“إسرائيل” و”الحزب” لا رغبة في فتح حرب واسعة إلا إذا… والرد الحتمي

• أحمد موسى

كواليس| تصاريح المسؤولين الأميركيين والمحللين المقربين من الإدارة الأميركية وفي الحلقة الضيقة من الرئيس الأميركي جو بايدن “لا يرون رغبة واضحة” من طرفي النزاع “ح-ز-ب الله أو إسرائيل” في خوض حرب ضد بعضهما البعض ترتقي إلى مستوى فتح جبهة إلى حرب واسعة.

 


بين الاحتمالية والفرضية

وينقل عن مسؤولين أميركيين تابعوا كلمة الأمين العام ل-ح-ز-ب الله ال-س-ي-د ح-س-ن ن-ص-ر الله مؤخراً وبعد ساعات على اغتيال المسؤول الكبير في ح-م-ا-س صالح العاروري في بيروت، أنه على الرغم من هذا “التقييم والقراءة الأميركية”، فإن التوتر على الحدود الإسرائيلية اللبنانية-الفلسطينية المحتلة موجود، ف-ح-ز-ب الله رسم قواعد اشتباك وفقاً لتقديرات الموقف الميداني الذي يتحكم بسير المعركة وهذا ما أكد عليه ن-ص-ر الله في خطابه الأخير ، حيث بدا ح-ز-ب الله يتعامل ميدانياً كمعركة “تكتية” لا حرب واسعة مطلقا النار على إسرائيل ب”انتظام”، فيما الإسرائيليون يردون على النار على مصادر الإطلاق متجنبين “توسيع المعركة”.

الإنسحاب الإسرائيلي من بعض المناطق التي احتلتها في غزة لا يجب أن يدغدغ العقول ولا يغرن البعض ولا ينطوي خدعة الإنسحاب على الكثيرين ، إذ يبدو وفقاً للمحللين النافخين في الفريق الحاكم المرتبط عضوياً باليمين والمتطرفين في تل أبيب الذين ليس لديهم النية “لإنهاء الحرب” بل يفكرون في توسيع المعركة على أكثر من جبهة ، فالعين على شمال فلسطين المحتلة التي تتصاعد رائحة البارود.

العين على الجولان

فالانسحاب لا يعني نهاية الحرب في جنوب فلسطين ، والأكيد لا يعني الهدوء على الجبهة اللبنانية – الفلسطينية ، فخفض وتيرة الحرب في قطاع غزة يزيد من “احتمالية الحرب الإسرائيلية على لبنان” وإن كان الأميركي لا يحبذ ذالك ، وهذا يدلل من خلال ما جاء على لسان ال-س-ي-د ن-ص-ر الأخير “يمارس علينا ضغوطاً كبيرة من دول العالم الكبرى لمنع توسعة الحرب” ، أمر يأخذنا إلى ما جرى في إيران والانفجار الذي استهدف مرقد قاسم سليماني ، حيث دعا المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران الإمام السيد علي الخامنئي إلى “العقلانية في التعامل مع الرد على التفجير وعدم المواجهة مع أمريكا” ، كلام فيه الكثير من المعاني والأبعاد من مقرري الحرب والسلام ، ضغوطات في صلب المواجهة وتهدئة في زمن الحرب والسلام في زمن سل السيوف في اغمدة اللاحرب واللاسلم وإن كان الميدان يفرض نفسه وسط قرع طبول الحرب وسوق المحيطات والبحار من البوابة الأميركية والرغبة الإسرائيلية لفتحها.

إنذار ح-ز-ب الله باحتمال اندلاع حرب واسعة ، هو مدلول ببعديه المحلي على جبهة الجنوب والعين على الجولان ، أما الأوسع فليس أبعد من باب المندب والحدود الشمالية لسوريا اللصيقة مع العراق ، وفي كلا الحالتين ، تتحرك الديبلوماسية الأميركية على ترانيم رأس خارجيتها انتوني بلنكن الذي يتبعه هوكشتاين ، حيث يحط بلنكن رحاله في الكيان الصهيوني مستكملا جولته التي ليست أكثر من “استطلاعية” على دول تشكل “المحور الأمريكي” ، والمتوقع أن يسمع فقط “سمعا وطاعة” ، باستثناء لبنان الذي إجابته جاهزة “أوقفوا العدوانية الإسرائيلية” وتجاوزاته وخرقه للسيادة اللبنانية والقرار 1701.

حجم الاستهداف

إلا أن ردعية احتمالية الحرب وتوسعة رقعتها محفوفة بمخاطر بدأتها واشنطن في سوريا مع استهداف الديبلوماسي والاستشاري الأمني الإيراني رضي الموسوي ، ثم عملية الإغتيال المزدوجة للقائد الفلسطيني صالح العاروري والقرار 1701 معا ، هو استهداف نسقه جهازي الموساد الإسرائيلي والاستخبارات الخارجية الأمريكية وبمشاركة تقاطع معلومات استخباراتية (عملاء) على أرض الميدان والرقابة والتتبع والرصد الميداني لتحركات العاروري ، حيث نفذت عملية الإغتيال بمسيرة أميركية متطورة الآداء العملياتي والمهام القتالية بواسطة صواريخ ذكية وخارقة ، استهدفت شقة العاروري بأربعة صواريخ على دفعتين متتاليتين للتأكد من تحييد الهدف ، بالتعاون مع الموساد الإسرائيلي الضالع في انتقاء الأهداف وبمساعة مؤكدة في الميدان ، فالأكيد أن نجاح هكذا عمليات لا يمكن ذلك من دون متعاونين على أرض الميدان والهدف ، موسعة الادارتين الاستخباريتين الأميركية والإسرائيلية من بنك الأهداف ، فكان الهجوم الإرهابي الذي طال زوارا لضريح سليماني في إيران سبقه استهداف للبحرية اليمنية (الحوثيين) إلى استهداف إحدى مقرات الحشد الشعبي في العراق واغتيال قادة بارزين في الحشد ، والقيادي الفلسطيني العضو البارز في منظمة الجهاد الإسلامي الفلسطينية ممدوح اللولو والمسؤول عن التواصل بين الداخل الفلسطيني والخارج ، كل ذلك يدلل على المرحلة التالية من الصراع الأميركي – الإسرائيلي وبين إيران وحلفائها في المنطقة.

حراك ديبلوماسي

في الموازات تطفو في المنطقة الحراك الديبلوماسي الذي يمهد في محاولة لانجاز إتفاق “الصفقة” بين إسرائيل والفلسطينيين وفتح كوة في جدار منع توسع الحرب وخلق جبهات جديدة ، وهذا يدفع الأميركي إلى التنصل مما سبق من استهدافات واغتيالات وإلصاق التهم بداعش من ضمن السياسة الأميركية المتبعة بهدف صرفها في الاستحقاقات السياسية الانتخابية القادمة ، فكان الحديث عن إفراغ البحر المتوسط من المدمرات وعدم الرغبة في المواجهة مع إيران وحلفائها في المنطقة ، وهذا ما سيداب عليه منسق السياسة الخارجية الأمريكية ضغطاً على إسرائيل حيث سنشهد تخفيفا في العمليات العسكرية في فلسطين وجنوب لبنان والسماح بالمزيد من إدخال المساعدات الإنسانية ، أما اسرائيل فلا تبتعد كثيرا عن اللغة والادبيات الأميركية لتؤكد “أننا لم نستهدف الضاحية الجنوبية ولا ح-ز-ب الله” في إشارة إلى اغتيالها العاروري ورفاقه. وسط ذلك ، تنشط جهات ديبلوماسية معنية في الملف اللبناني بعيد الغارة الإسرائيلية التي استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت، وأدّت لاغتيال القيادي الكبير في حركة “ح-م-ا-س” صالح العاروري و6 آخرين من قادة الحركة وناشطيها ، لاستمزاج الآراء ومعرفة حجم ردة الفعل من “ح-م-ا-س” و”ح-ز-ب الله”.

شاهد أيضاً

بدر ومتخرجي المقاصد استغربا الحملة على من يسعى لحماية اللبنانيين وأمنهم ولاستكمال الخطة الأمنية

  استغرب النائب نبيل بدر الحملة التي تشن “على من يسعى لحماية اللبنانيين وامنهم”، وقال …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *