متى سنمتلك القرار؟

ليون سيوفي
باحث وكاتب سياسي

ألضغط الدولي الذي تمارسه بعض الدول، ولا سيما فرنسا وألمانيا وبريطانيا وأمريكا ، لفرض منطقة عازلة في جنوبيّ الليطاني هو هدف لدعم اسرائيل بشكل علني ولو كان على حساب لبنان وحتى على حساب العالم .. ولا أستبعد من القوات الدولية أن تعمد في المرحلة المقبلة إلى افتعال إشكالات مع الأهالي في المنطقة تبرر خلالها الضغوط لتمرير مخطط إقامة منطقة عازلة جنوبيّ الليطاني، لإبعاد حزب الله إلى خارج المنطقة.
وهناك قلق لمسؤولين أميركيين متزايد من أن العمل العسكري الإسرائيلي في لبنان إلى تفاقم التوترات على طول الحدود، مما قد يفضي إلى حرب إقليمية.
ويوماً بعد يوم، تزداد المواجهة على الحدود عبر رد حزب الله على القصف الإسرائيلي للأراضي والقرى في الجنوب اللبناني واستهداف المواقع الاسرائيلية.
ومن المفترض قدوم مستشار الرئيس الأميركي لشؤون الطاقة عاموس هوكشتاين والعودة إلى بيروت للقيام بوساطة بين لبنان وإسرائيل واستكمال المفاوضات لتحديد الحدود البرية بين البلدين.. بدءاً بالنقاط الـ13 التي سبق للحكومة اللبنانية أن تحفّظت عليها، بذريعة أن إسرائيل ما زالت تحتل أجزاء من الأراضي اللبنانية، رافضة الاعتراف بالخط الأزرق على أنه خط الانسحاب الشامل ما لم تنسحب من هذه النقاط.. ولتثبيت التفاهم على النقاط التي تم إنجازها من أصل 13 وهي 7 والعمل على النقاط المتبقية المختلف عليها وهي 6.
وعلى ضرورة التعاون لتهيئة الظروف السياسية المؤاتية لتطبيق القرار الدولي 1701.. وسحب قوة الرضوان التابعة لحزب الله من الحدود إلى ما بعد الليطاني ..
فغادر هوكشتاين تل ابيب عائداً إلى الولايات المتحدة الأمريكية نظراً لفشل زيارته إلى إسرائيل وعدم توصّله إلى إحراز أي تقدم هناك، في ظل تشبّث الموقف الاسرائيلي حيال المطالبة بنزع سلاح حزب الله في الجنوب، وضمان منطقة عازلة لحماية أمن المستوطنات قبل أي كلام آخر.
والمسار لن يتم قبل التوصل إلى اتفاق على وقف نهائي لإطلاق النار. وهذا أمر بات جلياً بالنسبة إلى الجميع، ما يعني إنّ أي زيارة للمبعوث الأميركي، ما لم يكن حاملاً مبادرة أو وساطة أو آليات حلّ لن تجدي في المرحلة الراهنة قبل أن تتوقف طبول الحرب.
متى سيكون قرارنا حيادياً وسيادياً داخلياً ونمتلك العزة والكرامة ونقرر مصيرنا دون وجود وسطاء للدول وبفرض قراراتهم ومصالحهم علينا؟
ونرفض إعادة إمارة لبنان الكبير كما يُطالب بها البعض.
وبقيام الجمهورية الرابعة لإنقاذ الوطن. ومشاركة عقلاء الحياة الوطنية المشتركة في الانتفاضة الثورية.

شاهد أيضاً

ميسر السردية تكتب:النار تأكل نفسها

الأزمة السياسية التي تعصف بالجبهة الداخلية للكيان و حدة الانقسامات التي أصبحت تتمثل بالخندقة الشرسة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *