السيد نصر الله: من يُهدّدنا بالتّوسعة في الحرب نُهدّده بالتوسعة

أحمد موسى

كواليس|| مُبلسِمَاً بكلماتِه كلَّ الجراح ، مُطفِئاً كل الأوجاع ، مُبرِّداً الآهات ، ومحرراً النفوسَ الثوريةَ من الزواريبِ والازقةِ الدنيّة ولوكات بعض الصغار ، بإطلالة الأمينِ على الجراح كما النفوس اللاهفة شوقاً وطمأنينة ، ال-س-ي-د ح-س-ن ن-ص-ر الله في يومِ الجريحِ والأسير ، كانت المواقفُ (الثوابتُ) ثابتة راسخة عزم الرجال جبال شامخة في أرض صلبة خصبة معطاءة.

معادلة القوة ثبّت دعائمها “عندما تقفُ الحربُ في غزة ، يتوقفُ اطلاقُ النارِ في جنوبِ لبنان ، واِن اكملَ العدوُ اَكمَلْنا ، وان وسّعَ وسَّعْنا” ، قالها ال-س-ي-د ، وبموازين الثبات رسم معالمها ، أكدَ سماحتُه أنَّ عدوَا ضعيف هزيل مفكك مهزوم “ليس في موقعِ فرضِ الشروطِ علينا” ، وخريطة رسم خطوط باستراتيجية محكمة ، ثبّت قواعدها أنَّ كلَ الوفودِ التي تأتي إلى لبنانَ “هدفُها الوحيدُ أمنُ تل أبيب” ، داعياً لبنان الرسمي”لوضعِ شروطٍ إضافيةٍ” وليسَ فقط تطبيقُ الـ1701 ، وبوضوح الرؤية كان واضحاً “كلُ الإحتمالاتِ مفتوحةٌ” ، واذا ما قرروا توسعةَ الحرب “فليتحضرِوا لاستقبالِ مليونَي نازحٍ من الشمال” ، واضعاً بذلك الكرة في ملعب الإسرائيليين “خياركم الوحيد أوقفوا الحربِ على غزةَ” ، و”رفح” تلاحق العدو ارقا وقلقا وخيبة وعدّاً لقتلاه وجرحاه وأصحاب العاهات ، ليثبت الميدان “ورقة التفاوض” أمامَ التهويلِ الصهيوني والأميركي واِن توزّعا الأدوار ، مُدخلاً نتنياهو تلويحاً بورقةِ رفح ابتزازاً للجميع ، حتى سيدِه الأميركي ، ليواجَهَ بالثوابتِ التي ليسَ اقلَها وقفُ العدوانِ كشرطٍ لأي اتفاق ، ولن يُغيّرَ من العزيمةِ حربُ الإبادةِ التي تخاضُ ضدَ الشعبِ الفلسطيني على مرأى العالم.

ن-ص-ر الله

أكد الأمين العام ل-ح-ز-ب الله ال-س-ي-د ح-س-ن ن-ص-ر الله أنّ “من يُهدّدنا بالتّوسعة في الحرب نُهدّده بالتوسعة، ومن يتصور أن ال-م-ق-ا-و-م-ة في لبنان تشعر لو للحظة واحدة بخوف أو ارتباك فهو مشتبه ومخطئ تمامًا ويبني على حسابات خاطئة”، ولفت إلى أن “ال-م-ق-ا-و-م-ة اليوم أشدّ يقينًا وأقوى عزمًا على مواجهة العدو في أيّ مستوى من مستويات المواجهة”.

وأشار سماحته إلى أن “على وزير الحرب الإسرائيلي أن يدرك أنّه إذا شنّ حرباً علينا فإنّه سيكون لديه مليونا نازح من الشمال وليس مئة ألف”، وأضاف “إذا نفّذ العدو تهديداته ضدنا عليه أن يدرك أن المئة ألف الذين غادروا الشمال لن يعودوا”.

كلام ال-س-ي-د ن-ص-ر- الله جاء خلال الاحتفال التكريمي الذي أقامه ال-ح-ز-ب للجرحى والأسرى ال-م-ق-ا-و-م-ي-ن في يوم الجريح ال-م-ق-ا-و-م ، حيث أشار إلى أن “هذه الجراح والدماء صنعت لشعبنا ولوطننا الكثير من الإنجازات الحقيقية”.

ولفت ال-س-ي-د ن-ص-ر- الله إلى أن “الجرحى والأسرى هم أولى الناس بالحفاظ على الإنجازات لأنهم شركاء في ذلك، وال-م-ق-ا-و-م-ة هي جزء من وجودهم وكرامتهم”. ، ف”مسؤوليتنا المحافظة على الإنجازات”.

وتابع ال-س-ي-د ن-ص-ر- الله “نتوجه إلى كل عوائل الشهداء في كل جبهات ال-م-ق-ا-و-م-ة الذين قضوا في هذه الأيام بالتبريك والتعزية، ونسأل الله أن يمنّ على الجرحى بالشفاء العاجل”.

وبارك سماحته لـ “الإخوان في الحرس الثوري في إيران يومهم وعيدهم الذين هم بحق ومنذ البداية السند الحقيقي والداعم القوي لكل حركات ال-م-ق-ا-و-م-ة”، وقال “ما يعيشه اليوم محور ال-م-ق-ا-و-م-ة من مواقع قوة فإنما هو ببركة هذه الثورة الإسلامية التي انتصرت في مثل هذه الأيام”.

ولفت ال-س-ي-د ن-ص-ر- الله إلى أن “ما جرى ويجري على الناس في قطاع غزة من رعب وغارات تستهدف المنازل والمساجد والمخيمات يجب أن يزلزل وجدان كل الناس في هذا العالم وأن يستشعروا المسؤولية”.

وأردف سماحته “130 يوماً من الصمود الأسطوري للمقاومين في غزة ومن البطولات التي تصل إلى حدّ الإعجاز والصبر الذي لا مثيل له في التاريخ، و130 يومًا من الفشل الإسرائيلي وعجزه عن تحقيق الأهداف” ، وأضاف “129 يوماً من الدعم والإسناد والتضامن من دول محور ال-م-ق-ا-و-م-ة والعديد من شعوب العالم”.

وشدد ال-س-ي-د ن-ص-ر- الله على أنه “في جبهتنا اللبنانية نحن منسجمون مع إنسانيتنا ومع قيمنا الأخلاقية ومع مسؤوليتنا الشرعية والدينية ويجب أن نُعدّ للقيامة جوابًا، وفي هذا لا تأخذنا لومة لائم”.

وأكد سماحته أن “الجبهة في جنوب لبنان هي جبهة ضغط ومساندة ومشاركة في إلحاق الهزيمة بالإسرائيلي وإضعافه حتى يصل إلى النقطة التي يقتنع فيها أن عليه أن يوقف عدوانه على غزة”، ولفت إلى أن “الإسرائيلي مأزوم وليس في موقع من يفرض الشروط ، ولبنان هو في الموقع القوي والمبادر ويستطيع أن يفرض الشروط”.

ودعا ال-س-ي-د ن-ص-ر- الله “الموقف الرسمي اللبناني إلى أن يضع شروطًا إضافية على 1701 وليس تطبيق القرار”.

ال-س-ي-د ن-ص-ر- الله أكد أن كيان الاحتلال يحسب ألف حساب للبنان بسبب ال-م-ق-ا-و-م-ة ، والعالم يرسل الوفود بسب الجبهة الجنوبية، وقال “هذه التجربة اليوم ثبّتت موازين الردع وأثبتت أن لبنان لديه قوة رادعة”.

وبيّن سماحته أن “فتح الجبهة اللبنانية مع الاحتلال شكّل مصلحة وطنية بالدرجة الأولى لمنع انتصار “إسرائيل””، وقال “أمام ما يجري في غزة فالمصلحة الوطنية في دول المنطقة قبل المصلحة الفلسطينية هي في خروج “إسرائيل” مهزومة”، وأضاف ، “إسرائيل المردوعة” كما حصل بعد 2006 إلى اليوم هي التي يمكن أن يُحدّ من خطرها على لبنان وعلى دول المنطقة وشعوبها، و”إسرائيل القوية” تشكل خطراً على المنطقة”.

ال-س-ي-د ن-ص-ر- الله لفت إلى أن “الذي يتحمل العبء الأول اليوم في الجبهة اللبنانية هم أهلنا في القرى الأمامية وأهل الجنوب، ويتضامن معهم لبنان”، وقال “القرى الحدودية هي التي تمارس فعل ال-م-ق-ا-و-م-ة من خلال الآلام والتضحيات ويجب احترام إرادتها أيضًا”.

وأوضح سماحته أن “في الجنوب والقرى الأمامية هناك أغلبية ساحقة وعابرة للطوائف تعبّر عن إرادتها وقرارها وتمارس فعل ال-م-ق-ا-و-م-ة”، وقال “أهل القرى الأمامية هم الذين يقاتلون وهم الذين يقدمون أولادهم شهداء، وهناك عدد كبير من الشهداء من القرى الأمامية”.

وأشار ال-س-ي-د ن-ص-ر- الله إلى أن “ظاهرة الإصرار من أهل القرى الحدودية على أن يشيّعوا الشهداء في القرى الحدودية وتحت عيون المواقع الصهيونية المحتلة هي تعبير عن الإرادة والخيار ال-م-ق-ا-و-م”، وأكد أنه “سيُعاد بناء البيوت المدمّرة في الجنوب وأحسن مما كانت”.

وبيّن سماحته أنّه “رغم هزيمة ال-م-ق-ا-و-م-ة لجيش الاحتلال الذي لا يُقهر فإن البعض يجادل بجدوى ال-م-ق-ا-و-م-ة”، وقال “هناك أطراف لها أحكام مسبقة أيًّا تكن الإنجازات والانتصارات وتصف ما يتحقق بأنه إنجاز وهمي”، وأشار إلى أن “هذه الفئة التي تدّعي أن “القانون الدولي يحمينا” وتجادل في جدوى ال-م-ق-ا-و-م-ة “ميؤوس منها””، وأضاف “في الجلسات الداخلية هؤلاء الذين لديهم مواقف مسبقة يعترفون بالإنجازات لكن علنًا لا يقرّون”.

وحول زيارات الموفدين الغربيين إلى لبنان، قال سماحته إن هذه الزيارات “لها هدف وحيد وهو “حماية “إسرائيل” وإعادة المستوطنين إلى الشمال””، وأضاف “الوفود الغربية لا تتناول في أوراقها أي أمر يتعلق بما يحصل في غزة من عدوان وجرائم”.

وأشار إلى أن “الوفود الغربية تطالب بتنفيذ الإجراءات التي يريدونها ولا يتناولون مسألة الأراضي المحتلة والاعتداءات الصهيونية وغيرها من أمور بل يركزون على “أمن إسرائيل””، ولفت إلى أن “الوفود الغربية التي تستعين بتصريحات إسرائيلية تحاول التهويل علينا”.

ال-س-ي-د ن-ص-ر- الله أكد أن “الجبهة في جنوب لبنان هي جبهة ضغط ومساندة ومشاركة في إلحاق الهزيمة بالإسرائيلي وإضعافه حتى يصل إلى النقطة التي يقتنع فيها أن عليه أن يوقف عدوانه على غزة”، وقال “مارسوا التهويل ما شئتم فإن ذلك لن يؤثر علينا. حتى شن الحرب لن يوقف عملياتنا”.

ولفت إلى أن “هناك جوًا كبيرًا من التهويل في لبنان يشارك فيه سياسيون وشخصيات يرقى إلى “مستوى الانحطاط الأخلاقي والسفالة”، وأضاف “هناك أطراف في لبنان تهول على أهل الجنوب ببدء الحرب وهذا يعتبر “أسفل السافلين””.

وحول الحرب النفسية التي يشنّها العدو، قال سماحته “يجب الانتباه إلى ما يُشاع على مواقع التواصل بهدف تخويف الناس والمس بإرادتهم وموقفهم”، وأضاف “يجب الانتباه إلى أن بعض مواقع التواصل تقدّم معلومات مجانية للعدو”.

وشدد سماحته على أن “هذا الخلوي الذي بأيدي الناس هو جهاز تنصّت”، وقال “العدو استغنى منذ زمن عن العملاء لأن جهاز التنصت (الخلوي) هو معكم ويحدد مكانكم وينقل كل شيء”، وأضاف “العميل هو الخلوي الذي بأيديكم، وهو عميل قاتل”.

وفيما دعا سماحته “إلى الاستغناء في هذه المرحلة عن أجهزة الهاتف الخلوي”، قال: “الإسرائيلي ليس محتاجًا لزرع عملاء على الطرقات فالكاميرات الموصولة على الإنترنت تخدم أهدافه، وهو يرى كل شيء”، وأضاف “فلتقطعوا كل الكاميرات عن الإنترنت، وهذا واجب شرعي لأن التساهل فيه يؤدي إلى مزيد من الشهداء”.

وأكد سماحته “أننا نتابع كل التطورات في المنطقة والاحتمالات مفتوحة”، وأضاف “نقاتل في الجنوب وعيننا على غزة”، وتابع “عندما يتوقف العدوان على غزة سيتوقف إطلاق النار في الجنوب”.

وأردف “وزير الحرب الإسرائيلي قال إنه “سيكمل في الجنوب”، فأهلًا وسهلًا، ونحن نكمل في الجنوب”، وأضاف “عندما يتوقف عدوان العدو في غزة سنتوقف، وعندما يقوم العدو بأي عمل سنعاود العمل على ضوء القواعد والمعادلات وستكون ردودنا متناسبة وهي دائمًا فعالة ومؤثرة”.

ليختم سماحته مؤكداً أنه “إذا نفّذ العدو تهديداته ضدنا عليه أن يدرك أن المئة ألف الذين غادروا الشمال لن يعودوا فليتحضرِوا للملايين”.

 

شاهد أيضاً

قمة عربية في واد سحيق!

د. عدنان منصور* كثيرة هي القمم التي يتابعها العالم، وتنعقد على مستوى رؤساء وزعماء الدول. …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *