الحب احترام..

🌹موقع مجلة كواليس اعداد زهراء 🌹

قالت لي إحداهن باكية : فعلتُ كل شيء و ضحيت بكل شيء من أجله ، غيَّرتُ من نفسي من أجله ، صبرتُ على الإهانة و عدم الاحترام من أجله ، ورغم ذلك لم يُقَدِّر أبدا تنازلاتي ..رغم كل ذلك رحل ..
كان تحليلي صادما بعض الشيء بالنسبة لها ، لقد أخبرتها بصراحة أنها السبب ، و أن المجهودات التي كانت تقوم بها لم تكن سوى محاولات يائسة للحفاظ على الرجل و ليس مجهودات لا مشروطة نابعة من القلب ..لقد كانت مجهودات نابعة من الخوف …خوف من التخلي و الوحدة و الفشل و الصورة السلبية عن المرأة الوحيدة في المجتمع.. و عندما تصبح علاقة المرأة مع الرجل أهم من علاقتها مع نفسها تحصل الكارثة …
المرأة عندما تقع في الحب تتقن الإقتراب و لكن لا تتقن الابتعاد ، تتقن إظهار عاطفة القلب و لكن لا تتقن الالتزام بحكمة العقل ، و تظن أنها لو أفرطت في العطاء سوف يبقى معها الرجل …
و لكن يحصل العكس ، عندما تفرط المرأة في التسامح و التضحية و التنازلات فهي غالبا و بدون شعور ترسل طاقة احتياج يائسة إلى الرجل ، في هذه الحالة يشعر الشريك الذي معها بالاختناق و الثقل و المسؤولية تجاهها ، و ذلك يعني أنها كلما تنازلت كلما شعر هو بالضيق لأنه يعلم أنها تتنازل حتى يهتم بها و يلتزم معها و يبقى إلى جانبها ، و هذا يجعله ينفر منها و يتصرف معها بقلة احترام و عدوانية، خصوصا عندما يكون متأكدا أنه اصبح المصدر الوحيد الذي تعتمد عليه في الامتداد بطاقتها .
المرأة التي يعشقها الرجل حتى لو كان اكبر متلاعب ، هي تلك التي تتقن الاقتراب ، و تتقن كل لغات الحب و العاطفة و الانوثة و لكن في نفس الوقت صارمة و تتقن الابتعاد إذا مُسَّت كرامتها أو تم التلاعب بها ..هي المرأة التي ترسل طاقة حب و ليس طاقة احتياج و يأس و لهفة على صورة اجتماعية لثنائي سعيد ..
هي المرأة التي تعطيه الحب و لا تفرض عليه القيد ، و لا تفرض عليه الاهتمام ، و لا تشتكي له مرارة الغياب أو تعاتبه على التقصير و عدم السؤال لأنها تؤمن انه لو احبها سوف يأتي إليها دون شكوى و دون دموع و دون ذل..
كوني قلبا عفويا صادقا ، أحبيه و لكن لا تنحني حتى يبادلك المشاعر ، فالمشاعر لا تباع و لا تشترى ، إذا ضحيتِ و تنازلتِ و غيرتِ من نفسك فأنتِ تحاولين شراء المشاعر و الحفاظ على صورة مزيفة أمام مجتمعك ،لهذا تعيشين تعيسة ، عندما تكونين في طاقة حب حقيقية فأنتِ بطبيعتك تجيدين الاستغناء ،لأنكِ تعلمين أن الحب بدون احترام الذات ليس حبا ، بل تعلقا ساما ..
لا تكوني مُنفرة بطاقة الاحتياج ، بل جاذبة بطاقة الحب و قيمة الذات .

قلمي ✍️ يكتب

شاهد أيضاً

الأسد: موقف سوريا من المقاومة يزداد رسوخاً.. وستقدّم كل ما يمكن للفلسطينيين:

الرئيس السوري، بشار الأسد، يؤكد ثبات موقف بلاده من القضية الفلسطينية والمقاومة، على الرغم من …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *