🎄ميلاد مجيد 🎄

أنا أحتفل بميلاد السيد المسيح عليه السلام، لأنه أعظم شخصية في تاريخ سورية، وعندما أقول سورية، فهذا يعني بلاد الشام، وعمقها الحيوي والحضاري، في بلاد الرافدين..
قد نتفق أو نختلف في الأمور الدينية، لكن لا خلاف على أن السيد المسيح، واحد من أعظم شخصيات التاريخ الإنساني – إن لم يكن أولها – والأكثر تأثيراً في تاريخ الحضارة البشرية.
ولهذا ليس هناك من هو أولى مني، ومن الشعب السوري، في كل العالم، للاحتفال بعيد الميلاد.
فالسيد المسيج هو ابن سورية، وابن ثقافتها، وروحها المحبة للسلام.
فيها ولد وتنقل وعاش وارتقى، وبلغتها تكلم وخاطب العالم، وبها كتبت الأناجيل، وتم نقل نور الإيمان المسيحي إلى العالم، وفي ريف دمشق، لايزال سكان ثلاثة قرى، تتكلم الآرامية، بلهجتها الغربية، وهي نفس اللغة واللهجة، التي تكلم بها السيد المسيح، ونزل بها الإنجيل.
وفي دمشق، عاش تلامذة السيد المسيح، وحافظوا على رسالته، وفي ريف دمشق، جاءت رؤيا الإيمان، لشاؤول الطرسوسي، عندما ظهر اليه نور السيد المسيح، فأغمي عليه، وذهب بصره، وتم إسعافه إلى دمشق، ودخلها من الشارع المستقيم، الذي لايزال قائما إلى اليوم، وفي دمشق، داواه تلميذ السيد المسيح، الطبيب توما الدمشقي، وبعدها أصبح شاؤول من أشد المؤمنين برسالة السيد المسيح، وأصبح بولس الرسول.
وفي سورية، ودمشق تحديدا، تم احتضان المسيحية، ومنها تم نقل نور الإيمان المسيحي إلى العالم، عبر القديسين بطرس وبولس، وفي ادبيات الإيمان المسيحي، ان عودة السيد المسيح، ستكون في دمشق.
أما السيدة مريم عليها السلام، فهي من أعظم نساء البشرية، إن لم تكن هي الأعظم، وذكرها القرآن الكريم، كما لم يذكر سيدة أخرى من نساء العالم.
“سلام لكِ أيتها المنعِمُ عليها، الرب معكِ، مباركة أنت في النساء”.
تلك كانت كلمات الملاك جبرائيل لمريم العذراء، عندما بشرها بأنها ستلد الطفل يسوع المسيح، وهذا ما جاء في القرآن الكريم، حيث جاء في سورة مريم “أرسلنا إليها روحنا” وجاء في آية أخرى ” نفخنا فيها من روحنا”.
هنا يحضرني قول من نور، للمرحوم البطريرك الراحل زكا عيواص الأول، بطربرك الكنيسة السريانية في العالم “المسيح سوري، ولن نسمح لاحد ان يسرقه منا” ٠
نعم المسيح سوري، أرسل لنقل، الرسالة الإلهية إلى العالم، ومن حقنا أن نحتفل به، ومع العالم نردد “المجد لله في العلا، وعلى الأرض السلام، وفي الناس المسرة”.
ولان السيد المسيح عليه السلام، جاء بالكلمة، ودعا إلى المحبة والسلام، نتمنى أن يكون العام المقبل، عاما يحمل السلام إلى البشرية عامة وإلى الشعب السوري، ولأبناء سورية الجنوبية، في فلسطين المحتلة، حيث كنسية المهد، في بيت لحم، وطريق الآلام، التي مشى عليها السيد المسيح، وهو يسير إلى الصليب، وقيامته بعد ذلك.

وبهذه المناسبة أقول لكل السوريين.. ميلاد مجيد.. وكل عام وأنتم بخير…
المسيح قام.. حقا قام.

شاهد أيضاً

البعريني: “نعمل مع رئيس ميقاتي ومولوي على إعادة اللبنانيّين العالقين في قبرص”

عُقد لقاء موسّع في بلدة ببنين في محافظة عكار تضامنًا مع اللبنانيين العالقين في جزيرة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *