ الحزن فاضت بكَ الشّهادة… والشمسُ على حبلِ الظّهيرة… ماذا تبقى من ظلّكَ… بعدما فقدتَ ربيعكَ الأخضر…. الذي كان مدججاً بألوانِ الطّيفِ المُحنّى بدمِ الشّفق…
أميرٌ أيقظَ فراشات خلّةِ المغارة… مع طيورِ الصباح الهادئة في خلّة الدخون….
لا سبيلَ لمعرفةِ السّبيل ليدورَ حول السّراب كالفراشاتِ الرّاقصة… لتوقظهُ الطيور….
مع رائحةِ الأرضِ بعد المطر تنحني غيمةٌ سوداءَ تغطي أدَيمَ الأرض بلونها الرّمادي… ليخشعَ الرّمادي من لهفةِ الشُهداء…
فيكونُ الحزنُ خلفَ أجنحة الرَحيل نجمتانِ في كبدِ السماء… وطيرانِ من طيورِ السماء تُحتسبُ أمطاراً ملونة …..
… و يبقى الدّمعُ يرافقُ أشرعة القلوبِ في زوايا الصّمت.. بعدما امتُزجَ ترابُ الصّوانة بدماؤكما
أمير….. وحُسين….
سلامٌ عليكما حيث ولدتُما…ويوم استشهدتّما.. وحيث يبقى أثركما بين ترابِ الصّوانة لتستحمَّ شقائقُ النُعمان في روابي القنطرة…
الطيورُ… موعدها الجنّة حيثُ دوام الحبِّ والبقاء..