ميلادُ توأمِ روحي:

 

الحاج علي رفعت مهدي

أخي أبا محمَّد الحاج هاني علي عبدالله [حفظه الله] …
هو يوم ُ ميلادِك ، في ظلال مولدِ النُّور من أنبياءِ الله تعالى المسيح عيسى بن مريم[ع] !!!!
لأكثرِ من ربع ِ قرن ٍ من سنين العمر ، عِشنا معا ً ، ولا نزالُ ، في رحاب ِ حياة ٍ من نبض القلب ِ ، وصبوات ِ الأحلام ، وعذب الرؤى ، وصدق الأخوَّة ، وربيع العشق ، والمضيّ في دربِ السيِّد الأب لزمن ٍ آمنت ُ بوجودك أنَّه ُ لن يبور ، أو يتصحَّر ، في أزمنة ِ الكذبِ والتدليس ِ والمرآءة ، وشراء الذِّممِ والضَّمائرِ ، والمتاجرة ِ بالقيم ِ ، والمداهنةِ ، والنِّفاقِ … حيث تربَّينا يا أخي وكان تراب ُ الأرضِ ملحَ طعامِنا ، ونسمات ُ الأهلِ الأتقياء أديمَ حياتِنا ، وكانت ْ صلوات ُ الوفاءِ في محاريب ِ عينيك َ خشوع أدعيتنا التي حملتْ خلاصة َ الحب والعشق ِ والجمال ِ وصدقَ السَّريرة ِ لنفسِك التي لم تعرف غِشّا ً في شعور أو زيفا ً في قول ٍ أو تصنُّعًا في عاطفةٍ ؛ وإنّما كانت هذه النفس الكبيرة العظيمة التي قال فيها صاحبُنا ابو الطَّيب المتنبي :

وإذا كانت ِ النفوس ُ كبارا
تعبت ْ في مرادها الأجسَامُ …

وقد آعتقدتَ يا أخي _ ورفيقي وعشير عمري وحياتي _أنَّ مراد النفوس ِأصغر من أن تتعادى على ترَّهات ِ هذا الزمان … وعلى عادِيات ِ الضغائنِ والأحقادِ ؛ فتساميت َ حتى بلغت َ ذرى الصفاء ِ والمودَّة فكنت َ المعلِّم والمرشد والحبيب والزميل والصدوق في المشورة والرأي …

هكذا بكلِّ هذه المقاييس عرفتُك َ الى جوار ِ أستاذِنا وأبينا ومعلِّمنا ومرجعنا الراحل [ أبي عليّ ]السيد محمد حسين فضل الله (رض) ، ولا تزال ، كما انت َ في كلِّ الأزمنة ِ والأمكنة ِ إنسانَ الحب ِّ والنبل ِ والمودة ِ والمحبِّة ِ حتى آخر أنفاس ِ عمري …. !!!
في يوم ِ ميلادكَ !!!

أضيىءُ في عقلي شموع تجربتِك النبيلة …وعنادك في الحق … وحبك في الله وبغضك في الله … وأعود لسنين خلت من عمرينا مُستلهِما ً منها كل َّ لحظات ِ العهدِ ان أبقى معكم في درب الحياة بحلوها ومرارة ِ ما فيها … مع أختي الكبيرة العظيمة الرسالية الحاجة حسناء و الأحبة الغالين على القلب والعقل والرُّوح د . محمَّد حسين والعقل المفكِّر الخلاَّق ملاك عمرنا … والعزيز حيدر ، وجنى مواسم حبنا ( جنى ) راجيا ً الله ان يكون عمرك في طاعته ورضاه وان تبقى لنا السند والعضد والنبع الذي منه نستقي واليه نفيء في هجيرِ هذا العمرِ المرهق ِ المُتْعب ِ يا أخي ونبض قلبي يا ابا محمد هاني … !!!

وكعادتك أردِّد ُ ما تعلَّمته ُ منك َ حين كنت َ تقدِّم برنامجك الإذاعي ( علي ّ وخطاب الأزمنة) : ” لا يكون ُ الصديق صديقا حتى يحفظ أخاه في ثلاث : في غيبته ووفاته ونكبته … ”
وإني لأشهدُ انك نِعمَ الأخ والصاحب والرفيق والصديق في كل ِّ العمر …

هكذا نبقى ونستمر مع الأهل الغوالي الحبايب … الحناين
يا أخي الحبيب ….!!!
أخي السند
فلتهنأ الحياة بحضورك في قلبها
ليهنَأ العمر في كرِّ سنينه لأنّك مررتَ في آفاقِ سماواته مغامرًا في الشّرفِ المروم؛ محلِّقًا مع النّجوم مردِّدًا حكمة صاحبنا أبي الطيّب :
إذا غامَرْتَ في شَرَفٍ مَرُومِ
فَلا تَقنَعْ بما دونَ النّجومِ
فطَعْمُ المَوْتِ في أمْرٍ حَقِيرٍ
كطَعْمِ المَوْتِ في أمْرٍ عَظيمِ

وليهنَأ الزمان الذي صحبتنا فيه أخًا وناصِحًا وحبيبًا ومرشِدًا مخلِصًا رساليًّا؛ لم تتبدّل ؛ لم تتغيَّر ؛ لم تتقلّبْ … ولم تُعِنْ هذا الزّمن الضيّق الخؤون الذي اقتحمَت حياتنا فيه كلُّ الأزمات والطعنات والجراحات من الأقربين قبل الأبعدين … فكنتَ _ ولا تزال _ نِعمَ العضد والحصن والسّند والمواسي والجميل ….
وكما عهدتُك … ستبقى …مدى العمر …
محبّتي ودعائي

أخوك الحاج علي رفعت مهدي
علي النهري ٢٦ كانون الأول ٢٠٢٣م.

مع الاستاذ سركيس نعوم

مع عميد كلية الآداب السابق د. محمد توفيق ابو علي

شاهد أيضاً

لصحة الأوردة والشرايين.. عصائر طبيعية تعزز الدورة الدموية

الشمندر والجزر والحمضيات من أقوى العصائر المفيدة لصحة القلب تعد الشرايين والأوردة جزءاً أساسياً من …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *