إكسير الحياة

الدكتورة سلوى شعبان شعبان
باحثة بالقضايا النفسية والاجتماعية

من منا لايبحث عن الحب ..؟؟ومن منا ليس بحاجة للحب؟ كلنا كبشر نحتاج الحب في حياتنا وتفاصيل وجودنا لما له من تأثير إيجابي مميز ينعكس تلقائيا” على كل شيء بدفئه ومفعوله العجيب والساحر ..هذا الدفء الذي يلف أرواحنا بالطمأنينة والراحة ويجعلنا ننطلق في الحياة للإنجاز وتحقيق مانريد ..وكما جرت العادة عالميا” وخاصة في الدول الغربية والأجنبية الاحتفال بعيد الحب عيد العشاق أو( عيد القديس فالنتاين الذي كان يراعي العشاق ويدافع عنهم في العصور الرومانية القديمة ))
فهذه المهرجانات التي تقام في الساحات العامة في معظم العواصم الغربية والحفلات الضخمة ..وهذا الصخب والبذخ في إحياء هذه المناسبة السنوية والتي تعني الكثير والكثير للجميع والتي تحض لوجود المحبة في القلوب وضرورة اقتران قلوب العاشقين مع بعضها..ولأننا بحاجة ماسة للحب والمحبة ..حب الحبيب وحب الأهل والأصدقاء ..
انتقلت هذه الظاهرة الإجتماعية لمجتمعاتنا الشرقية وأصبحنا نحتفل بها ونخطط بكافة السبل لنعيش طقوس هذا العيد بالرغم من التفاوت بالآراء حول الاعتراف به وعدم الاعتراف ..فأسواقنا كما غيرها أصبحت تعج بالمتسوقين وبالعروض التجارية للهدايا وللقلوب الحمراء والدببة والتذكارات التي ترمز للحب والمحبة .
ولو تساءلنا ماهو مفعول الحب على المراة والرجل ؟؟وماهو تأثيره النفسي وانعكاسه على شخصية ونفسية كلا الشريكين ؟ الجواب هو السعادة والسكينة بعيدا” عن التوتر والقلق والخوف ..هو طريقة واسلوب راقٍ للتخفيف من أعباء الحياة وهو بمثابة تجديد عقد الحب المشرع بين القلوب بما يرضي النفوس ووفق مراعاة الظروف والأحوال ..هو احساس بالهدوء والانتماء والاستقرار من خلال ماتفرزه الغدد الصم في أجسادنا من هرمونات السعادة التي تجعلنا بتوزان وتبديد للقلق والهموم والأحزان..وهذا مانراه على وجوهنا وجليٌ وبوضوح إذ نشعر بطفولة بريئة وشعور صعب وصفه والتعبير عنه ..مهما كانت أعمارنا وجنسنا .. ..فمن المنظور الواقعي ووفق بعض الدراسات هناك اتهامات عديدة ضد المرأة بأنها تبحث عن الماديات وعن قيمة الهدية المقدمة لها وهذا بنسب متفاوتة بين انثى وأخرى .. فبالنهاية وفي الأعماق هي تبحث عن قلب عامر بالحب يحتويها وعن طمأنينة تغنيها عن كل شيء وعن كلمة تشعرها بأنوثتها وضرورة تواجدها في حياة الرجل ..وفي الجانب الآخر ووفق نفس الدراسات نجد بعضاً من الرجال يحاولون دفع المبالغ المادية الكبيرة ليبرهنوا عن حبهم للأنثى التي يحبون وقد لايمتلكون الادوات العاطفية والوسيلة لإيصال مشاعرهم وعاطفتهم بصدق .وهم في سريرتهم يحاولون جذب انتباهها بما يقدمون من ماديات …وهنا نستطيع القول أن هذا العيد أخذ منحىً تجارياً بحتاً بعيداً عن جوهره ومحتواه فقيمة الحب هنا تحسب وكأننا نشتري سلعة ترد وتباع وتشترى في كل حين .بالرغم من ضرورة تواجد الهدايا ضمن هذه الاحتفالية لكن بالمنطق والعقل ومراعاة الحالة المادية ووفق اليسير والمعقول ..
فالحب يعطى مجاناً بنظرة من عين محب ..ومن ضمة حنان لقلب عاشق يحتوي أنثاه .ومن مداراة واهتمام دائم وثبات على هذا الحب وبكل الحالات والمتغيرات الحياتية ..
الحب هو اكسير الحياة وهو ضرورة لابد منها وعلى مدار الأيام والسنين كالماء والغذاء لنبقى على قيد الحياة ..نسجل أسماءنا نحن ننبض بالحياة

 

شاهد أيضاً

الشارقة تتصدر المشهد اليوناني مع الاحتفاء بها ضيف شرف الدورة الـ20 من “معرض سالونيك الدولي للكتاب”

بدور القاسمي: لسنا مجرد ممثلين لدولنا ولكننا مسؤولون عن قصة إنسانية مشتركة ● عمدة مدينة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *