رحلت هدى النعماني

د.سلوى خليل الامين


رحلت الشاعرة التي تصالحت مع الحياة بصوفيةثائرة
ثارت على الحياة ومن يدبر شؤونها من الناس اللاوعين.. واعتبرتهم لا يملكون الوعي الكامل لإدارة البلاد
آلمها ما يحدث في الوطن..هي الشاعرة المرهفة الرقيقة..وكان رأيها ان الأديان على تناحر حين تسيطر المذهبية
والقوميات على هزال حين الوطنية مهمشة.
حددت الشاعرة هدى النعماني الحياة بأنها الحب والمعرفة والمصير..فخاطبت رحى الذات البشرية التي لا يتقن امتلاكها..سوى قلة من الناس.
لم أعرفها معرفة وثيقة بداية الامر وكنت أظنها متعجرفة ومتكبرة فأحاذر الاحتكاك بها..لكن بعد فترة وجيزة وجدتها تقترب مني وتخاطبني بالقول: انت عظيمة يا سلوى
فوجئت واقتربت منها وسادت بيننا صداقة متينة لم تنقطع..لأني وجدتها رقيقة صافية شفيفة وحساسة جدا..وفجأة سمعت خبر الرحيل.
هدى..آلمني رحيلك وانت المؤتمنة على الحرف والكلمة ..حيث قرأتك مطولا وانت تقولين : “لمن الأرض.
لمن الله”..كنت ثائرة بهدوء شأنك شأن جميع الشعراء والكتاب الذين يعمدون إلى الصراخ اعتراضا ..بأقلامهم
بنورانية متجلببة بعافية الفصول..
قلت كلمتك..فتوحدت في كيانك شريعة السماء المنزلة.
كلمتك يا هدى كانت السيف البتار في زمن الجهل والجهالة..
وروحانيتك لهفةالعشق الإلهي الذي طالما تحدثنا عنه.
إلى جنان الخلد أيتها الصديقة الغالية.
لم يسعني وأنا أعزي ابنك سعادة السفير بسام وزوجة أبنك أنيس السيدة ناهد سوى الترحم على تلك الأيام التي أمضيناها سوية نعبّ من فرح الحياة..ما طاب لنا..ويوم رحيلك نقف عاجزين ان نودعك عن قرب بسبب هذا الوباء الخبيث كوفيد١٩.

إلى رحاب الله يا هدى..مثواك جنة النعيم.الفاتحة.

شاهد أيضاً

هذه هي نعمت شفيق أرادت خدمة الكيان

‏هذه هي نعمت شفيق أرادت خدمة الكيان فتسببت في مظاهرات 57 جامعة أمريكية ضد إسرائيل …