هــلا القلب غادرت وجه صبَاحاتِنا

عـلي رفـعـت مــهــدي

كبيرًا كان حزنُ ضيعتي علي النهري هذا العام الجديد ….
كبيرًا ، عظيمًا ، مأســـاويًّـــا ، كارثيًّا ، دامِعًا ،
مزنَّرًا بنجيع الموت والفقدِ
و[ فقد الاحبة غربة] … ونحن الذين نؤمن بالموتِ الحياة …. وحياة الرّجاء والمأساة …. على فقد الأحبة …
وماطِـــــرًا كانَ مطلعُ عامِنا
الذي اقتحم الموتُ فيه قلوبَ الحناين من شبابنا ورجالاتنا وامهاتنا …
مختطفًا فقيدة الشباب الراحلة الغالية
هلا احمد المكحل
وهلا … واحدة من اجمل امهات علي النهري الصبايا واعظمهِنّ حنانًا وعطفًا ومحبةً …
وهلا ….
كريمة الراحل الكبير احمد قاسم المكحل ، الأب الذي اعطى علي النهري حياته وجهده وسعيه وكدّه وتعبه وحرصه وعرق جبينه الذي كان يتصبَّب على تراب علي النهري يومَ شكَّل مع نظرائه من كبارنا أحد اعمدة جمعيَّة إنماء علي النهري …
وأخت الشَّباب الغوالي الزميل المتفاني في مسيرة التربية والتعليم قاسم ؛ وعلي ومحمد وعبد المطلِّب وعبدالله وحيدر وبلال والأختين العزيزتين دلال ورابحة…

هلا من هذه الشجرة الممتدة أصالةً ونبلاً وجمالاً وتضحيات ومقاومة ومواطنية صالحة في علي النهري ومن علي النهري الى كل لبنان … العابقة بالتربية التي أسس لها الوالدان الراحلان عن هذه الفانية ، وها هي هـــلا الأمّ والأخت الجميلة تلتحق بهما وبكلّ الأحبة الذين باتوا في جوار الرحمن في جنَّاتٍ وعيون ورحابِ مُلكٍ لا غلَّ فيه ولا حسد ولا ضغينة ولا نميمة ، حيثُ عوالم الصفاء والنقاء والسلام كما كان قلبُ فقيدة امهات صبايا علي النهري هـــــلا أحمــد المكحل … التي غادرتنا ولسانُ حالِها يردِّد :
سأموت
يغمر روحي الظمأى إلى وحي الخلودِ …
إشعاعُ دنيا حرَّة الآفاقِ تهزأ بالقيودِ …
لا البغي يكمن في زواياها ولا غل الحقودِ …
تتعانقُ الأرواحُ فيها كالأزاهرِ والورودِ ..
هـــلا … يا وردة العمرِ والأمومة
ها نحنُ نناجي الزَّمن … المعاناة …
فلترحلي يا غيوم الدمع والاحزان والمآسي …
فنحنُ لم يبقَ في حدقاتٍ عيوننا …. ونبضات قلوبنا
مكانٌ للأسنةِ والجراح والرماح والاحزان ….
فلترحلي يا اجنحة الموت ….
فلم يبق من أحبَّتنا سوى الذكريات ….
ولم يبقَ فينا سوى قارعةِ طريقٍ ننتظرُ عند خاتمتها ……
نعشَ الــــــرحيل
وما اقسـاهُ من رحيل …!!
لكأنّ بداية عامنا هذا تتمَّةٌ لعام الجدبِ والموتِ والبلاء والوباء والرحيل
هو عام ُ الحُــزْنِ …
حيث صلبَ الموت ُ أحلامنا
على خشب ِ الذكريات … وأتراح ِ الحياة ….
رِفقًا بنا ايها الموت …
رِفقًا بقلوبنا التي تتنفــسُك َ عدد أنفاس ِ نبضاتها …
رِفقًا بأجسادِ رجالاتِنا وامهاتنا وشبابِنا وصبايَانَا وأطفـالِنَا …
تستقرُّ تحت التراب ِ … وفي مآقي الأحباب ِ …
وفقد الأحبة غربة ….. ومأساة …. وكربة ونجيع …
رِفقًا بضعفِنا … وأطيافِنا البالية …
بقبورِنا … مستودَعِ لحظاتِ رؤيتنا الأخيرة …

هــــلا ….
آه ٍ للعمر …
آه للحزن ِ …
آه ٍ للدّمعِ …
ونحنُ الذين بتنا نبحثُ عن لحظة ِ فرح ٍ
عن بسمـة ٍ وضـحكةٍ …
نصطــنِعُ سعــــادة ً تختزن ُ موت َ القلب …
ونحمل ُ أرواحًا يقينها : إن هي الا ايام ٌ قليلة … وتدقُّ ساعة ُ الرّحيل …
مؤذِنَة ً باللقاء ِ ….
آه ٍ لعينيك ِ يا علي النهري
تذرفانِ دمع الود والحب والنقاء
والصفاء والحياء والثناء …
على هذه الثلّة من الأمهات والآباء والأبناء …
فسلام عليهم
يوم عاشوا على أرضك
ويوم غادروا الى سمائكْ وجنانكْ …
ويوم يبعثون الاحياء الشهداء ….
وقدري ان ارتِّــــل مع امام الحياة علي(ع)
لحظة رحيل الـــــزهراء
أَلا أيُّهَا المَوتُ الذَّيْ لَيسَ تَارِكيْ
أَرِحْنِـــي فَقَدْ أَفْنَـــيْتَ كُلَّ خَــليلِ
أَراكَ خَبيــراً بالذَّيـــنَ أُحِبُّـهُــمْ
كأنَّـكَ تَسْعَـــى نَحْــــوَهُمْ بِدليــــلِ
في مطلع هذا العام الذي غادرت فيه الأم والأخت والصديقة والرفيقة هلا والكثير من احبَّة القلب آيبين نفوسًا مطمئِنَّة الى ملكوت الله ، يبقى الأملُ بإيابِ أرواحِ الأحبة الى عالمِ الرحمة والمغفرة وثواب الله ….
هو حسبنا ونعمَ الــــوكيل !!!!

عـلي رفـعـت مــهــدي
الخميس 18 كانون الثاني 2024

شاهد أيضاً

طقوش التقى وفد من “تجمع العلماء المسلمين” في لبنان

عبدالله:” الاستمرار في عمليات القصف وارتكاب المجازر بحق أهلنا في غزة لن تنفع ولن تجدي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *